|
أســــواق هذه الحجج المناخ الخصب ليجنوا الأرباح ليس بالملايين وإنما بمليارات الليرات والتي هي في نهاية الأمر ليست سوى سرقة موصوفة من مواد دعمتها الدولة بمليارات الليرات يضاف إليها الفرق المضاعفة 300% بين سعرها الرسمي والآخر التي تباع به في السوق السوداء .. والخبز تلك المادة المقدسة بكل الأعراف وكذلك وقود التدفئة من غاز ومازوت وصولا إلى البنزين هي من المواد التي تشكل أساسيات للمواطنين من جهة ورقما كبيرا جدا في دعم الدولة للأسرة السورية ضمن سلة استهلاكها المعروفة ..فكيف السبيل لوقف الاتجار بقوت المواطن ؟ أحد الطرق المهمة والناجحة هو استخدام سلاح المقاطعة لعدة أيام لشراء هذه المواد من تجار السوق السوداء ليصلوا إلى مرحلة لايجدون فيها من يشتري منهم ربطة خبز واحدة بخمسين ليرة أو اسطوانة غاز بألفي ليرة وليتر المازوت بمئة ليرة وكذلك البنزين ... وهذا السلاح الأقوى لابد من إشهاره شريطة أن يرافقه رقابة شعبية منظمة وقوية تساند الرقابة الحكومية ولجان التوزيع رغم غياب تلك الجهتين وثبات فشلهما وفساد العاملين فيهما باستثناءات قليلة ونادرة .. إذن ..واجب الدولة أن ترفع سقف عقوباتها لهذه المخالفات التي تصنف بالمخالفات الجسيمة وأن تعيد النظر بالرقابة التموينية الحالية وباللجان المشرفة على التوزيع وتفعل دور الرقابة الشعبية وهذه المهام هي مهام وطنية وإنسانية من الطراز الأول وعلينا ألا نستهين بها لأن صمود المواطن في وجه الحرب الكونية المفتوحة عليه من كل الجبهات هو خط أحمر ولا يجوز بأي حال من الأحوال إذلال المواطنين وهم يبحثون عن قوتهم اليومي بفعل الفساد المستشري وتجار الأزمات الذين يساهمون بشكل مباشرة في إطالة عمر الأزمة بدل إطفائها وبدل التهدئة التي تساعد على نجاح الحوار الوطني الذي هو الخلاص الوحيد وأقصر الطرق لحل الأزمة التي أرهقت قلوبنا وعقولنا وخسرنا الغالي فيها ودفعنا جميعا الثمن بسكوتنا وتساهلنا مع تلك الأخلاقيات التي لاهم لها سوى منافعها الشخصية ولو على حساب الوطن الأغلى والأبهى ... |
|