|
منوعات طللت يوماً إلى الحياة وحضن أم ينتظرك والدنيا بعينيها بأجمل حللها.. والأسرة المحيطة ترفع الزينات بفرح قدوم الهلال واكتمل البدر في حياتها وأنت وهي ترفع لافتة تحمل اسمك الغالي فوق المكان الذي كانت تراه انجاز حياتها.. عيادتك التي لم تفرح بها وهي تحسب في احلامها أنها ستكون راضية موغلة في ازقة السعادة حين تنظم مواعيد زبائنك وتستقبلهم. عاشت سنوات تطوي الايام والليالي في تربية زغاليل لم ينبت ريشهم بعد وقد غيب الموت رب الاسرة لتحمل هي ثقل الدنيا فوق أكتافها راضية بقضاء الله وقدره.. وتعود رحىِ الزمن لتطحن الأيام رماداً تذره في عينيها، ويغيب صغيرها طلال خريجاً ودع الجامعة وأدار ظهره.. مودعاً الدنيا.. مختاراً جوار ربه.. وتصبر هي وتصابر، وهي ترى في بكرها الهلال يكبر ليصبح بدراً يضيء أيامها الشقية. تستجمع قواها مع اشراقة كل شمس لتشعر بأنها اقوى من زمانها، وقادرة على التغلب على حرارة أيامها، فتمضغ علقمها وتهمس في ذاتها لابد أن تحلو في طعمها يوماً... لكن القدر اكثر غلبة من احلامنا في كثير من الوقت، اصبح الهلال بدراً وبدأت الاحلام تنضج امامها فتستشعر حلوها، وتعود لتصارع أيام القهر ومرارة اللحظات، وهي تجترع كأس علقمها وتوهم نفسها أنها ستحلو لتنسيها قسوة الزمان. لكن البدر تناقص وأفل مع فجر صباح ما كانت لتحسب له حساباً..وفي قافلة غيابه يستجمع هلال الكثير من الأهلة التي تأفل كل يوم من أيامنا تاركة المرارة في حلوق الأمهات والعلقم في أفواههن والجراح في أكبادهن. صديقتي الغالية.. لم يغب هلالك وحده، فرضوان على باب الجنان يفتحها في كل يوم لأهلة كثيرة لم تكتمل ولم تصبح بدراً.. فلننتظر قطار أعمارنا.. لأننا لا نعرف في أي محطة سنتوقف. فلا الزمان و لا المكان نمتلكه، لكننا واثقون أننا سنأفل يوماً مثلهم لنلاقيهم.. ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون. |
|