تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيــــف نعـــدل فـــــي معاملــــــة الأبنـــــــاء ؟

مجتمع
الجمعة 19-12-2008 م
ميسون نيال

يشعر بعض الأولاد بالتمييز بينهم وبين إخوتهم من قبل أحد الوالدين فيسألون ويدخلون في دوامة الإحساس بالظلم ويسيطر عليهم هاجس العدالة والمساواة (على الصعيد العائلي)

هذا ما لمسته عندما سمعت مناقشة تدور بين أم وابنتها (جودي) حيث كانت تبكي بحرقة وتقول لوالدتها لم يحق لأخي والذي أكبره بعام كل شيء ولا يحق لي أي شيء؟ فهو المدلل الذي لا يلبث أن يطلب أي شيء حتى تسارعين إلى تلبية جميع حاجاته وعلى كافة الأصعدة من حيث المأكل والمشرب والملبس والمصروف وكذلك هو مسموح له أن يشارك في الرحلات والأنشطة المدرسية بينما محظر ذلك عليّ لأسباب أشعر أنها واهية ثم توجهت الفتاة إليّ قائلة: إنهم يخافون علي أكثر من أخي كوني فتاة وأن غايتهم المحافظة علي ولكن بصراحة هذا الكلام لا يقنعني بل أشعر أنه مجرد تبرير لكثرة الدلال الذي يتمتع به أخي وأنه غير صادر عن محبة متساوية من جهة أخرى، كان وائل وهو ابن خالة جودي يحضر المناقشة وهو طالب في الصف التاسع حيث سارع للمشاركة في الحديث مقاطعاً ابنة خالته قائلاً بحسرة: كل زملائي الصبيان مميزون في أسرهم ماعداي أنا فوالدتي تصطحب أختى لحضور المناسبات والحفلات وهي دائمة الشراء لها سواء الثياب أم الاكسسوارات حتى تكاد والدتي لا تذهب مرة إلى السوق إلا وتأتي لها بشيء ما.‏

هذا يدفعني إلى كره أختي والتذمر منها وعندما أحاول التعبير عما بداخلي تقوم والدتي بقمعي قائلة هي بنت ومختلفة عنك وتحتاج إلى ذلك.‏

وسبب غضبي هو أن المعادلة معكوسة لدينا في المنزل فأنا لا أرغب بتمييزي بالمعاملة بل أصبح منتهى طموحي أن أكون متساوياً مع أختي.‏

عرضنا هذا الأمر على الاختصاصية الاجتماعية السيدة /بتول رجب/ حيث قالت: من المفترض أن يسعى الوالدان إلى إيجاد توازن في معاملة أولادهما وذلك على الصعيدين العاطفي والمادي ولو أنه من الصعب على أي إنسان الشعور بالإحساس نفسه تجاه شخصين وكذلك الأمر بالنسبة للوالدين فالأم مثلاً تستجيب بطبيعتها لكل صفة من صفات أولادها حسب الخصائص التي يتميز بها كل ولد ومدى قرب أو بعد تلك الصفات عنها.‏

كذلك فإن لعقلية الأهل واختلافها مع مرور الزمن أثراً كبيراً من أسلوب التعامل مع الأبناء فمثلاً كثير من التصرفات التي كنا نبتسم لها وتشعرنا بالراحة أصبحنا مع مرور الزمن ننزعج ونقلق منها.‏

وطبعاً مهما كانت طباع أي ولد من الأولاد محببة إلى الأهل فهي من المستحيل أن تجعلهم منحازين إلى درجة مبالغ بها وإن معاملة أحد الأبناء بخصوصية ما تتعلق في كثير من الأحيان بوضع خاص كأن يكون مريضاً أو صغيراً أو غائباً.‏

وفي نهاية المطاف فإن الأولاد هم بمثابة أعضاء الجسم بالنسبة للأم وللأب ولا يمكن تفضيل أي عضو آخر وعندما ناقشنا أحد أبنائنا بهذا المجال ينبغي أن نحاورهم ونقنعهم لا أن نتركهم مع هواجسهم واعتقاداتهم وتصوراتهم الخاطئة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية