|
منطقة حرة واعتصرت الآلام والماسي والمحن مهجة كل من ينتمي إلى هذا الوطن الكبير سورية , وتركت الأحداث تلك ندبا عميقة في مكونات الجسد والمجتمع الواحد على اختلاف مشاربه وانتماءاته السياسية ....! ورغم كل ما حصل من سفك للدم السوري الذي سال هنا وهناك , ورغم كل المحاولات اليائسة التي زجت بها دول الغرب الاستعماري وبالتنسيق الكامل والمسبق مع الدول التي تدعي العروبة والانتماء للدم العربي الذي هو منهم براء , رغم التجييش والكذب واستخدام كل وسائل التضليل والفبركة الإعلامية , للنيل من سورية وتحقيق جزء ولو بسيط من هذه المؤامرة الكونية , إلا أن ذلك كله لم يجد نفعا ولم يوصلهم إلى أهدافهم , حيث افشل المواطن السوري كل من موقعه مخططاتهم وكما عهدناه عبر العصور التاريخية , وهو الإنسان الصادق والمبدئي والذي تمترس بأرضه وتخندق للدفاع عنها في وجه كل عتاة العصر , الذين حاولوا وما زالوا يسعون من اجل لي ذراع القلعة الصامدة سورية العروبة , واليوم وبعد مضي قرابة سنتين على الحرب التي شنت وما زالت تشن على هذا الوطن , تحول صمود سورية إلى معجزة العصر كما قالها العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين الأجانب قبل العرب المستعربة . وتلك المعجزة صنعها الشعب السوري بكل انتماءاته وشرائحه الوطنية إلى جانب قوة الجيش العربي السوري , وكلاهما سطرا سفرا من النضال والجهاد في الذود عن الأرض والعرض والكرامة الوطنية , التي لم ولن يسمح أي من السوريين الشرفاء أن يدنسها الطغاة ولا المتامركين مهما بلغ حجمهم وغيهم...! من هنا لا بد من الاعتراف أن هذا الشعب القوي والذي استمد قوته من قوة الوطن واستند إلى عقائدية جيش وطني الجيش العربي السوري الذي نهل من معين الشرف والوطن والإخلاص , ليشكل سدا منيعا أمام كل المحاولات العدائية لتفتيت الوطن سورية المقاومة , ومحاولة تقسيمه وإعادة التاريخ مرة أخرى نحو الوراء لولادة سايكس بيكو جديد وبأيد مستعربين امتهنوا وارتهنوا لأسيادهم في الغرب الصهيوامريكي ...! لكن بفضل هذا التماسك والصمود الذي أذهل الأعداء قبل الأصدقاء كان له وقع الصاعقة على كل من حاك المؤامرات وشارك بتنفيذها , ها قد أعلن هؤلاء إفلاسهم وعجزهم عن فعل ما يرغبون , ومع إعلان القيادة في سورية عن إطلاق الدعوة للحوار الوطني والذي سيشمل كل أطياف الشعب السوري , يقرأ الجميع أن هذه الغيمة السوداوية القاتمة التي غطت سماء سورية لم تلبث أن بدأت بالانحسار والتلاشي لتنكشف بعدها شمس الحقيقة الساطعة والتي سيدرك عندها الجميع أن سورية يحدد مستقبلها السوريون أنفسهم فقط ...! وليس أيا من الأدوات أو عتاة العصر عبر عنجهية أممية قد يصلح تطبيقها في مختلف المناطق على خارطة العالم باستثناء سورية ....! كونها تشكل الرقم الصعب في معادلة الأمم وما تزال شوكة في حلق كل المتآمرين....! من هنا ومع تجدد اللقاء عبر الحوار الوطني الذي سيضم مختلف أطياف الشعب السوري الذين يخشون على سوريتهم الأم والأسرة السورية التي تظللنا جميعا...! تقع علينا مسؤولية إعادة بناء سورية كما كانت , أجمل واقوي ولنتجاوز كل المراحل السوداء الماضية , لان الوطن يبقى اكبر من الجميع مهما بلغت الخلافات ...! وبات على جميع القوى الوطنية المشاركة بالحوار اليوم وأن تقدم رؤاها السياسية والاقتصادية وكل المقترحات التي تراها مناسبة لبناء الوطن , وخاصة أن الظرف متاح للجميع بان يدلي كل مواطن حر وشريف بمنهاجه وبرنامجه الاقتصادي والسياسي لكيفية الخروج من آثار الأزمة , بشرط وحيد أن يكون تحت سقف الوطن الذي ننشده ونطمح إليه جميعا ...! وهي فرصة أيضا أمام رجال الأعمال والمستثمرين والصناعيين السوريين لان يشاركوا وبقوة في هذا الحراك التاريخي الذي من شانه أن يرسم خارطة طريق , ويحدد ومعالم المرحلة الاقتصادية القادمة ومسارات العمل المستقبلية , من اجل إعادة بناء سورية الجديدة والمتجددة بجهود جميع أبناءها المخلصين بعيدا عن الارتهان للخارج وأدواته الرخيصة ...! |
|