تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أناي..أناك

رؤية
الأربعاء 6-2-2013
سوزان إبراهيم

هل يحلم السيف بأن يصبح محراثاً.. قلماً.. فرشاة ألوان...... ؟ متى يمكن للسيف أن يصبح كذلك؟!

يُحكى أن الربّ حين قسّم العقل على الناس, رضي كل واحد منهم بحصته واعتبرها الأفضل, لكنه حين قسّم الرزق عليهم لم يرضَ أي واحد منهم بحصته ونظر إلى ما في يد الآخر.‏

يلعب العقل هنا دور (الأنا) ولهذا يرى أنه: هو الأفضل والأرقى.. هو الذي يحيط بعلم الأولين والآخرين, وقد ينفيك.. ليبقى هو. بينما تلعب (الأنت) دور الرزق وهي لا تقبل بما لديها وتحسب ما في يد الآخر, فتكثر النزاعات والحروب في سبيل مزيد من الثروة والسلطة لدعم الأنا- السلطان.‏

حين يتسابق الجميع إلى القمة, وحده الماء البسيط المتواضع يجري إلى القعر, مع أنه دم الأرض ونفسها كما ترى فلسفة التاو, فلماذا لا تحاول أن تكون الماء؟‏

وحدهم فقراء الأرض ماؤها وخبزها وتنورها.‏

هل يعقل أن تستمر الحرب الدائرة بين أناي وأناك إلى مالانهاية؟‏

ترى التاو أيضاً أن الأسلحة الجيدة آلات للخوف.. وأن الفرح بالنصر في النهاية ليس إلا فرحاً بالقتل..‏

سورية معرض كريستال رائع ونادر, فمتى نعمل على بناء أسوار قوية تمنع ثيران أناي وأناك الهائجة عن التجول بكل رعونة وأنانية في أروقته المدهشة؟!‏

متى نحوّل السيف في أيدينا إلى محراث.. أو قلم.. أو فرشاة ألوان؟‏

suzan_ib@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية