تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


1.5 مليون حاملاً سمة التلاسيميا.. والجاهل يورث المرض لأبنائه

دمشق
محليات
الأربعاء 9-5-2012
فوزي المعلوف

دعت من الله أن يبعد الموت عنها كي لا تذرف أمها الدموع، وبدأت الطفلة شيرين مهنا تتحدى مرض التلاسيميا رغم آثاره التي أخذت تنهك جسدها ووجهها المائل للاصفرار وجاءت دعوتها أمس بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض.

ويعود المرض بحسب الدكتور محمد خلف مدير مركز التلاسيميا بدمشق إلى زواج حاملي المرض فيورثونه للأطفال لتبدأ رحلة العذاب والتي تلازم المريض ويبقى الصراع قائماً حيث العمر الوسطي للمرضى أربعة عقود ونادراً ما يصل بعضهم إلى العقد الخامس.‏

وقدر الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة تكاليف العلاج المقدم مجاناً لمرضى التلاسيميا سنوياً ما بين 200 و 600 ألف ليرة سورية مشيراً أن عدد المرضى المسجلين في المراكز ويتلقون العلاج والرعاية الصحية والاجتماعية 8000 مريض فيما بلغ عدد حاملي سمة المرض 1.5 مليون سوري وتتوفر مراكز التلاسيميا في المحافظات كافة ما عدا القنيطرة والسويداء.‏

وأكد الدكتور الحلقي أن الوزارة لم تتوقف عند تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية وسعت إلى بث التوعية بأهمية تنفيذ فحص ما قبل الزواج باعتبار المرض ينتقل للأبناء في حال كان الأبوان حاملين للسمة وقرنت التوعية مؤخراً بالتعاون مع نقابة الأطباء بافتتاح عيادات ما قبل الزواج في فروع النقابة في المحافظات كافة مشيراً أن التحاليل والفحوصات تصل كلفتها في العيادات الخاصة إلى نحو 12 ألف ليرة فيما توفرها فروع النقابة بسعر التكلفة دون هامش للربح.‏

ولفت الدكتور الحلقي إلى أن إجراء تحر العام الماضي لنحو 175 ألف شاب وشابة مقبلين على الزواج راجعوا عيادات النقابة كشفت وجود 5 آلاف حامل لسمة التلاسيميا و 2937 مريضا بفقر الدم المنجلي وأفضى التحري إلى امتناع 60٪ من المرضى وحاملي السمة عن الزواج وإنقاذ أطفالهم من العذاب.‏

ويحتاج المريض كل أسبوعين تقريباً إلى مراجعة المركز الذي يقدم خدماته مجاناً ومنها إجراء الفحوصات والتحاليل وتوفير الدم المفلتر وحبوب خالية للحديد ومضخة تبقى مع المريض لمعالجة ترسب الحديد بكلفة 600 يورو.‏

والتقت «الثورة» عدداً من المرضى وذويهم وأشاد والد المريض أسامة علي ووالد المريض مالك مصطفى وجدة الطفل مهند منير خلف بالخدمات المقدمة في المركز والعناية الطبية راجين من «الثورة» طرح مشكلتهم مع غياب أحد التحاليل الدورية واضطرارهم لتأمينها من خلال المخابر الخاصة ولدى العودة لرئيس المركز الدكتور خلف أقر بذلك لافتاً أن لدى المركز جهازين الأول يحتاج للصيانة والثاني مازال منذ عام 2009 ضمن الصناديق المغلقة.‏

وعرضت «الثورة» مشكلة تحليل قياس الحديد في الدم أمام الدكتور الحلقي حيث أوعز لمدير المركز بتقديم مذكرة من أجل تأمين مستلزمات تشغيل الجهازين فوراً ليصار إلى توفير التحاليل للمرضى مجاناً.‏

يذكر أن برامج التوعية وعدم زواج حاملي سمة المرض مكنت قبرص من القضاء على المرض نهائياً فيما سيكون قطاع غزة في عام 2013 خالياً من مرض التلاسيميا فمتى سنشهد هذه الحالة الصحية في سورية؟!.‏

من جهته أكد الدكتور أحمد خليفاوي مدير صحة دمشق على أهمية التشاركية مع القطاع الخاص للحد من انتشار مرض التلاسيميا والتخفيف من آثاره الاجتماعية على المرضى وذويهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية