تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الأسباب والدوافع!

البقعة الساخنة
الأثنين 28-8-2017
علي نصر الله

حديثٌ سياسي واسع يدور حول تراجع مواقف الدول الغربية من سورية الدولة، رئيسُها، جيشُها وحكومتُها، حتى أنّ البعض ذهب لتوصيف هذه المواقف بالانقلاب على ما كان ردده الغرب

بلا انقطاع خلال سنوات العدوان الذي وقف بوقاحة خلفه كجهة داعمة للإرهاب، وكطرف احتضن مجموعة خونة تحت مُسمى المعارضة، في مُحاولة يائسة لإسقاط سورية المقاومة ضد الاحتلال ومشاريع الهيمنة.‏

في القراءة الواقعية للنتيجة التي وصل لها الغرب الداعم للإرهاب والمُكتوي بناره، سواء بالتعبير عن التراجع عن مواقفه أم بالتحول عن وجهتها والانقلاب عليها، فإنّ ما ينبغي التركيز عليه بهدف تظهيره هو مُحاولة فهم أسباب ودوافع التراجع أو الانقلاب الذي يجري الحديث عنهما، وبالتوازي مُحاولة وضع اليد على الخطوة التالية التي يعتزم القيام بها.‏

النظام الغربي الذي بات يعزف على وتر سياسي آخر لا شك أنه خطا مُرغماً خطوة مُتواضعة وغير كافية، ذلك أنها ستبقى خطوة ناقصة ما لم يعترف بفشل مشروعه العدواني الاستعماري، وإذا كان يشعر بثقل الاعتراف بفشل المشروع أو الإقرار بهزيمته وانكساره، فعليه أن يتوقف عن وهم ما يتحدث عنه من وجوب التقدم باتجاه عملية انتقال سياسية في سورية يكون لمجموعة الخونة إياها التي احتضنها ونفخ فيها حصة، إذ لا مكان ولا دور للخونة بمستقبل سورية.‏

ما الذي تعنيه الخطوة الناقصة التي يخطوها الغرب باتجاه الاعتراف بسورية التي حاول إسقاطها، وباتجاه الضغط على مجموعة الخونة المُقيمة في فنادقه وفي أحضان الأنظمة السياسية العربية والإقليمية التي كانت الذراع المُباشر في الحرب والعدوان على سورية؟.‏

يُعتقد أنه ما من معنى لخطوة الغرب الناقصة سوى أنه ما زال بعيداً عن فهم رسالة سورية، بل رسائلها في الصمود والثبات والتصدي، وفي التصميم على التمسك بالسيادة والاستقلال، وفي عدم التخلي عن خيار المقاومة لاستعادة الأرض والحقوق، ولإسقاط مشاريع الاحتلال وسياسات النهب والهيمنة.‏

لم يتراجع الغرب الاستعماري جزئياً عن مواقفه إلا لأنّ إرادة شعبنا، وبطولات جيشنا، وحكمة وشجاعة قيادتنا، جعلته يشعر بالعجز الذي لن يقوده إلا إلى الهزيمة، هذا باختصار شديد ما يختص بأسباب التراجع، وأما الدوافع فقد لا تتوقف عند حدود ارتداد الإرهاب عليه، إذ لا يخفى أن أصل مشروع استهداف سورية كحلقة ذهبية في سلسلة محور المقاومة هو خدمة إسرائيل والمشروع الصهيوني.. والكيان المحتل الغاصب قلق في هذه الأثناء!؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية