تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العمل التطوعي.. سلوك إنساني ..ثقافي ..أخلاقي

مجتمع
الأربعاء 9-5-2012
ناديا سعود

إن التطوع كصيغة عمل اجتماعي وحضاري، يجسد سلوك وثقافة وأخلاق الأفراد والمجتمع، ويعتبر إحدى القضايا الاجتماعية الهامة، وركيزة رئيسية في تنفيذ الخطط الإنمائية في عملية البناء والتقدم. وقد ارتبط التطوع، بشكل وثيق، بحركة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات البشرية،

وأصبح يمثل مؤشرا لتقدم الشعوب،و أحد الجوانب الرئيسية للتعامل. فهو المبدأ الأساسي الذي يحكم العلاقات الإنسانية منذ وجود الإنسان على البسيطة. ومن هذه الجمعيات جمعية «شمس» التي تجمع بتكوينها الأحرف الثلاثة الأولى «شباب مثقف سوري» وهي جمعية ثقافية شبابية, غير ربحية، مستقلة تضم مجموعة من الشباب الواعي الطموح للتميز، الباحث عن النجاح، يحملون في داخلهم، على اختلاف مشاربهم أو تباين آرائهم، بذرة حب العمل وحيوية التطوع والعطاء، وتهدف الجمعية إلى رفع سوية التذوق الفني والجمالي في سورية في ظل التلوث البصري والسمعي الحالي وخاصة بين فئات الشباب، والمساعدة في بناء جيل فعال ومسؤول وقادر على اختيار توجهاته المستقبلية ليكون محترفاً ومختصاً في حياته.‏

انطلاقاً من ذلك وبهدف تحسين الهوية البصرية ورفع الوعي الفني والفكري في المدارس، وصولا إلى تعزيز الانتماء للمجتمع المحلي نفذ أساتذة وطلاب مدرسة رسلان الدمشقي الإعدادية بدمشق فعالية تطوعية بالشراكة مع الأمانة السورية للتنمية ومديرية التربية وجمعية شمس الثقافية وجمعية تنظيم الأسرة،فعالية تضمنت تجميل سور المدرسة برسوم تركيبية فنية ثلاثية الأبعاد وورشات عمل فنية واجتماعية وصحية حيث شملت الفعالية تنظيف المدرسة وتشجير محيطها بأشجار دائمة الخضرة، وورشات عمل فنية من خلال استخدام الرسوم والألوان والمواد الاستهلاكية المستعملة بطريقة مبتكرة‏

الجزء الخاص لجمعية شمس في هذه المبادرة عبارة عن تجميل مدرسة رسلان الدمشقي من خلال رسوم تركيبية ثلاثية الأبعاد تشمل رسوم طلاب المدرسة مع مواد استهلاكية مستعملة تدمج مع اللوحة بطريقة فنية مبتكرة من قبل فناني جمعية شمس، وهي خلاصة ورشات عمل قام بها أعضاء جمعية شمس مع طلاب المدرسة على مدى ثمانية أيام تضمنت تحفيز المخيلة الإبداعية للطلاب من خلال إيجاد حلول فنية جذابة بأبسط المواد المتوفرة لديهم, ويهدف هذا المشروع إلى رفع حس المسؤولية لدى الطالب تجاه مدرسته وتفعيل روح العمل الجماعي بين الطلاب وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال رؤية نتائج أعمالهم في مدرستهم كما أن الأسلوب التجريدي المعتمد في اللوحة يحفز خيال الطالب بشكل مستمر, ويلاحظ في هذا المشروع اكتشاف مواهب واعدة بين الطلاب من الناحية الفنية.‏

الثورة تواجدت في مدرسة رسلان دمشقي للاطلاع على المشروع وكانت اللقاءات التالية :‏

(تحفيز طاقات الشباب)‏

بشار شعبان رئيس جمعية شمس الثقافية قال: المشروع هو تجميل مدرسة رسلان دمشقي بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية , وهي مبادرة اجتماعية تشارك فيها العديد من الجهات, يتخلل المبادرة ورشات عمل قامت فيها الأمانة السورية للاطفال بهدف التوعية الاجتماعية والصحية , وبدورنا نحن قمنا بورشات العمل الفنية لأن هدف جمعية شمس هو تطوير مواهب الأطفال بالرسم والموسيقا بشكل عام .‏

وأضاف شعبان : بدأنا بالمشروع بورشات عمل للأطفال في الصف، علمناهم من خلالها كيف يستفيدوا من كل المواد الموجودة في بيوتنا والتي نقوم بتلفها ( علب ماء – كولا- علب بلاستيكية علب عطور - ) وعلمناهم أيضاً كيف باستطاعتهم أن يستخدموا أشكالاً دائرية ومستطيلة،بالأضافة إلى الزخرفة والتنسيق اللوني على مدة ثلاثة أيام,ومن ثم توجهنا إلى باحة المدرسة فقمنا بدهن الجدار باللون الأبيض, ثم بدأنا نرسم لوحة فنية على جدار المدرسة, , وكان لدينا هدف أساسي وهو جعل الطالب يعمل بيده كل شيء , حيث نحن نضع له الأساسيات وهو يكمل ما بدأنا, مع الإشارة أنه لدينا فريق من جمعية شمس وهم خريجو كلية الفنون الجميلة ولديهم خبرات فنية تم وضعها في المدرسة.‏

الأولاد هم في الصف السابع والثامن وقد شارك حوالي 50 طالباً في المشروع يقومون بالتبديل فيما بينهم, في البداية كان هناك بعض الصعوبات ولكن بعد ورشة العمل التي أجريناها على مدة ثلاثة أيام بدأ الهدوء والارتياح يظهر على وجوه الطلاب, وبالفعل التزم الطلاب معنا تماما وأحياناً كانوا يظلون معنا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر .‏

المشروع هو تطوير ذهني وفكري للأطفال, وبالتالي سيشعر الأطفال بأنهم قد اكتسبوا شيئا آخر، وسيستفيدون حكماً في المستقبل من تلك المعلومات .‏

أما عن الألوان المستخدمة فقال شعبان : الألوان هي مائية لا رائحة لها وقد اخترنا ألواناً مشرقة لتحفيز طاقات الشباب ولفت نظرهم ولكي نعطيهم الفرحة وإشعارهم بالسعادة , أيضاً الرسوم مشتقة من ورشة العمل فكل طالب رسم تقريباً رسمتين وأصبح لدينا سبعون رسمة اغلبهم تقاطعوا ( شجر – طبيعة- ملعب كرة قدم – أحرف الأبجدية وطريقة تخطيطها .) والغاية هي التحريض لذهن الطالب.‏

(الموهبة والمحبة تجمعهم )‏

أيضاً التقينا مجموعة من الطلاب «يوسف الأخرس, جهاد دوبا, حسان صبح, عبد الرؤف ديب» الذين أبدوا سعادتهم الكبيرة لمشاركتهم في المشروع فهو على حد تعبيرهم ينمي موهبتهم الفنية ويدعّم روح المحبة والعمل المشترك بالإضافة إلى أنه يساعد على تزيين مدرستهم التي هي بمثابة بيتهم الذي يحرصون عليه .‏

هلا شعبان طالبة فنون جميلة (جمعية شمس ) قالت : نحن نقوم بالرسم على جدران المدرسة لتجميلها , ولكي ننمي عند الطلاب الذوق والحس الفني, فقد بدأنا في بورشات عمل الصفوف لكي نقترب من الأطفال ولنتعرف عليهم ولنرى كم يستطيعون التجاوب معنا , ولذلك بدأنا بتلك التجارب إلى أن انتقلنا إلى باحة المدرسة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية