تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فــــــي المــــــدارس التدخين بين التلميذ والأستاذ وحدة حال

مجتمع
الجمعة 19-12-2008 م
سمية حمو

التدخين آفة صحية واجتماعية يظهر خطرها واضحا على جميع أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية والأكثر تعرضا لخطرها هي فئة الشباب الصغار.وذلك لأن اتباعهم عادة التدخين يكون تقليدا في أغلب الأحيان، ثم يتحول الى ضرورة تدعم شخصية هذا الشاب.

-طالب مدخن رفض ذكر اسمه قال: أول مرة أشعلت فيها سيجارة كنت في الصف العاشر، عندها كنت متأثرا بزملائي الجدد الذين تعرفت عليهم في المدينة بعد انتقال عائلتي للسكن فيها، إذ كنا نسكن سابقا في قرية جميلة، وكانت هوايتي الرياضة،وخاصة كرة القدم، ولم أفكر ولو لمرة واحدة أن أشعل سيجارة. وأنا على يقين أن زملائي هؤلاء غير صالحين، لذلك لم أصطحبهم الى منزلي، ولم أدخل بيوتهم ولو لمرة واحدة.‏

لقد اتبعت عادة التدخين لعدة اسباب أهمها:‏

-زملاء السوء الذين كانوا يدخنون ويتهمونني بعدم الرجولة لأنني لا أمسك السيجارة بيدي لاعتقادهم أن التدخين شرط هام من شروط الرجولة وخاصة في سن مبكرة.‏

-التلفزيون: لأنني تأثرت بالمشاهد التمثيلية وخاصة الفنان(أيمن رضا) لأنني أحبه كثيرا واعتقدت لفترة أن التدخين أمر عادي وليس فيه خطورة أو حرج، لأنه يعرض على شاشة التلفزيون بشكل عادي ودائم، ولو كان فيه شيء من الحرج أو الخطورة لما تم عرضه أمام الجميع .‏

-العمل: فالعمل أثناء العطلة الصيفية يعرفنا على شبان مدخنين ونقوم بالتدخين جميعا حكما للعادة والتقليد .وأقول بصراحة:‏

عندما أرى أبي وهو يدخن أشعر أن شيئا عجيبا شدني الى السيجارة وكلما منعت عنها زدت ولعا بها وذلك على مبدأ(كل ممنوع مرغوب)‏

-النيكوتين حين يصبح من مكونات الجسم يسبب نقصه شعورا بالحاجة اليه لذلك يلجأ الإنسان الى التدخين من جديد.‏

-التدخين في السيارة ممنوع، ومع ذلك نرى بعض السائقين يدخنون، وكذلك بعض الركاب.‏

-للمدرسة دور كبير في التوعية بأخطار التدخين ولكن حين توجه إلينا ملاحظات هامة من مدرسينا تحثنا على ترك التدخين تكون هذه الملاحظات دون جدوى حين نرى المدرس نفسه-الذي ينصحنا -مدخناً .‏

-في سورية قرابة(8) ملايين مدخن وهو ما يقارب نصف عدد السكان، ولا توجد ضوابط ملزمة للحد من التدخين.‏

-الأسواق مليئة بأنواع الدخان على اختلاف مصادره وهذا مما يسهل انتشار التدخين بين الفئات العمرية المختلفة.‏

-مروان شاباش مدرس مدخن: بدأت التدخين في الصف التاسع وذلك منذ/29/ عاما. انقطعت عنه سنة كاملة، ثم عدت إليه بعد أن زاد وزني/14/ كغ لأن التدخين يضعف الشهية للأكل وعند سؤاله: ما موقفك عندما يراك طالب وفي يدك سيجارة؟ أجاب: أمر عادي، هو يرى السيجارة في كل مكان، في البيت والشارع والتلفزيون فما المشكلة عندما يراها في يدي؟‏

وأضاف : المسؤولية مشتركة ولا تتجزأ ،سألني طالب لماذا تمنعني عن التدخين وأنت مدخن فلم أستطع إجابته! وعندما يتم منع التدخين بشكل فعلي في جميع الدوائر الحكومية ،فإنني أستطيع أن أتركه ببساطة حتى خارج المدرسة لأنني أملك إرادة قوية. ثم عقب قال عليه الصلاة والسلام: لا ضرر ولا ضرار. لذلك فالتدخين محرم من الناحية الشرعية لأن المدخن يضر جسده، وماله، وأسرته، ومجتمعه، وغير المدخنين من حوله هم مدخنون سلبيون ومعرضون للضرر أكثر من المدخنين أنفسهم، واللافت للنظر أن آراء هذا المدرس هي آراء علمية صحيحة.‏

-المرشد النفسي نبيل أصفري: مدخن بامتياز لا يستطيع ترك السيجارة ،يقول: في سبيل مكافحة التدخين نوزع ملصقات وبروشورات ونستخدم لوحات ومجلة حائط ونستضيف جمعية تنظيم الأسرة ومندوباً عن مديرية الصحة لإلقاء محاضرات عن أضرار التدخين.‏

والسؤال هنا بعد الانتهاء من المحاضرة أليس من الواجب تناول سيجارة على شرف المحاضرة، وخاصة أن أغلب المشاركين مدخنون ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية