|
معاً على الطريق مالذي رفضته عملياً?! رفضت تسويقهم للديموقراطية..رفضت ديموقراطيتهم, لأنهم الى حد كبير ديموقراطيون داخل بلدانهم, وعنصريون استبداديون طغاة خارج بلدانهم والتاريخ شاهد.. فما عرفنا منهم (الغرب بما يعنيه أمريكا وأوروبا) إلا هذا العسف والطغيان على بلداننا.. كثيراً ما هزمناهم.. لكنهم اليوم أقوياء ونحن بصراحة ضعفاء و بالتالي لن نهزمهم.. لا بد أن الديموقراطية التي يعيشونها في بلدانهم قوتهم.. ولا بد أن اللاديموقراطية التي نعيشها في بلداننا أضعفتنا.. وطغيانهم علينا أضعفنا كثيراً, وأحد أوجه إضعافه لنا, أنه كشف تحت شعاراته الديموقراطية استبداده وطغيانه علينا. لذلك سيكون من الخطأ والخطر.. أن نتلطى خلف حجج ما صنعه طغيانه ببلداننا, لنبتعد عن الديموقراطية.. إذ هي بشكلها الذي يعيشونه داخل بلدانهم منبع قوة لهم.. ولأننا لا نعيشها داخل بلداننا فذلك مصدر ضعف لنا. وعود على بدء أقول: إنما أنا أرفض شعاراتهم وطغيانهم وجرائمهم من مثل تلك التي وقعت في فلسطين والعراق ولبنان تحت شعار نشر الديموقراطية.. لا نريدها ينشروها هم.. لكننا نحتاجها لقوتنا ولمقاومة طغيانهم. إن أي مذهب سياسي يستطيع أن يطلق إمكانية الشعوب وطاقاتهم لتنظيم وبناء حياتها, سيمنحها ولا ريب القوة, فتستطيع من دون شك إبداء مقاومة أهم وأفضل لمشاريع الطغيان والاستبداد.. ولذلك فالديموقراطية كمذهب مقترح لهذه الحالة, تقوينا في وجههم ولا تضعفنا كما حصل في العراق.. فنحن نتحدث عن شيء نبدعه نحن ولا يأتي إلينا محمولاً على ظهور الدبابات وعربات المدافع. لو كان العراق ديموقراطياً.. هل كان سقوطه تم بتلك السرعة??!! المقاومة العراقية اليوم بفعلها تقول: لا.. والمقاومة الفلسطينية تقول لا.. والمقاومة اللبنانية تقول: لا.. إنها الديموقراطية التي نريد ونحتاج ولا مهرب منها.. وليست الديموقراطية التي يريدون. a-abboud@scs-net.org |
|