تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كوبا على خطا كاسترو

البقعة الساخنة
الأحد 24/2/2008
أحمد حمادة

ينتخب البرلمان الكوبي هذا اليوم الأحد رئيساً جديداً لكوبا خلفاً للزعيم فيدل كاسترو, الذي أعلن منذ أيام في رسالة الى مواطنيه استقالته من منصبه بعد أن تولى الحكم خلال ال 49 سنة الماضية, فأين تتجه كوبا بعد كاسترو?! وكيف ستتعامل واشنطن العدواللدود لنظامه مع خليفته?!.

قبل الإجابة عن هذا السؤال الهام لا بد من الاشارة الى أن كاسترو ظل طوال نصف قرن صامداً بوجه الحصار الأميركي الجائر ضد بلاده, ومقاوماً لرياح الغزو الأميركية التي هبت دون سابق انذار فكان بمنزلة الشوكة في خاصرة الادارة البوشية مع عدد كبير من زعماء القارة الأميركية والعالم.‏

وقبل ذلك فشلت إدارات أميركا المتعاقبة في إسقاط نظام كاسترو بعد أن جربت كل الوسائل للتضييق عليه وحصار بلاده, بدءاً بالغزو العسكري وانتهاء بالخنق الاقتصادي وشن الحملات الإعلامية الهستيرية ضده وتدبير عمليات اغتياله واغتيال رموز ثورته.‏

وكان السر وراء صمود كاسترو هو التفاف شعب كوبا حول قيادته وقدرته على الحفاظ على سياسة كوبية مستقلة وخصوصاً بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وانهيار حلف وارسو الداعم الأساسي له.‏

ورغم كل المتغيرات التي عصفت بالعالم في السنوات الأخيرة فإن كاسترو ظل متماسكاً وصامداً لا بل إنه استطاع أن يحول جزيرته الصغيرة المساحة -/110/ الاف كم2- الى دولة لها مكانتها العالمية في زمن ارتمت فيه دول عديدة أكبر حجماً وأكثر وزناً في أحضان السياسات الأميركية العمياء.‏

وبناء على هذا الإرث الكبير في الصمود والمواجهة فإن تصريحات بوش الأخيرة حول استقالة كاسترو, والتي قال فيها إن ذلك يجب أن يقود الى مرحلة انتقالية ديمقراطية في كوبا, لا معنى لها وخصوصاً أن من سيقود كوبا في المرحلة القادمة هم ذات الرموز الذين وقفوا مع كاسترو وصانوا الثورة الكوبية والتف حولهم الشعب الكوبي.‏

ahmadh@ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية