تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحســــــــد.. بـــــين الوهـــــــم والحقيقــــــة

ظواهر اجتماعية
الأحد 14-12-2008
أمل سليمان معروف - ابتسام هيفا

تذكر الروايات أنه منذ نشأة الخليقة ونزول سيدنا آدم على الأرض نشأت الغيرة بين أبنائه قابيل وهابيل وتطورت الغيرة إلى حسد فقام الأخ بقتل أخيه، ولم يجف الدم إلى يومنا هذا...

يعرف الحسد في الأدبيات الفقهية بأنه تمني زوال نعمة ما سواء كانت نعمة دين أو دنيا عن الغير.... والغير هو المحسود.. النعمة لها مظاهر عديدة تتدرج من ما يملك المرء من متاع الدنيا إلى مظهره الشخصي انتهاء إلى ما اكتسب من الحكمة والعلم أما المحسود فهو من لا يملك دفع الأذى عن نفسه أمام حقد حاسده.‏

ووسيلة الحسد هي العين. لقد اعتقد الإنسان منذ بدء الخليقة بأثر العين و قدرتها على التأثير في حياته. رسم المصريون القدماء عيناً من ذهب على وجه صندوق ( توت عنخ آمون) كما حمل الرومان و اليونان و الصينيون و العرب و الكنعانيون و الهنود التعاويذ و الحجب إيمانا منهم بقوة الحسد وضرورة حمل ما يقي من تأثير الحاسدين..‏

الجدل قائم على مر العصور, وحتى اليوم, هناك من يرى أن الحسد هو ضرب من ضروب الخرافات والأساطير الشعبية التي تروي حادثة ما على أنها من وقائع عالم الغيب و التي لا يمكن الإقرار بها واعتبارها من المسلمات أو حتى التفكير بها في عصر التكنولوجيا والعلم، و البعض الآخر يؤمن بها ويعتبرها من الحقائق الدامغة في المرجعية الدينية والتي تعتبر الحسد والحاسد من الأمور المكروهة وحجتهم في ذلك ما ورد في الكتب المقدسة السماوية كما في القرآن الكريم والحديث الشريف والإنجيل. وهناك من يرى العلاج في رد الحسد من خلال اللجوء إلى المشعوذين و السحرة و الدجالين للتخلص من آثار ه البغيضة.‏

في المنظور الاجتماعي الحسد في الواقع هو نوع من معاداة الله، عندما يكره شخص ما أنعم الله به على آخر، ويتمنى زوال النعمة عنه، لا لشيء إلا أنه لا يمتلك مثلها, فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته، لذلك كان الشيطان عدوا لأن ذنبه ينبع من صفة التكبر والحسد.‏

وفي متون قصص الأنباء ورد الحديث عن يوسف حين ابتلي بحسد إخوته له حيث ذكر « ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين» وكذلك قال يعقوب ليوسف «لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين».‏

والأسباب التي تؤدي الى الحسد متعددة وقد تقع من الحاسد أو المحسود، مثلا العداوة والبغضاء والحقد والتعجب والمزاحمة من قبل الحاسد. التعزز والترفع والتكبر من قبل المحسود أما الحسد فيؤدي إلى خبث النفس وحبها للشر وشحها بالخير والبغي والتطاول على مستوى الفرد. أما على مستوى الجماعة فيؤدي إلى انتفاء الخير وانتشار البغضاء في المجتمع.‏

الحسد موروث اجتماعي لا نستطيع أن ننكره يشكل جزءا من الكيان البشري, هناك الحروب والنزاعات التي نشأت عن الحسد وهناك مجتمعات فقدت المقومات الإنسانية وسرت في أوصالها نوازع الشر. من هذا الإطار توجهنا إلى لقاء شرائح متعددة من المجتمع لنستقصي الآراء حول هذا الموضوع والذي يبدو في البداية موضوع تندر ثم سرعان ما ينقلب ليصبح هاجسا شخصياً.‏

إسقاطات نفسية‏

< السيدة فيحاء الكلاس مديرة مدرسة ترى أن الحسد هو عبارة عن إسقاطات نفسية على الفشل في مواضيع معينة كأن تفشل في حل أمر صادفك أو أن تكون ارتأيت الحل الخطأ. و لكنها لا تعتقد أنه ضعف في الشخصية بل هو بحث عن الراحة بإسقاط فشل ما أو حدث ما على الغير في حين إذا بحثت في الأسباب المنطقية للأشياء لابد أن تجد أسبابا. مثلا: تقول سيدة أن هناك من دخل منزلها وشاهد ابنتها فسقطت الصغيرة و كسرت يدها أو غير ذلك لأن الآخر لم يصلي على النبي أو لم يقل يخزي العين. و باعتقاد السيدة الكلاس أنه في مثل هذه الحوادث يجب ذكر كل ما هو منطقي ثم البحث عن الغيبيات. و تضيف: إيماننا بالله يعطينا الإيمان بالغيبيات فوجود الله له مدلولات قوية أما في موضوع الحسد فليس هناك ما هو ملموس ليثبت أو يلغي الحسد. من هنا ترى أنه موضوع نفسي كأن تصدق بأمر فيحدث «آمن بالحجر تبرأ».‏

< و ردا على سؤالنا حول ما إذا كانت قد مرت بتجارب فشل لم يكن لها مبرر منطقي؟‏

<< أجابت: نعم و لكن يجب أن يكون هناك أسبابا كما و يجب أن يعلمنا الفشل كيفية النجاح فالتجارب التي لا تقتل تقوي و لا يمكن أن يكون الجميع ناجحين و الوقوف عند الفشل يحد من تقدم الإنسان.‏

لا يعني هذا أنني أنفي وجود الحسد و لكن أعتقد أن الابتعاد عنه ينطوي تحت إطار القيم الأخلاقية كالابتعاد عن النميمة و القيم الإنسانية. في حين أن الحسد في رأيي يتوافق مع الغيرة و التي يجب أن تكون إيجابية فتدفع بالإنسان لمجاراة الآخر في التميز في أمر ما أو التفوق عليه بالعمل و ليس بالمؤامرات.‏

أصيب ابني بحادث أليم‏

< وفي سؤالنا السيدة ردينة أحمد ( ربة منزل ) تقول: إنها تؤمن بوجود الحسد إيمانا مطلقا معللة ذلك بأنه مذكور في القرآن «و من شر حاسد إذا حسد» و تقول: إن التجارب التي تمر بها تؤكد وجوده و تذكر مثالا: لي صديقة معروف عنها أنها تحسد و تصيب بالعين، و كان ابني في مدرسة ابنها و نفس الصف. و في نهاية العام الدراسي دعتنا المدرسة لحضور حفل تكريم الطلاب حيث حصل ابني على عدد من الجوائز و مع تكرار اسم ابني فوجئت بصديقتي تقول و بصوت عال: ما هذا! ابنك تفوق في كل المواد و حصل على المرتبة الأولى و ابني لم يكن له ترتيب... أحسست حينها بانقباض في قلبي... و بعد ساعات أصيب ابني بحادث أليم نقل على أثره إلى المستشفى.‏

توقف الجنين عن النمو‏

و تؤكد على ذلك السيدة فدوى فتقول: كانت لي صديقة دراسة تشاركنا كل شيء حتى في زمن خطوبتي و زواجي و عندما كنت أنتظر أن يمن الله علي بنعمة الأمومة في نفس الوقت شاء القدر أن أسبقها.. و لما علمت بالخبر خاصمتني و لم ترد على مكالماتي و كنت دائمة الاتصال و أسأل لماذا البعد و عدم السؤال؟‏

عندما كلمتني و عاتبتها على عدم السؤال عني قالت كيف أتصل بك و أنت حامل.. أنت عندك فرح و أنا عندي حزن فكان وقع ردها كالصاعقة علي و عندما ذهبت إلى الطبيب في اليوم التالي، اكتشف أن الجنين قد توقف عن النمو دون أي تفسير طبي.‏

سقط الطوق على الأرض متكسراً‏

< أما السيدة خديجة سليمان فتقول: الحسد يا ابنتي موجود في كل زمان و مكان. وقد حذرتنا أمي منه كثيرا فكانت تجعلنا نلبس أطفالنا ملابسهم الداخلية بالمقلوب كوسيلة لإبعاد الجن عن الوصول إليهم لكي نبعد عنهم العين. كما أعمد إلى رش الملح في زوايا المنزل قبل زيارة أي شخص أخشى من عينه.وقد حصلت معي الكثير من الحوادث التي تؤكد ما حدثتني عنه أمي فقد كان أبنائي قد أهدوني طوقا ذهبيا في عيد الأم منذ سنوات و عندما لبسته في مناسبة اجتماعية تلت ذلك، سألتني قريبتي: من أين لك هذا الطوق الجميل؟ و في الحال سقط الطوق على الأرض متكسرا إلى عدة قطع ولم نستطع إصلاحه و نصحنا الصائغ باستبداله. وقد قيل لنا أن العلماء برروا ذلك بهالة تحيط بالإنسان فمنها ما يكون قادراً على رد إشعاعات الحسد الصادرة عن عين الحاسد و منها ما يكون ضعيفا أمامها فيصيبه الأذى.‏

< قصة طريفة وردت في موقع الأب شنودة عن الحسد تقول: أن شخصاً أراد أن يؤذي منافساً له.. فاستأجر حاسداً مشهوراً من الذي له عين «تفلق الحجر». وأوصاه بأن يضرب هذا المنافس عيناً ترديه أرضاً. ولما كان الحاسد لا يعرف ذلك المنافس. قال له الرجل الذي أستأجره: «سأريك إياه وأشير لك عليه». ووقف الاثنان في آخر الطريق. فلما ظهر ذلك المنافس في أول الطريق من بعيد. أشار إليه منافسه. وقال للحاسد: «انظر ها هو هذا الرجل القادم من البعيد. يلبس حلّة سمراء. ونظارة علي عينيه. وبيده حقيبة صغيرة. إنه هو»..‏

وهنا قال له الحاسد: «هل نظرك قوي إلى هذه الدرجة التي رأيت فيها الرجل من ذلك البعد الشاسع. بكل هذه التفاصيل؟!» ونظر إليه في تعجب. وإذا سحابة مرت على عينيه فلم يعد يبصر!!‏

رأي الأدباء في هذه الظاهرة‏

< و تقول السيدة هالة شدود خريجة أدب عربي: لابد أن يكون لوجود الحسد أساس من الصحة فهو مذكور في القرآن و على لسان الرسول  و في مسيرة الأدب، تناول الأدباء هذه الظاهرة بمعان مختلفة، فأبو تمام يرى أن الحسد قد يظهر فضائل الشخص المحسود من غير قصد من الحاسد فيقول:‏

و إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود‏

لولا اشتعال النار فيما جاورت ماكان يعرف طيب عرف العود‏

و يرى بعضهم عدم الاكتراث بالحساد فيقول ابن المعتز:‏

اصبر على مضض الحسو د فإن صبرك قاتله‏

فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله‏

و بعضهم يرى أنه محسود على كل ما في حياته، فيقول: حتى على الموت لا أخلو من الحسد.‏

و يرى آخرون أنهم قادرون على التصدي لعين الحاسد فيقول الشاعر :‏

أنا نار في مرتقى نظري الحاسد ماء جار مع الإخوان‏

و بشكل عام لقساوة الحسد شبه الشعراء آثاره المدمرة بما يخلفه اشتعال النار من ضرر في الأشياء.‏

الحسد ظاهرة سلبية تفرق بين الناس‏

< د. محمد حلاق أستاذ في كلية التربية و علم النفس يرى أن الحسد ظاهرة من ظواهر السلوك المثيرة للجدل من حيث تحديد معناها و مدى انتشارها و قوة تأثيرها. فيعرف معنى الحسد من الناحية اللغوية حسب ما ورد في القاموس المحيط للفيروز آبادي «حسده بمعنى تمنى أن تتحول نعمته إليه أو فضيلته أو أن يسلبها». و على هذا، يقول د. الحلاق: الحسد ظاهرة سلبية تفرق بين الناس و تخلق بينهم الشحناء و البغضاء و العداوة.‏

و يشير إلى وروده في القرآن الكريم كظاهرة لها تأثيرها السلبي. حيث يقترن ذكر الحسد بالشر.‏

< و عن مدى وجود هذه الظاهرة بين الناس و مدى تأثيرها؟‏

<< يقول د. الحلاق: للإجابة على هذا السؤال لابد من تقصي هذه الظاهرة و دراستها دراسة علمية. و ما دمنا لم نقم بعد بمثل هذه الدراسة يتوجب علينا أن نذكر ببعض المبادئ و المسلمات الأساسية وهي:‏

- إن طبيعة النفس البشرية طبيعة خيرة و الناس من حولنا طيبون وأخيار ما لم نلحظ عكس ذلك، ولا ينبغي لنا أن نسيء الظن بأفكارهم و تصرفاتهم و وجهات نظرهم.‏

- ينبغي ألا نبالغ بتأثير الحسد و كأنه أمر مبرم لابد من حدوثه كلما التقينا أناسا لا نتوافق معهم و لا يروقون لنا أو نروق لهم ، فهنالك أمور كثيرة قد تعترض الإنسان و تجلب له السوء و تكون متزامنة مع ما قاله زيد أو عمرو من الناس.‏

- الإنسان العصري يشغل وقته بما هو مفيد له و لأسرته و لمجتمعه و لا وقت لديه ليدقق ما يقوله الناس و يتعقب سلوكهم و كل ما يبدو من أفعالهم.‏

- إن الاعتقاد بأن الله معنا و أنه لا يضر مع اسمه حاسد ولاحسد يجعلنا متكلين على الله عاملين ما بوسعنا لتحقيق أهدافنا ولا يثنينا عن عزيمتنا أي شيء. و لا يجوز لنا أن نربط إخفاقنا بما يفكر به الناس و يعتقدون فيما يخص حياتنا.‏

أما من جهة الإنسان الحاسد فلا شك أنه إنسان غير سوي. فالإنسان إنسان محب و لا يتمنى زوال النعمة عن أحد بل هو يفرح بفرح الناس و يتألم عندما يتألمون لذلك يسعى لتفهمهم و مساعدتهم و نصرتهم. إن وجود الإنسان الخير وجود ضروري لعمار الأرض و صلاحها، أما الحاسد فيسعى من خلال أنانيته المفرطة إلى إلحاق الأذى بالناس و إفساد المجتمع فالحسد قد لا يكون مجرد تفكير سيىء بل قد يتعدى ذلك إلى فعل سيىء.‏

و إذا نظرنا إلى الحسد كظاهرة اجتماعية سلبية توجب علينا مواجهة هذه الظاهرة مواجهة شاملة و خاصة من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة و المدرسة و وسائل الإعلام المختلفة التي ينبغي أن تتضافر جهودها جميعا من أجل تكوين الشخصية السليمة للفرد بجوانبها المتعددة. إننا من خلال تدريب الفرد على استخدام عقله، و تنمية قدراته و مهاراته ، و إرشاده إلى كيفية الاستفادة من الوقت، و غرس القيم و الفضائل الأخلاقية و الاجتماعية فيه و التي تمكنه من القيام بدور فاعل في المجتمع، و تربيته على حب الحق و الخير و الجمال فينا و في الآخرين... من خلال ذلك كله نكون قد هيئنا البيئة الصالحة لنمو علاقات أفضل بين الناس تتنحى بها الظواهر السلبية جانبا و يضمحل تأثيرها.‏

< أما الخبير الاقتصادي رياض تقي الدين فيقول : الحسد هو أمر مثبت في الأديان السماوية كافة والمعتقدات التاريخية القديمة, لذلك من الصعب أن ننفي هذه العلاقة الاجتماعية, ولكن يمكن أن نضعها في الإطار الصحيح.‏

إن أصل الحسد هو الغيرة، والغيرة هي انفعال نفسي ناشيء عن الرؤية أو السمع، وهذا الانفعال قد يرتد في داخل الفرد اذا وجد نفسه انه في وضع أقل من الشخص المعني، فيحفزه على بذل مجهود أكبر لكي يرتقي الى مرتبة أعلى ان كانت في درجات التحصيل العلمي أو التقى والزهد أو العطاء في كافة الميادين وهذه الغيرة ايجابية وهي ضرورية للإنسان لكي يسعى إلى تطوير نفسه وخصوصا في مراحل الدراسة, ويمكن لهذه المشاعر النبيلة أن تتغير فيما اذا فشل الشخص في بلوغ مراده أو تقاعس عن تطوير نفسه فتصبح غيرة سلبية وتقتصر على التمني بالإيذاء للآخرين. ولكن قد تتحول في بعض الحالات الى حقد دفين يدفع بصاحبه الى إيذاء الآخرين انتقاما لذاته, هنا يتخذ الموضوع طابعا جرميا مع سبق الترصد ويصبح مستوجبا للعقاب بمقتضى النص القانوني.‏

أما الغيرة التي تسبب الحسد والتي تتعلق بما يملكه أو يقتنيه الآخرين وتندرج في اطار تمنى زوال نعمة ما عن الغير فهي تعتبر في الأساس خرقا لتعاليم الدين واقعة على جانب واحد وهو من بهم فاقة. ولكن حقيقة هناك مسؤولية والتزام ديني على الجانب الآخر وهم ذوو النعمة اذ يتوجب عليهم تأدية الزكاة والصدقة والحسنة وعدم نهر السائل والفطرة وإيثار الغير، هذه العوامل الاقتصادية حيث تأتي الزكاة من ضمن أركان الإسلام تصب في منحى رئيسي وهو تعاضد الطبقات الاجتماعية وبالتالي هذا التعاضد لن يدع مكاان لوجود الغيرة بين فئات المجتمع وبالتالي تحول هذه الغيرة الى حسد. وبرأيي فان من يقصر عن عمد في تنفيذ هذه التعاليم يكون قد ارتكب ذنبا بحق نفسه ويحمل اثم من تحول الى حاسد أو حاقد.‏

أما في المفهوم الاقتصادي البحت, فان مظاهر الحسد و الحقد الاجتماعية تنبع من انتفاء عدالة توزيع الدخل القومي بين الأفراد وبالتالي فإننا نرى هذه الإرهاصات في المجتمعات التي لا تتحقق فيها عدالة التوزيع. فيما عدا ذلك هناك العديد من مجتمعات العالم المتطور التي تعاني من مشكلات اجتماعية قاسية مثل الكآبة والسأم والانتحار. ‏

نظرة الإسلام إلى الحسد‏

يرى الإسلام الحسد من منظورين فهناك المنظور الأول الذي يعتقد بأثر العين و قدرتها على إلحاق الأذى بمجرد النظر معتمدين على آيات القرآن قال تعالى في كتابه العزيز : (ومن شر حاسد إذا حسد) «الفلق:5»‏

و تحذير الرسول  من ضياع حسنات الحاسد بقوله: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) رواه أبو داود وابن ماجة. و قوله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) «القلم: 51». مشيرا إلى تجمع قوى الشر الخفية في نفوس المشركين حسدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل النيل منه بالطريقة التي عبر عنها القرآن الكريم. و كذلك قوله تعالى في كتابه العزيز: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) «النساء: 54» للدلالة على اعتراض الحاسدين على تقسيمه سبحانه و تعالى الأرزاق.ولذلك حذر الرسول  من ضياع حسنات الحاسد بقوله: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) رواه أبو داود وابن ماجة.‏

أما المنظور الثاني فهو ينضوي تحت راية الإسلام المتنور الذي يعتبر أن الحسد هو عمل شرير إذا اقترن بارتكاب المكائد. في هذا الموضع يقول د. محمد حبش:‏

الحسد حرام شرعا. و في الفقه الإسلامي تفريق بين الحسد ويعني تمني زوال النعمة عن الآخر و بين حسد الغبطة و يعني تمني النعمة التي على أخيك دون أن تطلب زوالها. و طبعا يقف الإسلام ضد الحسد بكل تفاصيله.‏

و تنشأ هنا مسألة تقترن بالحسد وهي الأساليب الكيدية التي تستعين بالسحر و الشعوذة والتمائم من أجل إزالة النعمة عن المحسود.‏

شخصيا ، أنتمي للفقهاء الذين لا يؤمنون بالأثر المادي للحسد. نعم الحاسد يمكن أن يؤذي المحسود بالوشاية والفتن و الغدر والمكر واستخدام أعمال السحر والتمائم. و الإنسان برأيي لا يمكن أن يؤذي الآخر بمجرد النظر. فالحسد في الأساس هو اعتلال نفسي أي مرض و الله لا يؤاخذ الحاسد على مرضه إلا إذا تعدى ذلك إلى تصرفات. نحن لا نؤاخذ بمشاعرنا و إنما بتصرفاتنا، لا يوجد حساب دنيوي أو ديني على المشاعر، فالحكم الشرعي لا يترتب على المشاعر, وإنما على النيات أملا ثم التصرفات.‏

< هل يتأثر المحسود بحسد الحاسد؟ أي هل يتأثر بالعين الصيابة؟‏

<< للأسف يستدل دائما بحديث مشهور يقول: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين و إذا استغسلتم فاغسلوا، رواه الإمام مسلم. هذا الحديث على ظاهره يدل على أن العين يمكن أن تؤذي المحسود و لكن نحن نتأول هذا الحديث على أن العين تؤذي بما يتبعها من تصرفات. ونعتقد أن الساحر لا يؤذي المسحور و لكن يتأذى المسحور بواحد من اثنين إما ضعف الإرادة فينهار بالأساليب الديماغوجية التي يمارسها المشعوذ أو قد يتضرر بتصرفات يقوم بها الساحر ليس بقراءة و إنما بشراب أو وشاية. و الأمر نفسه فيما يتصل بالعين فالعين وحدها لا تؤثر بالمحسود بل التصرفات التي يقوم بها الحاسد و نحن نعرف أن بعض الناس تظلم نفوسهم بالحسد فيمارسون تصرفات تؤدي إلى زوال النعمة عن المحسود. هذا كله نتيجة للعين و لكن ليس نتيجة مباشرة بل نتيجة لتصرفات يمارسها العائن.‏

< كيف ينظر الإسلام لأساليب تفادي العين من خرزة زرقاء وحدوة حصان و غير ذلك؟‏

<< إن ما اعتاده الناس من خرزة زرقاء و حدوة حصان تقاليد لاعلاقة لها بالدين و لكن قد يكون لها جانب تربوي حكيم. في القرآن نموذج لتصرفات الخضر مثلا عندما ركب الخضر عليه السلام السفينة خرقها مع أن أصحابها أكرموه لأنه أراد أن يعيبها و كان وراءه ملك يأخذ كل سفينة غصبا. و كان من الحكمة ألا يظهر المرء بكامل قوته. عندما بدت السفينة معابة لم يعتد عليها الملك و لكن لو كانت سليمة لاعتدى عليها الملك. و الأمر نفسه نجده عند النبي يعقوب عليه السلام عندما ذهب أبناءه الأحد عشرة إلى ملك مصر، قال لهم: لا تدخلوا من باب واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة. التفسير الساذج يقول كي لا تصيبهم العين أما التفسير العقلاني فيقول أن ذلك من أجل تجنب الكيد و المؤامرات من بطانة الملك. أي لعدم لفت النظر.‏

المسألة واضحة و لكن التفسير يختلف. عندما تظهر النعمة يكثر الحساد و بعضهم متضرر مما سيؤدي بهم للعمل ضده ويعرضه ذلك للكوارث. فلا تقبلوا التفسير الساذج إنما يفعل الفعل تصرفات الحاسدين.‏

ومن وجهة نظري عندما يحذر النبي ص الحاسد و يقول له إياك أن تقع في الخطأ لأن معظم الحوادث تبدأ من النظر و معظم النار من مستصغر الشرر، كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس و لا وتر يسر خاطره ما مر جانبه لا مرحبا بسرور جاء بالضرر.‏

< ماذا تنصح من يقول أنه يعاني من أنه يتعرض للحسد دوما؟‏

<< نصيحتي الاتكال على الله. كان سيدنا علي رضي الله عنه يقول: اللهم أكثر حسادي. فقالوا له كيف ذلك فقال: و هل يكون الحسد إلا من النعمة. و في نفس الوقت ننصح من أنعم الله عليه ألا يتعمد استفزاز الآخرين. أحيانا تظهر النعمة في مكان خطأ فيحسدك بعض ذوي النفوس المظلمة.‏

و لابد أن أذكر هنا أنني أمثل الاتجاه العقلاني من الشريعة و أنا لا أمثل وجهة جميع رجال الدين ولكن أتساءل هل شهد القضاء الشرعي أي ادعاء ضد حاسد !. لم يحدث هذا في تاريخ الإسلام كله.‏

< لماذا يلجأ الناس لهذا التفسير برأيك؟‏

<< يلجأ الناس لهذا التفسير نتيجة ضعف. يقول القرآن أن ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون و إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. فمن لا يؤمن بالتوكل على الله يتأثر بأي كلمة.‏

لست ساحرا و لكني أسحر بعض النفوس الضعيفة و لكن ذلك لا ينفع و لا يضر إلا بالله. من يتوكل على الله يعلم أنه لا ينفع و لايضر إلا الله. و لا يمكن أن يكون الدين إلا مع العقل و العلم فابحثوا له عن تفسير.‏

أعتقد أن انتشار الدجل في مجتمع ما هو نتيجة جهل و تخلف و تركيبة نفسية. و لكن الأمر لا يقتصر على بلداننا فعندما كنت في ولاية منهاتن في أمريكا و نزلت في فندق لم يكن فيه طابق رقم 13 كما لا يوجد في ولاية منهاتن شارع برقم 13 وهذا يعود الى الاعتقاد في الغرب بأن الرقم 13 هو رقم شؤم.‏

المحبة هي الحل‏

و إذا نظرنا إلى الحسد من منظور الدين المسيحي فنرى أنه يتحدث عن حسد الشيطان للإنسان كأصل للشرور فكلما سار الإنسان في طريق الفضيلة، يحاول الشيطان بحسده أن يبعده عنها. وأن يغريه بطريق مضاد. ويصور له شرور الدنيا بأنها ملاذ ومتعة. فإن سرت في طريق الخير. ووجدت عقبات وعوائق تعترضك. ربما تكون هذه من حسد الشياطين وأحقادهم على الأرض.‏

و في لقاء لنا مع الأب الأرشمندريت أنطون مصلح:‏

< ما رأيك الشخصي أولا و من ثم رأي الدين المسيحي في موضوع الحسد؟‏

<< لا ينفصل رأيي الشخصي عن رأي الدين في هذا الموضوع. فالحسد بكل الأشكال التي يمكن طرحها فيه مخالف للدين. فهو مخالفة واضحة لإرادة الرب و وصية الرب الأولى عندما قال: «لا تشتهي ما اقتنى غيرك» و سنميز بين أن يعجب الإنسان بشيء ما سواء كان فضيلة أو مقتنيات مادية أو غيرها و يحاول الحصول عليها بالطرق الأخلاقية.‏

لكن الحسد الذي ينقلب إلى هذا الشعور النفسي برفض الخير للآخر أو الحصول على مقتنيات الآخر عنوة أو اشتهاء أي شيء يملكه الآخر لأن الآخر يملكه و الأمر هنا نابع من أنانية الشخص و عدم تمنيه الخير للآخر أو عدم تمنيه أن يكون لدى الآخر شيء جميل و هذا مخالف لتعاليم الرب و انطلاقا من هنا يمكن أن نتحدث عن السرقة و استعمال العنف الجسدي أو النفسي أو صيبة العين للحصول على مقتنيات الآخر و كل هذه الأمور أرفضها دينيا و شخصيا.‏

< صيبة العين، هل هي حقيقة ؟ هل هناك قوى شريرة يمكن أن يستعملها الإنسان؟ و هل هي نابعة عن طاقات موجودة في الإنسان و لكن لازالت غير مكتشفة؟‏

<< يحكي العلم اليوم عن طاقة حول الإنسان و عن هالة تحيط به و تمكنه من تحريك أشياء بالنظر إليها فيء السبعينات من القرن الماضي كانت هناك تجارب للتخاطر في أمريكا و روسيا مع غواصات في البحر و هناك أبحاث نشرت و ما يدور الحديث حوله الآن هو (فلان نظر إلى كأس و انكسر على الفور. وفلانة نظرت الى الوردة فذبلت و غير ذلك من القصص ) ربما تكون هذه القوة موجودة و لكن هل هي قوى شريرة أم طاقة موجودة في الإنسان.‏

في رأيي الشخصي، كل ما نعزوه إلى قوى شريرة هو طاقات موجودة لا يعرف الإنسان بها و لكن هل أخطأ باستعمالها؟ طبعا، لأنه استخدمها بشكل خاطئ لأذية الآخرين فهو مخطىء.‏

و سواء كانت هذه القوى موجودة أو غير موجودة فإن التفكير باللجوء إلى قوى الشر و الشيطان و حتى إن كان بهدف نبيل هو نكران الله لأنه «أنا هو الرب إلهك، لا يكن مع الله إله غيري».‏

إذا: لجوءنا الوحيد هو لله تعالى. كلما تحصن الإنسان بالإيمان و قوى الله كلما تمكن من مجابهة قدرات طبيعية في الإنسان أو خارجة عن الإنسان و منسوبة إلى قوى الشر.‏

< هل تأتيك حالات تشكو من الحسد؟‏

<< الموضوع ليس مطروقا بشكل كبير و لكن أسمع بذلك بين الفينة والفينة، وأنا أوجه الرعية للإيمان حسب قول القديس بولس: «البسوا سلاح الله الكامل» فعندما نتسلح و نتحلى بالإيمان عندما يصبح داخل تفاصيل حياتنا اليومية لا نسمع بهذه الأمور.‏

< لماذا نرى أشخاصا لديهم هوس بالحسد و أشخاص لايشعرون به ؟‏

<< بقدر ما نخضع نفسيا للأمور بقدر ما يكون تأثيرها علينا و بقدر رفضنا لها بقدر بعدها عنا.‏

مثال: من لديه القدرة للسيطرة على أفكار الآخرين، يفقدها عندما يلقى الرفض النفسي من الآخر. لأنه كما لديه هالة و طاقة لدى الآخر هالة و طاقة. و عندما تؤمن أنك جندي الله أعطيت نفسك له، لن يؤثر فيك أي شيء و في كل مرة نتحرر من الشر و الخطيئة، نكون عبيد لله و أحرار بالله و كلما ابتعدنا عن الله كنا عبيدا للخطيئة والشر و كل الزعبرات و الخرافات التي نتحدث عنها.‏

إذا كانت عينك صيابة يمكنك أن تكبح قوى الشر لديك و هنا يتمثل الجهاد الروحي الذي يعيش به الإنسان طيلة حياته ليتقرب من القداسة هو سلم يصعد عليه طيلة حياته حتى مماته لأنه إذا وصل إلى الكمال أصبح إله و هذا لا يحدث و إنما يقترب الانسان من كينونة الله. فهو في حالة جهاد مستمر لكي يسيطر على الضعف البشري في نفسه كطبيعة مخلوقة ليعيش البعد الآخر. وهو الاقتراب من الكمال.‏

< كيف نتعامل مع الحسود؟‏

<< نحتاج إلى إعادة النظر في موضوع التربية إذ أننا لم نعتد على الصراحة الإيجابية فعندما يقول أحدهم هنيئا لكم فأنا ليس لدي ما لديكم ، دخل موضوع الشهوة و في آية من إحدى رسائل القديس يوحنا: إن قلت أنك بلا خطيئة فقد جعلت الله كاذبا». من هنا عندما أتحدث عن التربية و إعادة التأهيل لأننا وصلنا إلى وقت كنا في الماضي إذا شعر أحدهم أنه ربما سبب أذى أو جرح مشاعر الآخر و إن بطريقة غير مباشرة ، بادر للاعتذار.‏

و مع الأسف، فقد مجتمعنا اليوم هذه الفضيلة (فضيلة الإقرار بالخطأ و فضيلة الاعتذار، و فضيلة الطموح بالسعي إلى الكمال) و تحول مفهوم الكمال إلى مفهوم مقدار ما تملك.‏

هذه المادية الموجودة في العالم و ليس مجتمعنا فقط جعلت الإنسان يتجه نحو المادة أكثر من بحثه نحو الفضيلة. و حتى بعض الملتزمين دينيا قد يقعوا في نفس المطب: يجمعون مع الله أمور مادية أخرى تبعدنا عنه. لذا نحتاج الى إعادة تأهيل على كافة المستويات، اليوم أصبح المال هو الهاجس الأول أصبح الجميع يفكر بالمال و لا يهتم الآخر و هذا ناتج عن انحدار القيم الأخلاقية الى الدرك المادي الأسفل الذي وصلت إليه. الأخلاق هي أن أعرف كيف أحترم و أعرف كيف أحب الآخر عندما لا أعرفه و هو في الطريق. و عندما نعود إلى الدخول في محبة و احترام الآخر نخرج من هذه المشكلة.‏

هناك مسؤولية على الحسود وعلى المجتمع. مسؤولية الحسود تكمن في توجيه قدراته وهي نعمة من الرب و الرب هو الخير المطلق و الصلاح المطلق لذا فهو يعطينا كل شيء جيد مثل الجمال، العقل و الصوت الحسن و غير ذلك و لكن المسألة في استعمال هذه الهبات في الخير أو الشر.‏

كل ما يأتي من الرب جيدو لكن إما نستخدمه بشكل صحيح أو خاطئ. لذا، يجب أن نعرف كيف نربي أنفسنا و المجتمع بكيفية استثمار مواهب من الله لأنه سيحاسبنا عليها في يوم من الأيام و كيفية إفادة نفسك و المجتمع.‏

إذا توقفت المحبة عندك تصبح أنانية.‏

حاليا: لدينا مسؤولية أمام الرب وهي إعادة توعية المجتمع الذي مع الأسف فقد الأخلاق اليوم.‏

عندما يسألني أحد و أتحدث فهذه رسالة و عندما أقول رأيي الصحيح فهذه رسالة و عندما تكتب كتابا فهذه رسالة و عندما تنشر مقالا فهذه رسالة، و ربما الدردشة على فنجان قهوة أحيانا رسالة.‏

عندما أطرح الفكر الصحيح، أنقل إرادة الرب و أحاول العودة للارتقاء بمجتمعي مع كل سيئاته كما كنا سبب في هبوطه، مع الأسف وصلنا إلى هذه المرحلةو هناك عدة عوامل لعبت هذا الدور.‏

اليوم أرى أن من الضروري أن يكون لدي الجرأة مع المحبة لأقول للآخر أنه أخطأ فالتعنيف بدون محبة لن يلاقي إلا الرفض. لذا فالرسالة تلزمها المحبة لتصل.‏

< ماذا نستخدم لرد العين؟‏

<< الصلاة هي خير ما يمكن استخدامه أما ما تبقى من أساليب فتعود إلى عادات اجتماعية و لا أساس ديني لها كالخرزة الزرقاء و الملح و غيرها.‏

خرافات و أساطير تمارس لتجنب الحسد‏

صب الرصاص: لكي يبطل الحسد عن المحسود، يضعون قليلا من مادة الرصاص في ملعقة لتذوب على النار و من ثم يضعون إناءا فيه ماء فوق رأس المحسود و يصبون الملعقة بعد ذوبان مادة الرصاص تصب في وعاء الماء فتعطي أشكالا يوهم المشعوذ الشخص المحسود بأنها شكل الحاسد أو شكل عينه فقط.‏

تصليب الأصابع: و تفسيره أن الجن يحتار كيف سيدخل لفعل الإيذاء فيكون المحسود قد تجنب الحسد.‏

قصة الخرزة الزرقاء: تروي الأسطورة أن الجن يخافون الذئاب، فإذا رأى جني ذئبا قادما نحوه تحول إلى صورة حجر كريم خشية أن يراه، فإذا رآه الذئب و بال عليه صار حبيس تلك الصورة، و يبقى على تلك الحال حتى يقع في يد آدمي فيظهر له في نومه عارضا عليه خدماته مقابل أن يحرره من صورته المتحولة و هكذا خلق لدى الناس اعتقاد واسع في قوة و تأثير الأحجار الكريمة فهي تجلب الرزق أو تدفع العين.‏

دق الخشب: تقول الأسطورة أن الجن يخرج من الخشب لإلحاق الأذى بالشخص المحسود و عندما ندق على الخشب يعود الجن إليه.‏

رش الملح: لطرد الجن و الأرواح الشريرة من المنزل و إبعادهم عن المحسود.‏

الخاتمة : هذا غيض من فيض, الحسد هو حقيقة دامغة نقر بها وهاجس نعيشه ولكننا لا نتعامل معها على أنها مشكلة اجتماعية قد تفرق بين أفراد المجتمع وتسبب البغضاء بينهم، وعلينا أن نتحلى بالإيمان والكلمة الطيبة كي نستطيع أن نواجه نوائب الحياة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية