|
فضائيات إنها ليلى غفران الفنانة التي أطلت علينا في قناة دريم في برنامج العاشرة مساء في نفس الوقت الذي استضافتها فيه،الفضائية المصرية،في برنامجها البيت بيتك،ولكن لالتطرب المشاهدين،وإنما لتحكي وجعها،وصدمتها،مأساتها التي حلت بها فكانت الصاعقة التي أصابتها بذهول لم تستيقظ منه إلا لتعرف لماذا أقدم المجرم على قتل ابنتها بهذه الوحشية،طبعا بعد إعلان القبض عليه.
ظهرت متصالحة مع اتزانها،كأم تحاول أن تكبت ما في روحها من قهر،حيث تمالكت الألم الذي قالت بأنه لم ولن يتوقف،نزيفه،ما دامت على قيد الذاكرة والحياة. غفران التي شاهدت لأول مرة ومن خلال البرنامج فيلماً مصوراً لاعتراف القاتل بدت غير مصدقة هذا ماكان واضحا من خلال متابعتها مع المشاهد لطريقة تمثيل الجريمة،فهل نالت كفايتها من هستيريا الوجع أما أنها لحظة دهشة صامتة،لوجيب قلبها؟أتراها كما صرحت لمقدمة البرنامج التي سألتها عن رأيها غير واثقة أو أكيدة،من أن كل ما تراه وتسمعه صحيح،وبأن هناك حقائق أخرى المستقبل كفيل بإظهارها وكشف تفاصيلها والجهة التي تقف وراء طمسها. لقد كان الألم الذي استشعرته غفران من الأقلام التي سرعان ما بدأت بالتحليل وتدوين اعتقاداتها دون دليل أو احترام للموت أقسى من ألم الفجيعة التي حلت بها،إنها الأقلام ذاتها التي استمدت من كل جريمة لاانسانية موضوعاً لإشباع نهمها،ولنشر الفضائح بأقلام مغمسة بعدم الرحمة ومن أجل تجارة الإنسان بالكلمة واستثمارها بما يستعبده لايجعله سيد الموقف،وأقول أي كان السبب ومهما كان الدافع لابد أن ينزف السؤال وجعاً، ماذا نسمي هؤلاء لا أظن أن أي تسمية بإمكانها أن تليق بمن استل أمراض جنونه وجنوحه وعدوانيته ليغمدها في جسد إنساني يمزقه دون أدنى رحمة. أتوقف أمام بشاعة تضاهي بشاعة القتل،بهذه الطريقة أو سواها،بشاعة تعرض لها البرنامج وعقب عليها كثر من المفجوعين بالأقلام أكثر من الإجرام،إنها بشاعة ما يقدم عليه أقزام الأقلام،من طعن وتمزيق واستخفاف بروح المهنة. فهل أصبح القتل مهنة سعيدة؟يتقنها تجار الأرواح بشغف المهووس،وبانتظار عدالة أقزام الأقلام المغمسة بمداد البشاعة،الذي يدون الإنسان بعصور ما قبل الرحمة،حيث لارادع ولاقانون،ولادين يمنعه عن قتل النزف،دون حق. وهل تقاعد القائمين على الإعلام رافعين راية الامبالاة والاستهتار،وعدم المحاسبة،أمام ما يهزم الذات بالذات، والحياة بترهات المعاني. |
|