تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد أرشيف متكرر وسهرات مرتبكة!!لعلهــــا بدايـــــة مختلفـــــة..!!

فضائيات
الأحد 14-12-2008
سعاد زاهر

اعتدنا أن تكون لقاءات العيد التلفزيونية عبارة عن سهرات تحتفي بفنانين، تسألهم أسئلة تقليدية،تبتعد عن إثارة أي نقاش جدي أو النبش في قضايا هامة،مجرد احتفاءات لاتفيد المشاهد بشيء،هذا العيد خرقت الفضائية السورية تقليديتها في التعاطي مع المناسبة،فاكتفت بسهرتين في الاستديو وسهرة ثالثة من طرطوس

،وقدمت في سهرتيها المتبقيتين فيلم قمران وزيتونة للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد وعرض راقص لفرقة إنانا بعنوان صقر قريش،الأمر الذي أنقذنا من ورطة السهرات!!خاصة وأن تلك السهرات كانت مثالاً واضحاً عن المشاكل التي يقع فيها معدو سهرات الأعياد والمناسبات،!!إذ أن السهرتين حفلتا بالنجوم،ولكن بدا أنهما في غير مكانهما وبدا الحديث عبارة عن شذرات متناثرة هنا وهناك دون أي روح منسجمة.‏

ففي السهرة الأولى ينتقل الحديث من حرص الفنانة نسرين طافش على أصدقائها وعلى علاقتها بأهلها،إلى جائزة مسلسل الاجتياح الذي يشارك فيه عباس النوري ضيف السهرة،إلى مشكلات الأغنية من وجهة نظر شادي جميل...‏

عدا عن هذا التنافر في الأسئلة وعدم التسلسل المنطقي في الانتقال من حالة إلى أخرى، لم نر أن اختيار الضيوف تم على أسس لها علاقة بحدث ما، ليتم الحديث عنه،كونه جديد ويفترض ان يوضع المشاهدون في حيثياته،فهل تعني المشاهد (طيبة نسرين،وهل هناك جديد لدى عباس النوري في الحديث عن شخصية أبو عصام؟...)‏

حتى لدى طرح الضيوف إشكاليات معينة كما فعل شادي جميل،حول خلافه مع نجوى كرم، عندما اشترى أغنية ثم اشترتها نجوى كرم وعندما أوضح لهم أنه اشتراها، قال مدير أعمالها أن الأغنية إذا لم تغن خلال ستة أشهر تصبح مستباحة!!هنا قاطعته المذيعة لتقول بما معناه أنه عيد ويجب الابتعاد عن الخلافات!!وتكرر مسلسل المقاطعات أيضا عندما انتقد الفنان دريد لحام وبشفافية عالية التلفزيون السوري موضحاً أننا طالما نحن الأوائل في الدراما فلماذا لاتكون شاشتنا من الأوائل موضحاً أن الأمر يحتاج إلى تعب قبل أن «نشعل شاتنا» !!‏

لتبدو المذيعة هنا مناقضة تماما لمهمتها كإعلامية يفترض بها لدى المرور أمام إشكال ونحن لانقصد هذا الإشكال بالذات، وإنما أي إشكال أو نقطة تمر خلال البرنامج وبحاجة إلى توضيح،يفترض بها ان تتصدى لذلك،لأنه لايفترض أن تحصر دورها في المجاملات والإعجاب بكل شيء،وإنما في إضفاء حالة من الموضوعية على الحوار أيا كان الموضوع...‏

ولم تكن مشكلة المذيعتين كندة وأنسام في عدم تمكنهن من إدارة حوار هام بوجود ضيوف مهمين أمثال دريد لحام وعباس النوري ...بل في عدم قدرتهن في ترك الضيف يكمل السؤال الذي طرح عليه كما حدث مع الفنان عباس النوري،إذ أنه وبعد أن بدأ في الحديث عن شخصيتيه في باب الحارة وليس سرابا،تمت مقاطعته والانتقال إلى الفنان دريد لحام ليسأل عن طرائف مرت معه،وعندما وجه نفس السؤال إلى الفنان عباس أجاب ما حدث معي الآن،‏

لم تدعوني أكمل حديثي!!‏

السهرة الثانية التي قدمت تطرح تساؤلاً هاماً،على أي أساس يتم اختيار الضيوف؟!وعلى أي أساس يختار مضمون السهرة،ما الهدف،وما هو مبرر طرح الموضوع؟‏

فإذا كان العنوان العريض للسهرة هو الموسيقا،فما مبرر استضافة مطربة مبتدئة لتأخذ وقتاً كبيراً خلال السهرة يتم خلاله الحديث عن مواهبها،ونحن لسنا ضد الكشف عن مواهب معينة،بل هو دور هام يفترض بالتلفزيون أن يقوم به،لكن المشكلة أن تختصر سهرة وفي إحدى ليالي العيد،لتتحول غالبيتها للحديث عن هذه الموهبة بالذات،بحضور والدها، حتى انه في لحظات كثيرة بدا أن حضور فنانة بحجم لبانة قنطار زائد عن الحد!!وبدت وفاء موصللي وعلي كريم ككومبارس في السهرة!!‏

والمشكلة التي وقع فيها هنا مقدمو البرنامج المجاملات المبالغ فيها فعندما تحدثت المطربة نور عن أنها لاتخطط للمستقبل لأنها تحب ان تعيش لحظتها...تقول لها المذيعة أنسام أكيد ستصلين للقمة!!أما المذيع فادي فيمتدح دلالها ..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية