تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأخوة الأعداء

رؤية
الأربعاء 9-5-2012
سوزان إبراهيم

ما عدت أستغرب- منذ زمن- ما كنت أسمعه من قولٍ شعبي ترويه الأمهات غالباً: «إن تشاجر الأب وابنه, وإن تشاجرت الأم وابنتها, وإن تشاجرت أختان, لا تتدخلوا فيما بينهم, ولكن لابد من التدخل جدّياً حين يتشاجر الأخ مع أخيه»! أهو نموذج هابيل وقابيل ما زال يحكم هذه العلاقة؟

حين أقرأ: « لن يهزمني أحد, ولن أنتصر على أحد» أتوقع أن يكون القتال بين أخوة!‏

مازال أخوة «جيفري آرتشر» الأعداء يجوبون أرض بلدي منذ زمن.. حين أقيسه بحجم الدم والألم والفقد, يبدو دهراً عاطلاً عن الحب, عاطلاً عن التسامح, وعاطلاً عن العقل!‏

«سنصير شعباً إن أردنا, حين نعلم أننا لسنا ملائكة, وأن الشر ليس اختصاص الآخرين» لوقت طويل عجزنا عن تصديق أننا نحن أيضاً نجيد صناعة الشر, وكنا نحسبها لا تجد لها مواداً أولية, وأيادي عاملة بيننا.. أو سوقاً لتصريف منتجاتها الملعونة!‏

«إذا رَدَدْنا على الكراهية بالكراهية, فلن يتحرر العالم منها».. أيها المعلم «بوذا» من يهتم بانقراض الكراهية! كثيرون اليوم يؤججون نيرانها, كثيرون يغذّون الفرن بمزيد من الأرواح والغيابات وخلق أنهار متباعدة الضفاف كي لا نعبر من ضفة إلى أخرى!‏

«إذا كان لإنسان أن يولد مع حرية كاملة, فإن واجبه الأول, أن يعيّن حدوداً لهذه الحرية, فالإنسان لا يستطيع العمل إلا في حلبة ثابتة محددة» هكذا يصبح البحث عن حدود لحرية مشتهاة واجباً يقتضيه حسن الجوار مع آخر يجب أن يشاركني مكونات كل هذه الساحة الثابتة التي حددناها لحريتنا!‏

أن نسمي كل ما لا نريد الاعتراف به, بأنه غير موجود, لن يغير من حقيقة وجوده بجوارنا ومعنا.. وبنا.. ولنا... لأن الآخر ضرورة حتمية!‏

suzan_ib@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية