|
مراسلون المنشأة ليست قصراً .... وعن الموقع وأهميته حدثنا السيد محمد السرحان الأحمد مدير آثار ومتاحف الرقة ومدير البعثة الوطنية في الموقع فقال: تقع المنشأة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة الرافقة ضمن الأسوار وتبعد نحو 400 م إلى الشمال من باب بغداد ونحو 15 متراً عن سور الرافقة من جهة الشرق . وامتداد الجدار الخارجي للمنشأة لايعود إلى العصر العباسي المبكر فالمنشأة ليست من الأبنية الأولى في زمن الخليفة أبي جعفر المنصور بل إنها تعود إلى فترة تسبق سور الرافقة ويلاحظ وجود استيطان مدني متأخر يعود إلى عام 1566م أي إلى الفترة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني. ويمكن إيجاز الفترات التي مرت على المنشأة بمايلي: أولاً فترة أسبق من الفترة العباسية تليها فترة عباسية مبكرة ثم الفترة الزنكية وأخيراً الفترة العثمانية المتأخرة. وتسميتها بقصر البنات لاتؤكده المصادر التاريخية التي ليس فيها أي إشارة إلى هذا القصر في مدينة الرافقة مايعني أن التسمية محلية وليس لها أساس وثائقي وربما يكون الموقع «بيمارستان» كما أكدت الكثير من معطيات التنقيب التي أجريت في عام 1977م.... لكن تواصل التنقيب حالياً سيمكننا من تحديد نوع المنشأة وسيجعلنا نصل إلى حدودها الواسعة والمحتملة علماً أن المنشأة خضعت سابقاً لترميم واسع شمل الإيوان الشمالي والرواقين الجانبيين حيث كانت أقواس كل إيوان تحمل على أربعة أعمدة حجرية بالإضافة لمجموعة الإيوانين الغربي والجنوبي والقاعة الكبيرة.... استئناف التنقيب وعن أعمال التنقيب القديمة والجديدة قال السيد السرحان: بأن أعمال التنقيب في الموقع بدأت منذ عام 1977م وتوقفت في عام 1982م وظلت متوقفة حتى العام 2007م حيث بدأ الموسم السابع الذي أشر لوجود امتداد للمنشأة في الاتجاه الشمالي والشرقي والجنوبي، أما الموسم الثامن فهوالموسم الحالي 2008م حيث تبين أن الجدار الشمالي هو الجدار الخارجي للمنشأة وقد وصلت الحفريات إلى عمق مترين فظهرت جدران داخلية ضمن المربع الأول ربما تكون ملحقات سكنية ملتصقة بالجدار الشمالي من الخارج وليس من داخل المنشأة والأرضية مبلطة بالآجر ، وفي المربع الثاني ظهر امتداد للسور المكتشف في المربع الأول باتجاه غرب / شرق وربما يمتد هذا السور خارج سور الرافقة العباسي ولا يمكننا الجزم بذلك إلا بعد حفر عدة أسبار خارج سور الرافقة من الجهة الشرقية لنعرف إلى أين يصل وأين ينتهي ؟ كذلك ظهرت عدة آبار في المربع الثاني بشكل دائري أحدها مبلط بالآجر وربما يكون خزاناً مائياً للمنشأة. لقى جديدة وعن اللقى الأثرية في الموقع حدثنا مدير البعثة الميداني أحمد الشاكر قائلاً : لقد عثرنا على دمية من البرونز وعلى فوانيس فخارية مزججة وفلساً معدنياً وقارورة من الزجاج صغيرة الحجم إضافة إلى مجموعة من الكسر الزجاجية والعظمية والفخارية . والجدير بالذكر أن المنشأة تمتد في ثلاثة اتجاهات ومن المتوقع ظهور تفاصيل كثيرة ومنها أن المسجد لابد أن يكون في الجهة الجنوبية فيما تتوضع الملحقات السكنية في الجهة الشمالية. ونأمل أن يعمل طلبة الدراسات العليا في الآثار في دراسة الموقع واكتشاف كنوزه ومايختزنه من إمكانات مازالت مجهولة ومن الضروري التوقف عن ري الحديقة المحيطة بالمنشأة رياً عشوائياً ذلك أن المياه المتسربة إلى الأسفل تظهر في الجدران على شكل تسبخ والتسبخ المنتشر في الموقع يهدد المنشأة بالانهيار .... ولابد من معالجة المياه الجوفية ومياه الري بالطريقة نفسها التي عولجت بها هذه في موقع سور الرقة الأثري .... باختصار إن الموقع يعد باكتشافات هامة وكثيرة سواء على مستوى امتداد المنشأة وطبيعتها وأهميتها وزمنها أو على مستوى اللقى الأثرية المميزة . |
|