تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحقيقة العارية

رؤية
الأحد 24/2/2008
محمد قاسم الخليل

على الرغم من التقدم العلمي واتساع قنوات الاتصال, وازدياد المعرفة والوعي بين عامةالناس,

لايزال اناس يستخفون بالعقول ويمارسون الشعوذة ووصلوا الى الانجازات الحديثة في وسائل الاتصال ليبثوا شعوذتهم من خلالها, وقناة الحقيقة مثال صارخ على هذا النوع من الدجل المعاصر, وللأسف لايزال بعض الناس يستمعون الى هذه الترهات ويتعاملون معها.‏

ويبدو ان صاحب قناة الحقيقة قد طور اخيرا اساليبه وطرقه في استلاب عقول المستلبين, وبعد ان كان يلعب على العواطف والقيم الروحية عبر أدعية ومؤثرات يدعي انها تشفي من السرطان وتطرد الشياطين من الابدان والبيوت, انتقل الى فصل جديد من الألاعيب,لانه كما هومعروف -حبل الكذب قصير- والذين تعاملوا معه كشفوه على حقيقته.‏

الفصل الجديد من فصول صاحب (الحقيقة) خلع ثياب العلماء وارتداء ثياب افرنجية حسب اخر موضة اوروبية مع ربطة عنق حديثة جداً, وحلق اللحية,ثم التجول في بعض الاقطار العربية, والقاء محاضرات في بعض كليات الطب والمشافي الجامعية -حسب الصورالتي تبثها قناة الحقيقة-.‏

ويلتقي هذا المدعي (حسب قناته) كبار الاطباء ويلقي عليهم محاضرات في الطب البديل, والجميع ينصت اليه باهتمام حسب القناة التي حددت المكان والزمان.‏

هذا التبدل في اساليب صاحب قناة الحقيقة يؤكدماذهبنا اليه في ممارسة الشعوذة بطريقة عصرية, وبأساليب ربما لاتخطر على بال الشيطان , ولتبدو (الحقيقة) عارية تماماً على مرأى ومسمع من المتابعين لها.‏

ربما لااعتب على الجاهل والأمي في التعلق بهكذا شخصية والتعامل معها, وربما لانعتب على غريق تعلق بقشة, كمريض السرطان مثلاً, ولكن عتبنا على مؤسسات تعليمية اكاديمية تسمح لهذا الشخص التستر باسمها واستقباله (كما صورت قناته) استقبال الفاتحين.‏

ونتمنى من تلك المؤسسات ان تدلي ببيان توضيحي عن تلك الواقعة كي تبقى (الحقيقة) عارية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية