تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الصحافة الإسرائيلية...مائير شطريت :علينا محو أحياء كاملة في غزة

ترجمة
الأحد 24/2/2008
قراءة أحمد أبو هدبة

مما لاشك فيه ان اقتحام سكان غزة لمعبر رفح , قد غير الوضع السياسي والأمني قي القطاع وأدى في الوقت نفسه

الى خلط الأوراق الإقليمية على صعيد التعاطي مع الوضع الجديد من جهة ,وسلط الأضواء على سياسة الحصار الإسرائيلية - الأمريكية المفروضة على القطاع من جهة أخرى, الأمر الذي دفع بأولمرت وحكومته الى مراجعة مجمل السياسات الاستراتيجية المتصلة بالوضع على الحدود مع مصر بشكل عام والقطاع على وجه الخصوص في سعي مكشوف بداية لتحميل مصر مسؤولية ما حصل على معبر رفح عبر ممارسة مختلف أشكال الضغوط عليها والاستعانة بالموقف الأمريكي واستحضار أطراف دولية أخرى كالرباعية على سبيل الحصر لا المثال .‏

إطلاق التهديدات النارية من قبل المسؤولين في الكيان وصلت حد المطالبة بتدمير أحياء في غزة وقتل رموز فلسطينية بشكل علني من اجل ان لا تتكرر تجربة اسرائبل في لبنان.‏

ورغم ذلك كله ,فان الردود الفلسطينية على العمليات العسكرية الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال بشكل منهجي ويومي ,سواء من خلال عمليات إطلاق الصواريخ على أهداف لجيش الاحتلال والمستوطنات والعملية الاستشهادية الأخيرة في ديمونا قد أوصل المأزق الإسرائيلي في غزة الى أوجه , الأمر الذي كشف عجز الحكومة والجيش في حل ما بات يعرف في الكيان مشكلة صواريخ القسّام بالوسائل العسكرية وحل الوضع على معبر رفح , إذ شهد الاجتماع الأسبوعي للمجلس الوزاري لحكومة اولمرت تجاذباً بين دعوات إلى حلول جذرية أطلقها بعض الوزراء ووعود بمعالجة المشكلة بشكل منتظم ومنهجي على حد تعبير اولمرت نفسه خلال الاجتماع .‏

وأوردت يديعوت احرنوت على لسان مراسلها العسكري تصريح اولمرت بان : إسرائيل ستستهدف كل المسؤولين عن إطلاق الصواريخ عليها من قطاع غزة, ولن تستثني أو تراعي أحداً وإننا سنصل إلى كل العناصر الإرهابية والمسؤولين عنهم ومرسليهم ومشغليهم, ولن نأخذ أحداً بالحسبان وقال مائير شطريت: علينا محو أحياء كاملة في غزة .‏

ورغم التصعيد الإعلامي في الخطاب على لسان المسؤولين الإسرائيليين, استبعدت مصادر أمنية إسرائيلية شن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة, موضحة أن المؤسسة الأمنية لم تستنفد بعد الإمكانات التي تملكها في مواجهة التصعيد الميداني على جبهة قطاع غزة.وأشارت المصادر إلى أنه بالرغم من تعليمات أصدرها رئيس الأركان, غابي أشكنازي, للجيش بمواصلة الاستعداد لشن عملية كهذه, إلا أن المؤسسة العسكرية لا تزال تمتنع عن التوصية بالقيام بهذه الخطوة في الوقت الراهن.‏

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها إن ثمة تخوفاً من أن تعرقل خطوة كهذه إطلاق سراح الجندي الأسير, جلعاد شاليط, وتعرّض حياته للخطر. ونقلت هارتس على لسان اولمرت أن وزير الدفاع إيهود باراك هو الذي يمنع إجراء بحث بشأن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة, تحسباً من تسرب الأمر لوسائل الإعلام. وأضاف إن :(باراك يخشى من تسرب تفاصيل المداولات لوسائل الإعلام الأمر الذي سيتيح لحماس إمكان اكتشاف الموضوع والاستعداد لعملية عسكرية محتملة للجيش الإسرائيلي.‏

بدوره انتقد وزير المواصلات, موفاز, أداء الحكومة, معتبراً أن أهداف العمليات العسكرية الإسرائيلية ليست محددة وعلينا تحديد ما نريد تحقيقه وبناء عليه نعمل. ودعا إلى اغتيال قادة حماس العسكريين والسياسيين.‏

ورأى أنه لا شيء اسمه ذراع سياسي في حماس, فجميعهم ضالعون في الإرهاب وأنا لا أفهم لماذا لم يتم حتى الآن اغتيال محمود الزهار وهو ضالع بصورة مباشرة في الإرهاب.‏

واتخذ وزير الإسكان زئيف بويم, موقف موفاز في الدعوة إلى تصفية القادة السياسيين لحركة حماس, بمن فيهم رئيس الحكومة المقال اسماعيل هنية.‏

الصحافة الإسرائيلية اتفقت معظم تحليلات مراسليها العسكريين على أن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة ستكون مكلفة وباهظة الثمن ولا احد يعرف نتائجها ,ويرى بعضهم انه حتى السياسة المتبعة حاليا ضد قطاع غزة ليست مجدية .‏

يقول عاموس هارئيل مراسل هارتس العسكري :(الجيش والمخابرات الإسرائيلية سيشددان عمليات الاغتيال في قطاع غزة, ردا على نار القسام نحو سديروت. في جهاز الأمن توجد نية للمس أيضا برجال حماس مركزيين, ولكن أغلب الظن لا يدور الحديث هذه المرة عن محاولة المس بقادة الذراع السياسي للحركة قيادة رئيس وزراء حماس في القطاع, اسماعيل هنية.لكن بعض المحللين العسكريين يرى أن حماس تحاول فرض قواعد لعبة جديدة للصراع على اعتبار ان: ميل التطورات في الأسابيع الأخيرة واضح. فهو يشير أكثر فأكثر الى اتجاه الصدام الجبهوي , في المستقبل غير البعيد, بين الجيش الإسرائيلي وحماس. وبقدر لا بأس به, ينبع التصعيد من محاولة الحركة تثبيت ميزان ردع جديد حيال إسرائيل. من منتصف كانون الثاني فصاعدا, حماس تعمل بشكل مغاير في القطاع. لم يعد يدور الحديث بعد ذلك عن رد قصير وغير موزون لاجتياحات برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي أو غارات لسلاح الجو. على كل خطوة إسرائيلية كهذه, ولا سيما اذا كانت تترافق وعدد كبير من المصابين من الحركة, ترد حماس بقصف طويل, يستغرق 3 - 4 أيام. في ختامها, تخفض حماس اللهيب حتى جولة العنف التالية(.على حد تعبير أفي يسسخروف في هارتس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية