تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مهـــــــرجان دمشــــــــق المســــــرحي ... الدراما تورجيا في المناهج التعليمية المسرحية

ثقـــافـــة
الجمعة 19-12-2008م
نجلاء دنورة

ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر عقدت ندوة حول الدراما تورجيا والإخراج المسرحي وموقع الدراما تورجيا في المناهج التعليمية في المعاهد المسرحية،

بداية تحدث الدكتور محمد خير الرفاعي من الأردن عن بعض المحطات التي لها علاقة مباشرة في كيفية التعامل مع المساقات المخصصة لأداء طالب سيكون فيما بعد فاعلاً في مدى المسرح داخلياً وخارجياً.‏

وعن المناهج التعليمية قال الرفاعي: لقد كنت سعيداً بنظام متبع عندنا في الجامعة وهو أنه كل أربع سنوات نعيد النظر في الخطة الدراسية على أساس ما يستجد من بعض الأشياء التي لها علاقة بواقع السوق المسرحي وكنت أحاول دائماً أن اجتهد في اتجاه معرفة ما هو جديد لأضيفه على هذه الخطة الدراسية.‏

وأضاف إن حال المسرح فيما يتعلق بالطلبة الآن لم يعد يسعد ولا أدري لأي سبب من الأسباب، ممكن هي ظروف عامة أو اقتصادية أو نفسية ولكن أصبحت التوجهات الآن محدودة في اتجاه بعض التخصصات والتي لها علاقة مباشرة في واقع السوق ومعظمهم يبحث كيف سيعمل فيما بعد، في وقت ابتعد فيه الأغلبية عن مجال له علاقة في الأدب والنقد رغم أنه كان مجالاً سائداً وكان عليه إقبال كبير، وتساءل الدكتور الرفاعي عن الدراما تورج هل هو فعل سابق أم مواكب أم لاحق ليقول إنه حاضر في كل تفاصيل هذه المسألة وإذا ما اطلعنا على واقع الحال في العروض المسرحية نجد أن معظمنا يمارس مثل هذا التوجه الدراما تورجي دون أن يدري وعندما عدت إلى الخطة الدراسية الموجودة في المنهاج وجدت أن هناك عناصر موجودة في المساقات المطروحة وهي قائمة ولكن كنت أبحث عن ضرورة أن يضاف إلى الخطة الدراسية مساق مستقل له علاقة في الدراما تورج وأنا أعترف أنني ازددت حيرة كلما أبحث عن نقطة ما توصلني إلى منفذ أجد أنني ابتعدت أكثر من النقطة التي أبحث عنها. أما الناقد فرانك راديس من ألمانيا قال لاحظت أن لدى الطلاب رغبة في التعليم والعمل في الدراما تورجيا ولكن يجب أن يتعلموا بأن الوظيفة المهمة للدراما تورجيا أن يتمتعوا أولاً بالصبر وأن يكون لدى الدراما تورجي رؤية فلسفية لأن هناك اتجاهات مختلفة بالمسرح واختلافات متعددة بمدارس المسرح وهذا الشيء لا بد أن ينطلق من الصبر والمعرفة والقدرة على اتخاذ القرار في أي مجال، أنا أحبذ أن أعمل ونحن سنتكلم عن كثير من المدارس المسرحية الحديثة فلدينا مدرسة تأخذ من الوهم العنصر الأساسي فالعمل يكون على مضمون النص وعلى جسد الممثل والنص يكون أساس عمل الدراما تورج فنحن ندرس ماذا سوف نقول عن هذا النص والعمل الأساسي هو إيجاد علاقة تربط بين النص وطريقة تقديم العرض وهذا النوع من المسرح حسب اعتقاد بريشت عندما يخلق الوهم يؤثر بالجمهور، لكن لا نستطيع عن طريق الوهم أن نؤثر في طريقة تلقي الجمهور ولذلك علينا أن نوفر هذا العنصر الذي هو الوهم ويجب أن نتفهم بأن ما نقدمه على خشبة المسرح هو فن وليس حقيقة، فبريشت حاول أن يكسر هذا الوهم وعمل على جسد الممثل فهذه الطريقة يجب أن يكون الجمهور جزءاً من التفكير وليس الغرض منه أن يحدد هل الأفكار صحيحة أم خاطئة وهنا تحولت وظيفة الدراما تورج وأصبح لديه مهمة جديدة لأنه أصبح يفكر بصلة الوصل بين ما يقدمه على المسرح وما يتقبله الجمهور، والمسرح لم يوجد ليكون فقط على خشبة المسرح وإنما ليخلق علاقة بين الخشبة والصالة التي يجلس فيها الجمهور وهذا الشكل من المسرح بدأ يتعرض للنقد من قبل مسرح الصورة وهناك من يعتقد بأن الكاتب أذكى من المخرج لكن الفكرة وما وراءها أذكى من الكاتب وهنا ولد المسرح الذي لا يعنى بعمل مقولة ولايعنى أبداً بإيصال فكرة محددة إلى الجمهور وإنما خلق حالة تفكير وخيال لكي يخلق قوة أكبر للعناصر الموجودة على خشبة المسرح، هذا ولا يستطيع الدراما تورج أن يقول أنا أستطيع أن آخذ مقولة واحدة وأقدمها وإنما يجب عليه أن يسعى إلى توضيح الأفكار المطروحة فيأخذ الأفكار الموجودة في النص ويحاول إسقاط عدة صور أو ممكن أن يضيف لها صوراً قوية.‏

أما الدكتور يونس لوليدي أوضح معنى الدراما توجيا بأنها مجموعة من القواعد والنظم والأعراف التي تتحكم في بناء النص الدرامي كما تمتد لتشمل مجال الإخراج المسرحي، غير أنه ينبغي أن نميز داخل المفهوم العام للدراما تورجيا بين مفهومين آخرين هما التحليل الدراما تورجي أي الممارسة النقدية التي تتعلق بنقد وتقويم آثار هذا الفن وبين النظرية الدراما تورجيا وهي التي تبلور الأدوات الضرورية لهذه الممارسة . كما أنه يجب أن نميز بين الدراما تورجيا الكلاسيكية والدراما التورجيا الحديثة، فالكلاسيكية هي بنية داخلية تهتم على الخصوص بالعقدة والعرض والصراع والنهاية والبيئة السردية للنص الدرامي في حين أن الدراما تورجية الحديثة هي بيئة خارجية تهتم بسبل ووسائل الإنجاز على خشبة المسرح، وهكذا فالدراما تورجيا تضع أدوات النص ووسائل الخشبة في خدمة المعاني المتعددة والمتواصلة للنص الدرامي مع اختيار تأويل معين أو توجيه العرض وفق هذا التأويل، كما أن الدراما تورجيا تكون في خدمة مجموعة الاختيارات الجمالية والايديولوجية التي يتبناها فريق العمل انطلاقاً من المخرج وانتهاء بالممثل مروراً بالسينوغرافيا. وقال لوليدي إذا كان النص الدرامي نسيجاً فإن الدراما تورجيا في نهاية الأمر هي نسيج العرض المسرحي أي سبيل تشغيل الأحداث على خشبة المسرح وبذلك يصعب التمييز في المسرح الحديث بين الدراما تورجيا والعرض المسرحي والإخراج وكتابة المؤلف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية