تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معرض الخريف

رؤيـــــــة
الجمعة 19-12-2008م
أديب مخزوم

المتابع لحركة المعارض التشكيلية الفردية لن تصيبه الدهشة، خلال زيارته لمعرض الخريف، وذلك لأن الملامح التشكيلية المعروضة لبعض الأسماء،

تبدو غير دقيقة وغير واضحة، حيث يتسرع الفنان بتقديم لوحات أو منحوتات لا تمثل أمتن أو أحدث نتاجه وتطلعاته الفنية.‏

ومسؤولية هذه الظاهرة السلبية لا تقع فقط على عاتق اللجنة المنظمة للمعرض، وإنما تقع بالدرجة الأولى على عاتق بعض الفنانين الذين يقعون في فخ الإغراءات المادية، بمعنى أن هؤلاء -وقد اعترف بعضهم بذلك- يقدمون أفضل أعمالهم إلى المعارض التي تقام في الصالات الخاصة، ويتركون للمعرض السنوي أعمالاً أقل سوية، لأن الفن في الصالات الخاصة أصبح عملية رابحة لأصحاب بعض التجارب البارزة، فالفنان عندما يقدم لوحة إلى المعرض السنوي يكون على علم مسبق أن الجهة الرسمية ستقدم له مساعدة مالية متواضعة في حال اقتناء عمله، ولهذا السبب فمعرض الخريف أصبح يفتقر إلى عنصر التشجيع على المنافسة، وإتاحة الفرصة لظهور أهم الأعمال التي انتجت خلال عام كامل. علاوة على وجود أعمال معروضة موقعة في العام الماضي، وبالتالي نتساءل عن الفائدة من وجود أعمال غير سنوية في معرض سنوي.‏

من جهة أخرى نجد في معرض الخريف بعض المقلدين لتجارب فنية معروفة. كما أن هناك لوحات ومنحوتات تكرر تجارب أصحابها، كما تبدو بعض اللوحات جامدة في واقعيتها وباهتة في انطباعيتها اللونية.‏

حديثنا عن تقسيم المعرض السنوي العام إلى معرضين: معرض الربيع ومعرض الخريف لن يطول بالطبع، وذلك لأن عندنا شيوخاً كلاسيكيين وشباناً أكثر حداثة من أساتذتهم، إنها مشكلة الرعيل الجديد مع أصحاب الأعمال التي بقيت أسيرة الشكل التقليدي، الذي حفظناه عن الصورة الضوئية أو لنقل إنها مشكلة صراع الأجيال بين أتباع المدارس التقليدية وأنصار الاتجاهات الحديثة والمعاصرة.‏

إنه صراع خفي وعلني يعوق وبأشكال مختلفة، بعض المبدعين الحقيقيين عن الحركة والإنتاج والعرض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية