تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحوارات وبناء الثقة..!!

أروقة محلية
الاثنين 27-5-2013
اسماعيل جرادات

الحوارات التي أجرتها وتجريها اللجنة الوزارية الحكومية مع الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات والهيئات الشعبية، وقوى المجتمع الأهلي إنما تدل على أن الحكومة ووفق البرنامج السياسي ماضية باتجاه انجاز الحوار السوري..

السوري البعيد كل البعد عن أي تدخلات خارجية لأن من يقرر مستقبل سورية المتجددة الديمقراطية هم أبناء سورية.‏

و عندما نقول ذلك للقناعة المتكونة لدى كل فرد سوري أن حل الأزمة في سورية لا يمكن استيراده من الخارج، وبالتالي لا يمكن فرضه على شعب سورية المؤمن بقدسية أرضه ووطنه، فمن يعوّل على الخارج لا مكان له بين السوريين، لأن ما قدم من تضحيات جسام عند انجاز الاستقلال قبل عشرات السنين لا يمكن أن يتم التنازل عنه مقابل تآمر مجموعة من المرتهنين لقوى أجنبية من جهة، وللبترو دولار من جهة ثانية، هذه المجموعة لم يكن في حسبانها سوى أنها تحصل على المزيد من الدولارات من أولئك الأعراب المتصهينين الذين لا يمتون للعروبة بصلة، هؤلاء الذين لم يجيدوا قراءة التاريخ السوري، هذا التاريخ الذي سجلت حروفه بنور السماء لأن الأرض السورية باركها الله ورد عنها كيد الأعداء والمارقين منذ مئات السنين، وها هي هذه الأرض ومن عليها من أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بأن لا يسمحوا لأي غريب أو حاقد، أو مارق أن يدنس هذه الأرض الطهور التي جبلت حبات ترابها بدماء الشهداء وهم يذودون عن حياضها وعن عزة وكرامة الأمة..‏

إن الحوارات التي تمت مع مكونات المجتمع والتي ستتم إنما تعبر عن اللحمة الوطنية التي يتمتع بها كل سوري غيور على أرضه وعرضه.. فاللجنة الوزارية عندما تستمع للآراء التي تطرحها تلك المكونات منها المؤيد ومنها المعارض إنما لتكون رؤية شاملة للحوار الشامل المزمع عقده بين كل الأطياف موالية ومعارضة وعندما نقول معارضة نشترط أن لا تكون قد لطخت أيديها بدماء السوريين من جهة أو أن لا تكون مرتبطة بأجندات خارجية تملي عليها من جهة ثانية..‏

نحن السوريين يجب أن يكون الحوار فيما بيننا.. نرسم مستقبل بلدنا.. نعيد بناءه من جديد.. نلم الجراح نعيد بناء الثقة بيننا، وبالمحصلة مطلوب منا أن نتسامح، والتسامح هو من صفات وميزات السوريين.. لا أحقاد ولا ضغائن..‏

جميعنا ينظر كيف نعيد بناء بلدنا إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.. كيف نعيد الأمن والأمان للأطفال.. للنساء.. للشيوخ.. لكل إنسان يحب سورية ويريد العيش فوق أرضها معززاً مكرماً..‏

و نحن عندما نقول ذلك لقناعتنا بأن ما يتعرض له بلدنا بات انتهاؤه قاب قوسين أو أدنى وذلك بفضل بواسل جيشنا وصمود شعبنا..‏

بكل الأحوال لتكن حواراتنا منصبة باتجاه حبنا للأرض والوطن ولجيشنا ولعزتنا وكرامتنا هذه الكرامة التي يريد أعداء سورية محوها، لكن خسئوا ففي سورية رجال أباة يأبون الضيم، يقدمون أرواحهم رخيصة دفاعاً عن سورية التي نحب ونعشق..‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية