تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مــــوســـــم الطيــــــور المهاجــــــــرة

استراحة الجمعة
الجمعة 19-12-2008م
ياسر حمزة

بدأ فصل الشتاء ومع قدومه يبدأ موسم هجرة الطيور، متجهة نحو المناطق الدافئة وبالأخص الشرق العربي ، وتحط عشرات الألوف منها على مناطق مختلفة من بلاد الشام والرافدين وجزيرة العرب ، وهنا يقوم المختصون بعلوم الطيور بمراقبة هذه الطيور وفحصها بعد الإمساك ببعضها من اجل معرفة اتجاهها ومدى الحفاظ عليها من الأذى.

‏‏

ويهتم علماء الطيور بمعرفة وزن الطائر وطول جناحيه وحالته البدنية، ويجري تحليل النتائج بدقة علمية كبيرة. وكذلك يجري تثبيت حلقات معدنية في سيقان الطيور من اجل معرفة المسافات والأماكن التي تتوجه لها هذه الطيور المهاجرة ، وهناك اتفاقيات معقودة بين مراكز مراقبة الطيور لتبادل الوثائق.‏‏‏

ويتعاون علماء الطيور في أوروبا وإفريقيا والوطن العربي في البحث عن كيفية تفادي الأضرار التي تحدثها بعض أنواع الطيور.‏‏‏

فمثلاً تعد مشكلة الاخطار التي تسببها بعض أنواع طائر النورس مشكلات جدية تشغل بال علماء الطيور في شرق ألمانيا ، فمن أربعين ألف طير تعيش في متنزهات وطنية يمنع فيها التعرض للطيور على ساحل بحر البلطيق تصل نسبة النوارس إلى (95%)، أغلبها من نوع النورس المهاجم والضاحك ، وقد تكاثرت هذه الأنواع بسرعة في السنوات السابقة.‏‏‏

و أثبتت الأبحاث ان طائر النورس يفرز جراثيم الباراتيفوس لذا بدأ تعاون وثيق بين مراكز مراقبة هجرة الطيور ومعاهد أبحاث الأوبئة حول هذه الأمور الهامة في المجال الصحي والبيئي. ومن أضرار هذه الطيور أنها تقضي على الأنواع الصغيرة الأخرى، إذ تلتهم بيضها وصغارها. ولذا يجري العمل على تحديد كمية النوارس بشكل متناسب ، وفي نفس الوقت زيادة عدد الطيور الأخرى عن طريق الأعشاش الصناعية على شكل حفر وسلال لوضع البيض والتفريخ ،ومن أهم الاعمال التي يقوم بها علماء الطيور البحث في ظواهر هجرة الطيور وحل أسرارها.‏‏‏

وكان العالم الإغريقي أرسطو طاليس (من 384-322 ق.م) وأبو عثمان بحر الجاحظ (المتوفى 255هـ) قد كتبا عن هجرة الكركي. وكانا يعرفان أن هذه الطيور وغيرها تهاجر من بلدان الشمال إلى الشرق العربي.‏‏‏

وتبين نتائج الأبحاث الجديدة ان عصافير الجنة قادرة على العثور على عشها الأصلي بعد شهور عديدة وبعد طيران آلاف الكيلومترات. كما اظهرت ان الطيور لها المقدرة على تحديد الاتجاه والموقع. وتستعين الطيور في توجهها بضوء وموقع الشمس. ويمكن مقارنة الطيور المهاجرة بأنظمة الملاحة المعقدة.‏‏‏

ومن الأمور التي تثير الدهشة السرعة في طيران هذه الطيور، إذ تتراوح هذه السرعة بين ثلاثين كم في الساعة (العصفور الدوري) إلى 150كم في الساعة (الصقور) ، وتصل سرعة البطة الطائرة عند طيرانها مع اتجاه الريح إلى (250كم في الساعة).‏‏‏

اما الصقور الجوالة فتصل سرعة انقضاضها إلى ثلاثمئة كم في الساعة) ، ولكن رحلة الطيور المهاجرة تطول رغم المسافات الكبيرة التي تقطعها في طيرانها يومياً، إذ تحتاج الطيور لأوقات طويلة للراحة وللبحث فيها عن غذائها. وتصل المسافة التي تقطعها الطيور الغريدة إلى (60كم في اليوم)، واللقلق إلى حوالي (200كم)، ويقطع الطائر الشنقب (الجهلول، الشكب، البكاسين:‏‏‏

طائر طويل المنقار) (400كم يومياً).‏‏‏

و يبعد المأوى الشتوي لطائر اللقلق عشرة آلاف من الكيلومترات عن موطنه الأصلي ويحتاج إلى مئة يوم للهجرة ، ولكن عودته إلى موطنه في الربيع لا تستغرق أكثر من ستين يوما.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية