|
منطقة حرة واليوم رغم كل الرهانات والسيناريوهات التي حيكت لإفشال العملية الانتخابية بشتى الوسائل، رغم كل ذلك فشلت الرهانات وتمت العملية الديمقراطية بنجاح بعد تحمل الشعب السوري لمسؤولياته الوطنية ليكسب الرهان من جديد ويساهم في رسم الخارطة السياسية وتحديد ملامح المستقبل لسورية المتجددة...! من هنا نستطيع القول انه لأول مرة يمارس الشعب السوري حقه في انتخابات إلى مجلس الشعب وفق دستور جديد، وبمشاركة كل أطياف المجتمع في سورية، ووفقا لنهج سياسي يكرس مبدأ التعددية السياسية وخاصة بعد وصول عدد الأحزاب التي تمارس عملها على الأرض السورية إلى 17 حزبا ومن مختلف الاتجاهات السياسية....! كما رأينا وتابعنا بالأمس الإقبال الجماهيري وفي جميع الدوائر الانتخابية ورغم انف أعداء سورية ...أعداء الله والوطن، ممن ضمروا الشر والخراب لهذا البلد الأمن ومازالوا يحاولون العبث بأمن واستقرار الوطن والمواطن، رغما عن هؤلاء جميعا استطاع الشعب السوري الأبي أن يكسر حاجز الخوف والإرهاب الذي حاول البعض أن يزرعه هنا وهناك، حين ذهب مئات الآلاف لا بل الملايين إلى صناديق الاقتراع، ليمارسوا حقهم الانتخابي متسلحين بإيمانهم بالوطن ومسؤوليتهم وواجبهم الوطني أيضا الذي اقتضى المشاركة بهذا الاستحقاق الدستوري الجديد بكل ما للكلمة من معنى...! نعم ... هكذا ورغم كل التحديات التي تواجه سورية اليوم وكل المخاطر التي يتعرض لها الوطن الذي مازال مثخنا بالجراح، استطاع الشعب الولوج بالعملية الديمقراطية بكل شفافية ووضوح ليحدد مسار حياته وتطلعاته المستقبلية، حيث استطاع خلالها المواطن التعبير عن الهوية السورية بكل تفاصيلها، وخاصة إن المشهد السياسي اليوم اختلف جذريا عن سابقه من حيث التفاعل والحراك على المستويين الشعبي والنخبوي وحتى من حيث الحياة البرلمانية والسياسية الجديدة بكل أبعادها...! هنا نؤكد للجميع إن هذا الاستحقاق الدستوري الذي تم بالأمس وقال الشعب السوري من خلاله كلمته الحرة، خير رد على المؤامرة التي تحاك ضد سورية وبداية الولوج نحو حل سياسي للازمة انطلاقا من فتح قنوات للحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة منذ أشهر ولمختلف أطياف المعارضة الوطنية...! وبالتالي نستطيع القول انه انتصر اليوم صندوق الاقتراع على صندوق الذخيرة والسلاح, انتصر اليوم الحق والعدل على لغة الإرهاب والقتل المنظم...! كما انتصر العقل والمنطق على الفوضى وسفك الدماء...! تلك اللغة التي لم يعتدها المجتمع السوري يوما بكل أطيافه...! تلك اللغة الداخلة على مجتمعنا السوري والوافدة إلينا من الخارج والخارجين على القانون الدولي لاستباحتهم سيادة الدول وحرياتها تحت مسميات شتى لتنفيذ مخططاتهم العدوانية..!تلك اللغة بكل ألوانها ومسمياتها رفضها الشعب السوري وما زال يرفض كل سياسة الاملاءات الخارجية، مؤكدا حتمية الحل السوري الذي يصنعه السورين أنفسهم بعيدا عن الوصفات الجاهزة والمعلبة التي تدس السم بالدسم...! ومن هنا علينا جميعا البدء منذ الغد بالعمل الفعلي بعيدا عن التنظير، ومتابعة المرشحين الذين وصلوا اليوم بموجب هذه الانتخابات إلى قبة البرلمان لتنفيذ برامجهم الإصلاحية التي قامت على أساسها حملاتهم الانتخابية، لتكون هذه نقطة البداية نحو التحول الإصلاحي الذي تنتهجه سورية اليوم، وبالوقت ذاته أن يأخذ كل عضو في البرلمان الجديد مسؤوليته أمام الشعب والوطن في مكافحة أنواع الفساد وفي مساءلة السلطة التنفيذية عن برنامجها الحكومي والية تطبيقه مستقبلا بما يحقق خدمة الوطن والمواطن على حد سواء، وننطلق جميعا نحو سورية المتجددة دائما وابدأ.....! |
|