تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لعبة الوقت الضائع

حدث و تعليق
الجمعة 19-12-2008م
منذر عيد

ثمة أمور تثير الاستغراب ،حول التعاطي الدولي مع الصراع العربي الإسرائيلي ،ودواعي ذلك ما شهدته الأيام المنصرمة من طريقة تعامل الكيان الصهيوني مع ممثلي ومبعوثي المنظمة

إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة،ومنعهم من الدخول إليها ،لتصل درجة تهديد رئيس المنظمة الأممية بالقتل لمجرد نقل بعض الصور مما يجري هناك من أعمال إجرامية يرتكبها حكام الصهيونية ضد شعب اعزل .‏

والمستغرب أكثر أن تبادر القوى العظمى ومن خلال الأمم المتحدة إلى إصدار قرار بشأن عملية السلام في المنطقة متناسية تجاهل الكيان الصهيوني جميع ما سبق من قرارات ذات صلة من حق عودة ،وضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ،إلى قرار إلغاء ضم الجولان السوري المحتل وتأكيد بطلانه...‏

والسؤال إن لم تكن الأمم المتحدة قادرة على حماية أفرادها وتطبيق قراراتها فإلام الجديد من قرارات غير ذي جدوى ؟وما السبل إلى إلزام ذاك الكيان لتنفيذ القرارات ومعاقبته إن لزم الأمر؟ لا أن نرى العكس ونشاهد بأنه هو من يعاقب أفراد المنظمة ضاربا عرض الحائط بجميع من يمثلونها ؟،وما السبل إلى إرغام الولايات المتحدة الأمريكية على الوساطة النزيهة بدلا من الانحياز للمحتل الصهيوني الذي يريد الأرض والسلام معاً مجانا ؟.‏

لا شك أن الفعلين الإسرائيلي والأميركي ومن خلال طرد الأولى لممثلي الأمم المتحدة ،وحراك الثانية لإصدار قرار قبل انتهاء ولاية جورج بوش ،إنما الهدف منه تأكيد إسرائيل خروجها عن المظلة الدولية وتمردها عليها وتحديها المجتمع الدولي محمية بدعم أميركي حاول تشويه معنى السلام وحرفه عن حقيقته إلى مجال ضيق بين الفلسطينيين وإسرائيل فقط،والاستعاضة عن المرجعيات الأساسية في عملية السلام(قرارات دولية ،مؤتمر مدريد) بمؤتمرات وقرارات تفتقر إلى الإجماع والرؤى الواضحة.‏

إن القرار1850 الصادر عن الأمم المتحدة في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة باستلام وتسليم مهامها الرئاسية ،وتخبطها في أزمات مالية،إضافة إلى تخبط حكام الكيان الصهيوني داخليا وسباقهم إلى التطرف للفوز بمقاعد أكثر في الكنيست للوصول إلى رئاسة الوزراء،إنما يؤكد أن كل ما يجري هو لعب في الوقت الضائع وتقطيع للوقت بهدف إفساح المجال أمام آلة العدوان الإسرائيلي للمزيد من القتل والاعتقال والتهويد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية