|
شباب أن تكون لسان حال الكثير من الفتيات اللواتي دخلن علاقات حب وخرجن منها بخبرات سيئة, دفعن ثمنها لاحقا, فكم من الفتيات يعشن وعوداً وردية وكلمات معسولة ثم يهرب الشاب, وهذا ما يزداد في مجتمعنا الذي وعلى الرغم من التقدم الفكري والاجتماعي الذي أحرزه في الكثير من المجالات إلا أنه مازال يتحدث عن هذا الواقع بتحفظ شديد لينعكس ذلك أضرارا وليس أخطاء على الفتاة قد تودي بها إلى حافة الهاوية. كلمة فهمسة فحب فلمسة وتبدأ الرحلة لتجد الفتاة نفسها وقد وقعت في المصيدة فاقدة عذريتها حاملة في بعض الأحيان جنينا في أحشائها بينما الحبيب يفر هاربا دون الاكتراث بنتائج فعلته.. وقبل الدخول في متاهات الموضوع لا بد من سرد هذه القصة الواقعية كبداية. سوزان فتاة في مقتبل العمر في بداية حياتها الجامعية ارتبطت بقصة حب عنيفة مع زميلها في الكلية.. العائلة في الغربة لتأمين حياة أفضل لها ولشقيقتها.. نمت العلاقة بينهما يخرجان ويدخلان معا لدرجة أصبح فيها الآمر الناهي في حياتها ,سلمته نفسها بكل حب وطواعية آملة في الزواج منه بعد الانتهاء من دراستهما الجامعية وامتدت العلاقة على هذه الحالة أربع سنوات وبعد التخرج وقع المحظور طالبته بالزواج لكنه رفض رفضا قاطعا مع توجيه الاهانات لها بأنه ليس بمجنون ليتزوج بفتاة سلمته نفسها بدون زواج مهددا إياها بالفضيحة إن استمرت بمطالبته.. فلم يكن أمامها إلا إخبار والدتها وفشلت كل المحاولات لأن الحبيب فر هاربا إلى بلد آخر فلم يكن أمام العائلة إلا تزويجها لابن عمها المتخلف عقليا درءاً للفضيحة لتنتهي فصول قصة سوزان بالانتحار تفضيلاعلى العيش في عزلة مع رجل متخلف عقليا.. تاركة وراءها أسئلة كثيرة, لماذا تصدق الفتاة هذه الوعود.. ولماذا يهرب الشاب وعلى من تقع المسؤولية. من دون مقدمات تلقي سلمى ( فتاة جامعية) بالمسؤولية الكاملة واللوم على الشاب وتصفه باللعوب حيث يقوم إذا أراد فتاة ما بتشغيل اسطوانة الحب المعروفة لتجد الفتاة نفسها بعد أن تقع في غرامه وبعد أن يأخذ منها ما يريد يتركها وحدها في المصيبة وتضيف سلمى: لماذا هذا الموقف المتعنت للمجتمع من الفتاة التي تتعرض لهذه الحادثة, لماذا عليها تحمل المسؤولية وحدها بينما الشاب يفر هاربا أليس للشاب سمعة مثل الفتاة.. الفتاة تبقى دائما ضلعا قاصرا وضحية لأنه عندما تحب فهي تحب بكامل عواطفها وتبقى دائما أشد صدقا من الشاب. وتساند لمياء صديقتها سلمى الرأي, للأسف هناك رأي سائد في مجتمعنا يؤكد أن شرف الفتاة أغلى من شرف الشاب وهذا بالتأكيد رأي خاطىء جدا لأنه كما للفتاة عرض وشرف غاليان عليها يجب أن يكون للشاب كذلك لأن هذا ما يشجع الشباب على ارتكاب الآثام والأخطاء بحق الفتيات والأعنت من ذلك الافتخار بهذه الفعلة الشنيعة أمام الزملاء ,وتضيف لمياء :لا يجب على الفتاة وحدها تحمل حصيلة مثل هذه الحوادث إن حصلت بل على الجميع تحمل ذلك بدءاً من الفتاة والشاب وصولا إلى المجتمع الذي أعطى للشاب هذا الحق بسبب سيادة الثقافة الرجولية.. لذلك إن تربى الولد والبنت على المبادىء والأخلاق نفسها فسيحافظ هو على شرف الفتاة قبل شرفه وسيحاسب نفسه إن فكر مجرد التفكير بالاعتداء عليها. أما غنوة فكان لها رأي مناقض تماما لرأى سابقتيها. فهي تحمل الفتاة مسؤولية ما يحدث لها وتقول للفتاة مسؤولية كبيرة لوصول العلاقة بينها وبين الشاب الذي تحب إلى مستوى الاعتداء عليها والتغرير بها ,فالمجتمع يرحم الشاب ولا يغفر للفتاة وينظر إليها عندئذ باشمئزاز فهي ستدفع الثمن معنويا وجسديا وثقتها بنفسها سوف تهتز كثيرا.. لذلك أرى أنه على الفتاة أن تفكر بالعقل وليس بالقلب حتى تتجنب الوقوع في مثل هذه الكارثة التي قد تودي بحياتها خاصة إذا كانت تعيش في مجتمع مغلق ومتعصب. والآن ما رأي الشباب في الشاب الذي يغرر بالفتاة ثم يهرب منها? مازن طالب في كلية الآداب أكد أن التعامل مع هكذا موقف يختلف من بيئة إلى أخرى ,والشاب الذي يترك الفتاة بعد أن يغرر بها هو مجرم ويستحق العقاب, ولا توجد لديه ثقة بنفسه فما دام اعتدى عليها فعليه تحمل المسؤولية وأن يكون رجلا أمام هذا الموقف فكلاهما مسؤول عن هذه الجريمة ويستحقان العقاب هي بتنازلها عن شرفها وهو بكذبه ونفاقه وللأسف توجد الكثير من هذه الحالات في مجتمعنا. أما سومر فكان يملك رأيا مناقضا لرأي مازن حيث بدأ كلامه بعبارة غزالة ذهبت للأسد مشيرا إلى أن الفتاة أولا وأخيرا مسؤولة عما يحدث لها, فالشاب من المستحيل أن يأخذ شيئا منها إن هي لم تكن تريد ذلك وأنا أرفض مجرد التفكير بالارتباط بفتاة كانت على علاقة مسبقة بشخص آخر في الماضي, فكيف بفتاة سلمت نفسها لشخص آخر وفقدت أغلى ما عندها أعوذ بالله من ذلك ولا يوجد مبرر حتى ولو 1% لأي شاب يريد الارتباط بفتاة فرطت بشرفها ولو كان يحبها حبا لا يوصف.. فالشرف أولاً وأخيراً ويأتي قبل الحب.. ما رأي أهل الاختصاص في مثل هذه الحالة? د.لينا العيد اختصاصية علم اجتماع: بداية أود القول إن هذه حالة باتت مشكلة حقيقية يجب على كافة الجهات المسؤولة البحث الدؤوب عن الحلول لمعالجتها.. حيث إن هناك عوامل عديدة تقف وراء مثل هذه السلوكيات المسيئة لسمعة الشاب والفتاة في آن منها المرحلة السنية والظروف الاقتصادية للأسرة وطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة والفراغ الفكري والملابس الخليعة التي بتنا نشاهدها يوميا بالإضافة إلى الفيديو كليبات التي تبثها أغلب الفضائيات مقدمة برامج خليعة لا علاقة لها بالدين والأخلاق وهذه كلها أسباب مرتبطة ببعضها تعطي ردود أفعال سريعة جدا وتساهم بشكل فعال في ترسيخ صورة الإغراء.. وإن الفتاة المحرومة من العلاقات الأسرية الحميمة والعواطف بين والديها تقع فريسة سهلة لشاب فاقد الضمير متصورة بأن حضنه الدافىء سيعوضها عن حرمان العطف من والديها.. أما بالنسبة للشاب الذي يهرب من الفتاة بعد أن يعتدي عليها.. فالشاب يفسر ذلك بأن الفتاة التي قدمت نفسها له بدون زواج ووهبته كل ما تملك لا أمان لها فما أعطته له قد تعطيه لأي شاب آخر. لذلك ولتجنب مثل هذه الحالات يجب علينا انشاء وتكثيف مكاتب الإرشاد التربوي لشباب اليوم في المدارس والجامعات منذ بدء مرحلة المراهقة وهي المرحلة التي تبدأ فيها مشاعر الحب بالظهور والنمو لنقدم لهم النصائح والإرشادات ونعمل على ترسيخ العادات والتقاليد الحقيقية في أذهانهم وخاصة للفتاة حتى لا تقع في مطب الوعود الكاذبة وعلاقات الحب الوهمية التي قد تودي بحياتها في نهاية المطاف. |
|