تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معلم اليوم ..مؤثر أم متأثر ؟!

مجتمع
الجمعة 19-12-2008 م
لقاء : محمد عكروش

انطلاقا من أهمية وعظمة مهنة التعليم واعتبارها من المهن التي تساهم في بناء شخصية الإنسان كان لابد من إلقاء الضوء على المعلم ليتمكن من القيام بواجبه على أكمل وجه وليساهم بشكل كبير في بناء جيل واع وليكون خير قدوة للأجيال القادمة.

‏‏

وحول المهارات الواجب توافرها في المعلم ليستطيع إعداد الطالب على الشكل المطلوب ؟ وصفاته ؟ والمعوقات التي يمكن أن تحول دون تأدية أدواره على النحو الأمثل؟ خلصنا بحوار مع الأستاذة عفاف لطف الله عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين رئيسة مكتب التربية لنسألها‏‏

دور حاسم‏‏

- هل معلم اليوم مدير العملية التربوية؟‏‏

مهما تقدمت التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال والوسائل التربوية يبقى للمعلم الدور الحاسم والأهم في قيادة العملية التربوية وتوجيهها، وهو الشخصية الأكثر تأثرا في بناء شخصية الانسان بناء متوازنا متكاملا من النواحي كلها، فالمعلم هو المعني بالدرجة الأولى في بناء الأجيال وتحصينها وتسليحها بالعلم والمعرفة والوعي والثقافة والقيم والمواقف الإيجابية وانماط السلوك القويم لذلك لابد من التمتع بمهارات ليؤدي مهامه التربوية في بناء الانسان الفاعل المبدع.‏‏

مهارات التعاون‏‏

- ما المهارات الوجب توافرها في المعلم ؟‏‏

من هذه المهارات مهارات التواصل مع الطلبة والتقرب منهم ونيل ثقتهم ومحبتهم والتفاعل معهم،كل حسب ميوله وقدراته التي تختلف من طالب إلى طالب بما يسهل نقل التراث المعرفي والمعلومات العلمية إلى عقولهم بيسر وسهولة .ونقلهم من مرحلة التلقي والتعليم: مرحلة التعليم والتفاعل من خلال الإيمان بأهمية العلم وفوائده. وأردفت بالقول أيضا لابد من مهارات جعل المدرسة بيئة تربوية جاذبة محببة إلى الطالب من خلال تبسيط المادة العلمية وحسن إيصالها بطرائق جذابة ولابد أيضا من غرس القيم الأخلاقية والوطنية والقومية والانسانية وحسن توجيه الطلبة وإرشادهم وتنمية مواهبهم واستثارة قدراتهم الكامنة. وضروري جدا مهارات التعاون مع الادارة والأسرة والمجتمع المحلي وإقامة شبكة من العلاقات لتطوير المدرسة والعملية التربوية على نحو مستمر.‏‏

صفات النجاح‏‏

- من هذه المهارات هل يمكن أن تنبثق صفات للمعلم الناجح ؟‏‏

نعم ينبثق منها صفات المعلم الناجح فمن صفاته أن يكون واسع الاطلاع والمعرفة، عميق الثقافة، متمكنا من المادة العلمية والطرائق التربوية،مطلعا على المستجدات التربوية وجعلها مادة محببة للطالب هذا على صعيد.‏‏

أما سمات المعلم الناجح الإيمان بالمهنة على أنها رسالة تربوية،وكذلك احترام المهنة والإخلاص لها ومحبة الطلاب واحترامهم وكذلك الصفات الخلقية كالصبر والمحبة والتواضع والرغبة في مساعدتهم، والمرونة في التصرف باستخدام الأساليب الديمقراطية مع الطلبة والقدوة الحسنة في القيم والمواقف والسلوك.‏‏

زعزعة المكانة‏‏

ما المعوقات التي يمكن أن تحول دون تأدية أدواره على الوجه الأمثل؟ ثمة مقومات منها ضغط المناهج وكثافتها بالنسبة إلى المدة الزمنية المخصصة لها، وقصر زمن الحصة الدرسية،وارتفاع الكثافة الصفية والدوام النصفي، ومحدودية وجود قاعات الأنشطة والوسائل المعنية والتقنيات الحديثة وعدم اتساع الوقت لممارسة الأنشطة والجانب العملي، زد على ذلك نظام الامتحانات الذي يقيس الناتج المعرفي فقط، وغياب الحافز الإيجابي في مكافأة المجلين من المعلمين. وأحيانا يضطر المعلم إلى مزاولة عمل خارج أوقات الدوام قد يتنافى مع رسالته التربوية ما يفضي إلى زعزعة مكانته الاجتماعية، كما أن منافسة وسائل الاتصال الحديثة للمعلم في أدواره،وعدم تعاون الأسرة مع المدرسة كلها عوامل قد تعيق عمله‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية