|
شؤون سياسية ومن حق اليمنيين أن يسألوا لماذا حدث ماحدث؟ وربما القادم أعظم و أكثر خطورة مما يتوقع من لايفهم طبيعة الوضع الدولي والإقليمي الأكثر اضطراباً ،فذنب اليمن كما هو حال العديد من الدول الأخرى في المنطقة، يتمتع بموقع استراتيجي مهم بالنسبة للدول الكبرى المتربصة بشعوب تلك المنطقة ولاسيما بلدان القرن الإفريقي التي باتت هدفاً منذ زمن بعيد للإمبريالية الأميركية ولإسرائيل الصهيونية، بوصفهما تعبران عن مصالح رأس المال الاحتكاري الكبير الأميركي والصهيوني، وفجأة يتحول الاهتمام العالمي إلى اليمن، وبسرعة لافتة يتهم الرئيس الأميركي أوباما النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية، بأنه إرهابي من الدرجة الأولى، تلقى التدريبات في إحدى قواعد «القاعدة» الموجودة في اليمن، ما يعني في مضمونه، أن الولايات المتحدة بدأت تنظر إلى اليمن كموطن للإرهاب وبالتالي لابد من مكافحته ولو بالقوة العسكرية كما هي عادتها، والذي يقتضي تواجد القوات العسكرية الأميركية وبمساعدة حلفائها الدائمين إن كانوا أوروبيين أو إسرائيل، بذريعة وضع حد للإرهاب في هذا البلد الذي يهدد -حسب تصريحات المسؤولين الأميركان- الأمن الأميركي والعالمي، وأن الحرب في اليوم ستكون الأكثر خطورة وحسماً في تاريخ الحروب الأميركية، ولا أحد يفهم ما السر في هذه التصريحات النارية لهؤلاء المسؤولين الأميركان، وكأن اليمن دولة عظمى تمتلك من الإرهابيين أكثر من أفغانستان وباكستان والعراق والصومال وغيرها وإذا مابطنا هذه التوجهات الأميركية باتجاه اليمن ومن خلاله نحو القرن الإفريقي وخاصة بعد الإعلان العلني بإرسال مسلحين من قبل مايسمى حركة الشباب المجاهدين في الصومال للقتال في شمال اليمن بزيادة ميزانية أميركا على النفقات العسكرية لعام 20١0 لتصل إلى 36000 مليار دولار منها نفقات للدفاع بمبلغ 663 مليار دولار أي بزيادة قدرها 5.1٪ عن نفقات 2٠0٩ والتي بلغت 607 مليارات دولار.لتوضح لنا أن الولايات المتحدة التي دخلت مرحلة الركود الاقتصادي بعد أزمة اقتصادية ومالية خطيرة وعميقة، تحضر لحرب محتملة جديدة قد يكون اليمن ميدانها الرئيسي ودائماً الذريعة موجودة وهي محاربة «الإرهاب»، ولم تخرج بريطانيا عن عادتها بالمشاركة في هذا السيناريو فسارعت أيضاً لدعوة مؤتمر دولي لمكافحة مايسمى الإرهاب في 28 الشهر الجاري في لندن. وبحركة مسرحية هزلية أغلقت أميركا سفارتها في صنعاء وتبعتها العديد من الدول الأوروبية وفجأة تعيد فتحها وكأن الخطر الإرهابي زال بعصا سحرية!! وسيعقد المؤتمر في نفس الوقت واليوم الذي سيعقد فيه مؤتمر حول أفغانستان، البعض من المحللين يعتقد أن أميركا المصابة بداء الأزمة الاقتصادية ستعمل لإيجاد مصدر جديد لميزانيتها عن طريق زيادة استهلاك السلاح، الذي يحتاج إلى أسواق جديدة، غير ممكنة إلا بافتعال الحروب وبغض النظر عن نتائجها، المهم تحقيق أكبر قدر من الأرباح ولو كان عن طريق الحرب وقتل الأبرياء والشعوب وتدمير هذا البلد أو ذاك كما فعلوا في أفغانستان والعراق وغيرهما الكثير، وإذا مانجحت الولايات المتحدة في اندفاعتها الجديدة نحو اليمن، فإنها تضيف ضحية جديدة إلى آلتها العسكرية بعد أن بدأت تلوح في الأفق هزيمتها التي باتت شبه مؤكدة في العراق وأفغانستان، وستكون قد أوجدت الذرائع الكافية بالنسبة لها للوجود العسكري في اليمن لوضع اليد على خليج عدن وسواحل الصومال والقرن الإفريقي، وتكون قد حققت عدة أهداف في رمية حجر واحدة، وضع اليد على اليمن والقرن الإفريقي ومن ثم استخدام هذا الوجود لإزاحة المنافسين الأقوياء لها في القارة الإفريقية وخاصة الصين وغيرها، والتفرد بنهب هذه البلدان والاقتراب أكثر فأكثر من السودان ودارفور، والتحكم بشكل كامل في هذا الجزء المهم من العالم، ولم يبقَ سوى تنبيه شعوب المنطقة والحكومات من الوقوع في شرك السياسة الأميركية التي خبرتها تلك الشعوب في الماضي، وكما خبرتها شعوب العراق وأفغانستان وغيرها. |
|