تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مثقفو الفريز

رؤية
الأربعاء 2/4/2008
سوزان إبراهيم

لأننا اليوم (في قلب الخطر )..لأن هويتنا وثقافتنا ولغتنا وتاريخنا وإرثنا في خطر .. لأننا كأمة عربية وكقومية في خطر .. لم يعد من المقبول ألا تكون الثقافة شرطا أوليا يجعل من المثقف مثقفاً ولم يعد الواقع يحتمل وجود مثقفين بلا ثقافة أو ثقافة بلا مثقفين !

صنف بعض الباحثين مثقفي العالم العربي في أربعة أنماط : المثقف الملحمي ,التراجيدي ,البدائلي والمثقف المقاول ويرون أن النمط الأخير هو الأكثر انتشارا وفاعلية نظرا لقربه من أصحاب القرار ورجال الأعمال ..أفرزته حرية السوق .. هو أقرب إلى الخبرة والتنفيذ منه إلى صياغة الفكر.. يساهم كأي متعهد في تسيير ما هو قائم لكنه لا يملك بدائل ولا حتى أن يفكر ..!‏

نعيش اليوم عصراً يتميز بتدفق الأفكار التي نتحاور حولها وقد نتجادل لكننا نجهل مصدرها ويرى بعض أولئك الباحثين أن الثقافة السائدة فقدت أصولها الاجتماعية فأسموها ثقافة العابر .. ثقافة المتخيل .. ثقافة غير الواقع .. إنها بلا ذاكرة وعلى مثقفيها أن يكونوا مجرد عابرين ينحصر وجودهم في لحظة عبورهم .. وإذا كان شأن الكاتب والفيلسوف هو اكتشاف الحقائق ونشرها وقولها كما يرى هيغل فكم ستبدو كارثيةً ,هشاشة عصرنا واضمحلال ثقافتنا أو كم هي ملحة حاجتنا إلى ثقافة حقيقية عميقة الذاكرة والجذور وليس إلى ثقافة ومثقفين يشبهون نبات الفريز !‏

هو جميل وقد يكون طعمه مستطاباً لكنه يجيد التمدد والزحف على السطح ليس إلا ...‏

suzani-@-aloola.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية