|
قاعدة الحدث اليمن السعيد، وهي التسمية المحببة والمعروفة لدى اليمنيين والعرب والعالم أيضاً. هذه البلاد والتي اشتهرت بمقاومة الغزاة وطردهم، تتعرض اليوم لخطر ماثل للعيان، سببه الرئيسي الأطماع الاستعمارية في أرضه وخيراته وموقعه الاستراتيجي. فالولايات المتحدة ومن ورائها قوى استعمارية عديدة، وبذرائع واهية مثل حجة «محاربة الإرهاب»، تسعى للحصول على مزايا للتمركز الأمني والعسكري في اليمن، وتريد إحكام قبضتها على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وعن طريق إشعال الصراعات وزرع الفتن تحاول واشنطن مد سيطرتها وتوسيع نفوذها، فقواتها تتمركز في جيبوتي، حيث توجد قاعدة لقوات المهام الخاصة المسؤولة عن القرن الإفريقي، وهي تطمع بالسيطرة على ممر باب المندب من خلال السعي للحصول على مزايا للتمركز في اليمن. والدعوات الغربية لتدويل ما اسموه المشكلة اليمنية يصب في هذا الاتجاه. إن الابتزاز الغربي واضح، وهو يطمع أيضاً في إضعاف اليمن ودول الخليج لابتزازها وتعزيز سيطرته على النفط من منبعه إلى طرق نقله وصولاً إلى مصباته. كما يعني التدخل الغربي أيضاً السعي لتطويق المنطقة وإحكام السيطرة عليها لمساعدة الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية بالطريقة التي يسعى إليها الكيان الإسرائيلي. *** أرض الجنتـــــين يقع اليمن على المثلث الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. يحده من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن أو بحر العرب، ومن الشرق سلطنة عمان وتتميز معظم أراضيه بخصوبة كبيرة، ووفرة بالمياه في الجبال.تبلغ مساحته 555.000 كم2، ويبلغ عدد سكانه نحو 21 مليون نسمة وعاصمته: صنعاء، ومن أكبر المدن فيه: صنعاء وآب وعدن وتعز والحديدة وحضرموت، واليمن يعني «اليمين» لأن البلاد واقعة إلى يمين الكعبة المشرفة، الحجر الأسود المقدّس الموجود في مكة المكرمة. كان من قديم الزمان دولة واحدة حكمه قوم سبأ وحُمير وتُبع وكان من أغنى بلاد العالم كما وصفها القرآن الكريم بأرض الجنتين أرض طيبة حتى جاء الاحتلال البريطاني فقسم اليمن من أجل مصالحه وظل دولتين ولكن كل من سكانه يقاتل في كل أنحاء اليمن من أجل أن تنال البلاد استقلالها وظلَّ حتى عام 1990 يتشكل من دولتين عرفتا باسمي الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب. وفي عام 1990 اتحدت الجمهوريتان تحت اسم الجمهورية اليمنية. لليمن تاريخ عريق وكان يسمى بلاد اليمن السعيد وذلك لازدهاره في زمن الحضارات العربية القديمة ومنه خرجت أهم الحضارات واستوطنت مناطق مثل العراق وبلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا وهي الهجرات الإنسانية القديمة كما هاجر اليمنيون بعد انهيار سد مأرب لدول الجوار، حيث كان اليمن موطنا لبعض من أقدم الحضارات في العالم ومن أهم هذه الحضارات حضارة سبأ، مملكة معين، حضارة حضرموت، مملكة حُمير، مملكة أوسان، وهناك مماليك أخرى قامت في اليمن لا يعرف عنها الكثير مثل: مملكة هرم، مملكة كمنة، مملكة السوداء، مملكة أنابه، مملكة نشأن وغيرها. دخله الإسلام في العام 8 للهجرة. وحكمه الكثير من الممالك ومنهم الرسوليون وحكمه الأئمة الزيديون لمدة 1200 سنة تقاطعت بتدخلات منها الخلافة العثمانية حيث حكمه العثمانيون واستمرت دعوة الزيديين للحرب ضدهم وقد تمكن المتوكل على الله أخيرا من إجلاء العثمانيين من اليمن الشمالي ومد سلطانه إلى جميع بقاع اليمن من مكة شمالاً إلى عمان جنوبا وبهذا يكون اليمن أول دولة عربية تعلن استقلالها في ذلك الوقت.واستمرت هذه الدولة موحدة أكثر من مئة عام لتواجهه الحملة العثمانية من الخارج والأطماع الاستقلالية في الداخل. لليمن إحدى وعشرون محافظة وتعتبر خريطة اليمن التاريخية هي امتداد من مدينة عدن على مضيق باب المندب جنوباً والى مدينة صعدة على الحدود السعودية شمالاً أما ما يسمى الآن بمحافظة حضرموت وعاصمتها المكلا فهي بلاد وارض قبيلة كندة القحطانية. يتوزع السكان على المدن بصورة غير متوازنة وذلك لأسباب طبيعية واقتصادية. فنجد أن أكبر محافظة من حيث عدد السكان هي تعز حيث بلغ تعداد سكان المحافظة حسب أخر إحصائية للسكان عام 2004 نحو 2.393.425 تليها الحديدة بنحو 2.157.552 ثم أمانة العاصمة بـ 1.747.834 على التوالي وتشكل هذه المحافظات الثلاث أكبر تجمعات للسكان المقيمين في اليمن. ويمكن التمييز بين ثلاثة أنماط من الاستيطان البشري في اليمن هي: الاستيطان المركز حيث ترتفع فيه الكثافة السكانية في مساحة صغيرة في الأرض كما هو الحال في إقليم المرتفعات الجبلية. الاستيطان المبعثر الذي يتميز بوجود تجمعات صغيرة ومتباعدة قليلة العدد ومنخفضة الكثافة كما هو الحال في إقليم الهضبة الشرقية وذلك لانخفاض خصوبة التربة وارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وقلة مواردها الزراعية. الاستيطان الخطي الشريطي الذي يمتد على طول الطرق الرئيسية والأودية التي تخترق سهل تهامة. أهم الموارد الطبيعية النفط، وكميات قليلة من الفحم الحجري، النحاس، الذهب، الرصاص، النيكل، والمنغنيز، والكروم. يزرع اليمن الحبوب وأهمها البن والخضار والفواكه، والقات، والكروم، والقطن، والتمر، والموز. وتشكل الأراضي الصالحة للزراعة 6٪ من المساحة الكلية. ورغم أن اليمن يطل على البحر الأحمر والبحر العربي لكن مناخه لم يستفد من الخصائص البحرية كثيراً سوى في رفع درجة الرطوبة الجوية على السواحل، حيث إن تأثير هذين البحرين في تعديل خصائص مناخ الجمهورية محدود جداً يقتصر على الرطوبة وتعديل بعض خصائص الرياح. تنتشر في المياه الإقليمية في اليمن كثير من الجزر منها جزيرة كمران وهي أكبر جزيرة مأهولة في البحر الأحمر، وجزر أرخبيل حنيش وجزيرة ميون وهي ذات موقع استراتيجي في مضيق باب المندب. ومن أهم الجزر في البحر العربي أرخبيل سوقطره وهي أكبر جزر هذا الأرخبيل والذي يشمل أيضا سمحة ودرسه وعبد الكوري. يتميز اليمن بتنوع مظاهر السطح ولذلك تم تقسيمه إلى خمسة أقاليم جغرافية رئيسية هي السهل الساحلي، المرتفعات الجبلية، الأحواض الجبلية، المناطق الهضبية وإقليم الصحراء. |
|