|
حدث وتعليق لم يدع مجالا للشك بان هذا البرنامج يسير وفق المعايير والضوابط التي وضعتها الوكالة الدولية من اجل الاستخدام السلمي للطاقة النووية وشرعت لجميع الدول الاستفادة منها للاغراض المدنية. فالبرادعي لم يقف في تقريره عند نقطة ان برنامج ايران النووي سلمي ووفق المعايير الدولية فحسب بل انه تجاوز ذلك الى الاشادة بالتعاون الايراني الشفاف حول العديد من القضايا التي كانت غامضة في هذا البرنامج وان الايرانيين أجابوا على كافة التساؤلات والاستفسارات المطروحة بصراحة وشفافية ان لم تكن مطلقة فهي مرضية الى حد بعيد. والسؤال : هل سيزيل تعاون الايرانيين مع البرادعي وتبرئته لهم من الاتهامات الاميركية التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران أم ان هناك اسباباً اخرى هي التي تقف خلف هذا التوتر وتدفع باتجاه تصعيده ?. الحقيقة ان اسباب الخلاف والتوتر بين ايران وامريكا لاتكمن في الملف النووي فحسب بل في تباعد وجهات النظر واختلاف السياسات الانية والاستراتيجية حول المنطقة ومشكلاتها فلكل من الجانبين نظرته المختلفة ومشروعه المناقض حيال مجمل القضايا وعلى رأسها قضايا الاحتلال والمقاومة ومشروع الشرق الاوسط الجديد وغيره من القضايا. فإيران التي تعرف اكثر من غيرها هدف المشروع الاميركي في المنطقة وانعكاساته السلبية على كافة الدول ومنها ايران سوف تستمر في التصدي لهذا المشروع وبالتالي فان الولايات المتحدة ستستمر بممارسة الضغط عليها من خلال الملف النووي لان الخيارات الاخرى غير متاحة لها في الوقت الراهن ولااجواء المنطقة مهيأة لها. خلاصة القول ان التوتر سوف يستمر والتلويح بالعقوبات ومحاولة استصدارها سيتواصل مادامت الادارة الاميركية لم تقتنع بعد ان مشروعها في المنطقة قد فشل وان عليها ان تعيد حساباتها وتتبع سياسات مغايرة وهذا ماتأمله العديد من دول المنطقة ولكن مع الادارة الاميركية القادمة لان هذه الادارة لن تغير سياساتها الحمقاء. |
|