|
ثقافة يقول علماءُ النحو: الكلام: هو كل ما أفاد معنىً تاماً يحسن السكوت عليه : فإذا قلت: جاء محمدُ , فهذا كلام لانه جملة تامة المعنى, أما إذا قلت: إذا جاء محمد, فهذا ليس كلاماً لان معناه غير تام, لانك لا تعرف ماذا سيقع إذا قلت : إذا جاء محمد, لان ( إذا) تحتاج إلى جواب يتم به معنى التركيب اللغوي, فإذا جئت بالجواب تم المعنى, كقولك, إذا جاء محمد احترمته, فهذا كلام, لأنه أفاد معنى تاماً حسن السكوت عليه, أي : أصبح المعنى واضحاً في ذهن السامع, فكل تركيب لغوي نقل المعنى تاماً واضحاً إلى ذهن المتلقي يعد كلاماً. أمَّا الكلم فمعناه غير معنى الكلام, لان النحاة يعنون بالكلم: أجناس الألفاظ, فقولنا: ما الكلم? أي : ما أجناس الألفاظ, أو ما أنواعها? وأجناس الألفاظ في العربيَّة ثلاثة: اسمُ وفعلُ وحرف معنى, فكل تركيب لغوي (أُلفَ مِن اسم وفعل) وحرفِ معنى و كلمُ , سواء أأفاد معنىً تاماً أم لا, فإذا قلت: إن جاء محمد, فهذا كَلِمُ, لان التركيب اللغوي ضمَّ أجناس الألفاظ الثلاثة: الاسم: محمدُ, والفعل:جاء, وحرف المعنى: إن, وهو حرف شرطٍ جازم, كما تعلم. وقد يكون الكلام كلماً في بعض التراكيب اللغوية , كقولك: قد جاء عليُّ, فهذا التركيب كلام, لان له معنى تاماً في ذهن المتلقي, وهو أيضاً كلمُ, لانه تركب من أجناس الألفاظ الثلاثة, الاسمُ: عليُّ, والفعل: جاء , وحرف المعنى: قَد, وهو هنا حرف تحقيقٍ كما تعلم. وأمَّا القول فهو كلُّ صوتٍ تحرك به اللسانُ, سواء أكان كلمةً أم تركيباً لغويّاً, وسواءُ أفاد معنىً تاماً أم لا, وسواء أكان مؤلفاً من أجناس الألفاظ أم مؤلفاً من بعضها. ومِن هنا نفهم دقة قول شيخِ العربيَّة سيبويه, إذ جاء عنوان الباب الأول من كتابه الشهير: (هذا بابُ عِلمِ ما الكلم من العربيَّة?.. ثم يجيب بقوله: (فالكلمُ: اسم وفعلُ وحرفُ جاء لمعنىً). ومن هنا أيضاً نفهم معنى قول فيلسوف اللغة أبي الفتح عثمان بن جنِّي في كتابه النادر (الخصائص) : فالقول: هو كلُ صوتٍ مذلَ ( أي: تحرَّك ) به اللسان). |
|