|
استراحة الجمعة ذات يوم دخل أعرابي إلى دكانه ليشترى خفين، وأخذ الأعرابي يساوم حنينا مساومة شديدة، ويغلظ له في القول، حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي ، فاغتاظ الأعرابي، وسب حنينا سبًّا فاحشاً، ثم تركه وانصرف. صمم حنين على الانتقام من الأعرابي، فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريق مختصر، وألقى أحد الخفين في الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر، واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي، فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض؛ فأمسكه، وقال لنفسه : ما أشبه هذا الخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حنين، ولو كان معه الخف الآخر لأخذتهما.. لكن هذا وحده لا نفع فيه. ثم رماه ومضى في طريقه، فعثر على الخف الآخر؛ فندم لأنه لم يأخذ الأول، وعاد ليأخذه، وترك راحلته بلا حارس؛ فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذها بما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، فرجع إلى قومه. ولما سألوه: بم عدت من سفرك؟ أجاب : عدت بخفي حنين. |
|