تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في مرآة النفس...د.عمر الدقاق: حسن ظني بالناس أصابني بالغبن..

شؤون ثقا فية
الاثنين 3/9/2007
ديب علي حسن

كتب المبدعون والمفكرون الكثير عن سيرهم وصفاتهم الشخصية وفي هذه الزاوية نختار مما كتبه هؤلاء عن أنفسهم وملامح الدقاق الذاتية وبأقلامهم مما نثرده على الملأ..

من كتاب د. عمر الدقاق الصادر حديثا في حلب تحت عنوان :(ذاكرة مدينة) نقتبس من الفصل المعنون ب (ملامح في المرآة واستقلالية الفكر)قوله:‏

(وعلى الصعيد الاجتماعي تشوبني عيوب عديدة,قد يراها غيري دون أن أراها بنفس نهاد شوقي الشديد بالناس,وإحساني الظن بهم,وهذا ما سبب لي كثيرا من الغبن,ومع ذلك لم أكن أقوى على تغيير طبيعتي وأنا على أية حال راض عما فطرني الخالق عليه,كذلك غلب علي الخجل والانطواء,ومن ثم لم أتعود ارتياد الملاهي ولا المقاهي,كما أنني لا أحسن لعب الزد ولا ورق الشدة ونحو ذلك من الالعاب والملهيات وكثيرا ما شعرت تبعا لذلك بالحرج في بعض المناسبات لعدم استطاعتي مشاركة الآخرين فيما يألفونه,وكأنني خارج السرب.‏

حتى إن هذا الخجل كان يحدد من محاولة إثبات قدراتي في الامتحانات الشفهية على حين أعدو أكثر توفيقا في الامتحانات الكتابية,وكان طبيعيا أن اعاني بعض الارتباك في مستهل دراستي الجامعية في دمشق حين تأسست كلية الآداب وغدت عهدئذ مرتعا رحيبا لأعداد وفيرة من الطالبات وذلك على نحو غير معهود..وكان أن رف قلبي عهدئذ بمشاعر مضطربة عذبة قد تكون شيئا من الحب,ولعله الحب الرومانسي المكتوم.‏

وربما كان هذا الطبع الانطوائي لديّ هو الذي جعلني في وقت مبكر من عمري أنعطف الى ذاتي وأن أنفق أوقاتي فيما بدا لي أنه أجدى وهكذا أقبلت على المطالعة بفهم,وتحدثت مشغوفا بسماع الموسيقا السمفونية,ومواظبا على ممارسة الرياضة البدنية وذلك كله أكسبني ثراء ثقافيا وغنى روحيا وشبابا مديدا وقد رأتني في حداثتي والى اليوم بيت من الشعر وقد غدا شعاراً لي في حياتي:‏

إذا مرّ بي يوم ولم أصطنع يدا‏

ولم أستفد علما فما ذاك من عمري‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية