تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معوقون أم معاقون... فقط من باب الشفقة..!!

الاثنين 3/9/2007
محمد مصطفى عيد

لتشغيل المعوقين ذهنيا يتطلب منا كمؤسسات اجتماعية سنوات من العمل والجهد على تغيير الاتجاهات وأنماط التفكير السائدة لدى المجتمع وخاصة في بلداننا, فيما يخص التشكيك بقدرة المعوقين على الانتاج والعمل بكفاءة,

فالتأهيل المهني يهدف بالأساس الى توفير استقلالية في الحياة لدى الاشخاص المعوقين وهي من أصعب المراحل في التأهيل والتي تتطلب تدريب الشخص المعوق على مهنة يمكنه من خلالها الاعتماد على ذاته في توفير الاحتياجات المادية وتحويل الشخص المعوق من عالة على المجتمع الى اداة في البناء الاقتصادي.. لكن هذا لا يكفي.. فرغم ما تقوم بعض المؤسسات الاجتماعية الرسمية والأهلية من جهد لدمج المعوق في المجتمع, إلا إن الوعي بقدرات الاشخاص المعوقين وامكانياتهم في العمل والانتاج لايزال أمرا مشكوكا به من قبل المجتمع ففي كثير من الاحيان يتم استيعاب بعض الاشخاص في بعض المهن ليس من قبيل الإيمان بحق هؤلاء الاشخاص وإنما من باب الشفقة عليهم ومن باب الصدقة بحيث يتم استيعابهم في المؤسسة أو الشركة وبدون إسناد أي عمل حقيقي يتلاءم ومؤهلاتهم وقدراتهم على الانتاج ومع مرور الزمن يصبح هذا الشخص يتلقى مجرد مساعدة مالية وكثيرا ما يطلب منهم الجلوس في المنزل والقدوم في نهاية الشهر من أجل استلام الراتب, وهذا يؤثر سلبا في حياة الشخص المعوق فبدلا من أن نساعده في اعادة الاندماج الاجتماعي نقوده في أغلب الاحيان الى العزلة والاتكال على هذه الصدقة التي تقدم له.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية