|
ثقـــافـــة فكانت النتيجة أننا أمام مقتطفات مشهدية متناثرة بنفس الوقت متسلسلة على أمل أن تقول شيئاً أو تقدم وعياً جديداً بلغة مغايرة.. وهذا مالم تنتج بمقاربته المسرحية، بذريعة (الإخراج الحديث) والتوصل إلى علاقة تلقٍ مبتكرة، أيضاً بحجة نسف مفهوم النص الدرامي التقليدي ، قدمت المسرحية نفسها بهيئة مفرقعات ناقدة دخلتها الكوميديا لغاية خلق تواصل معقول مع الجمهور.
يمكن اعتبار أن المسرحية نجحت بإيصال فكرتها ولم تكن مملة لكنها لم تكن ممتعة. وحسب رأي المؤلف فارس الذهبي- كما ذكر لنا في نهاية عرضه- المسرحية محاكاة للقصة الشعبية مع ارتكاز على المفاصل الرئيسية في الحكاية الأصلية مع محاولة إيجاد تلاق مع الواقع السوري من أجل تمرير الرموز التي تشكل الرسالة الحقيقية للنص التي تتلخص في تقديس الخيار الفردي للإنسان من خلال اتخاذ الطريق الذي يراه مناسباً حتى لو كان خطأً أو دفع ثمن خياره الفردي . فالعرض هو دعوة للحرية الواعية ودعوة للحب والمسؤولية. وإذا ما تناولنا فكرة المسرحية بحد ذاتها بلغة ناقدة لوجدنا، أنها تبرر استراتيجية فتاة معاصرة جداً لا تستهجن أن تكون مجرد نزوة عابرة في حياة رجل وتدفع ثمناً باهظاً لا تستحقه النزوة. لكن يبدو أن الجيل الشاب مسحور بفكرة التمرد بعيداً عن المنطق الصعب والواقعي للحياة.. والحوار في المسرحية افتقد للجدية الهادفة بحيث بدت الشخصيات تنخرط بإدلاء آراء شخصية لا تصلح أن تطرح على المسرح إلا بشروط فائقة الدقة والحرفية وطبعاً الذكاء. ليلى والذئب عرض مسرحي سوري تأليف: فارس الذهبي ، تمثيل : سيف أبو أسعد -راما عيسى. إخراج: باسم عيسى، مخرج المادة الفيلمية: عمر حمارنة ، مكان العرض: مسرح القباني ضمن فعاليات مهرجان المسرح. |
|