|
مجتمع فكيف وقد وصلا إلى منتصف العمر الذي يعني اكتمال النضج والوقار, والتمكن الوظيفي, والهدوء العائلي وفرصة لالتقاط الأنفاس, وإعادة الحسابات وفقاً لمفاهيم صحيحة. إن تناول كل فرد لهذه المرحلة يتميز بالخصوصية , فهناك من ينظر إليها على أنها مرحلة تسرب العمر, وضياع الأحلام وتولي الشباب, وحلول الشيب والضعف والأمراض. وآخر ينظر إليها باعتدال فيرى أنها مرحلة النضج والتعقل وتصحيح أخطاء الماضي, وترميم السلوكيات, وممارسة الحياة بروح جديدة, ورؤية عادلة تحمله على العطاء, وتبادل الود مع الأهل والمحيطين. فالرجل المنشغل بمسؤولياته والمحب للعطاء, والذي يجد سعادة في تواجده بين أفراد أسرته برأي الدكتور (أيمن الزين) لا يكابد مرحلة منتصف العمر, ولا يشعر بها, ودائماً يجد نفسه سعيداً بكل معطيات حياته وهناك من ينجرف في علاقات نسائية. وربما يسلك سلوكيات صبيانية ليؤكد لنفسه أنه ما زال شاباً لم تنل السنوات من جاذبيته. أما المرأة الذكية الواعية برأي السيدة (غادة الكسبي) هي التي تعرف جيداً كيف تجعل من كل مرحلة من مراحل حياتها فترة عامرة بالإنجازات والسعادة. والمرأة التي تنظر إلى هذه المرحلة على أنها نهاية بريقها وأنوثتها تصرف كل ذهنها إلى الوسائل التي من شأنها أن تعيد إليها شبابها كعمليات التجميل والتخسيس, وارتداء ما لم تكن ترتديه من قبل من صرعات الموضة, ولكن في هذا تقليل كبير من شأنها كإنسانة ولها دور أهم في المجتمع والأسرة وحصره في كونه لا يتعدى حدود الجسد. أخيراً: لا ننسى أن الانخراط في مجريات الحياة ومتابعة الزوجة والزوج المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء ومساندتهم في مشكلاتهم, والشغف بالإنجازات العملية والشخصية التي تحقق للإنسان الرضا عن نفسه تحميه من الانزلاق في محنة منتصف العمر. |
|