تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في رمز الشجرة والتآخي

أبجد هوز
الخميس 29/12/2005م
نادية دمياطي

في الرمز الكبير للشجرة.. أجاب الشيخ الحكيم الفتى اليافع عن سؤاله: لماذا لا تبقى الأشجار كلها مثمرة طوال العام?!

قائلا: لأن التغيير يا بني نظام ثابت في الكون..فلشجرة نيسان الربيع سحرها, ولشجرة الصيف أوانها وثمارها, ولشجرة أيلول الخريف حكمتها, ولشجرة كانون رموزها. والأرض يا بني في ثباتها تلد المزيد من الشجر مع كل دورة حياة..والشجرة تخصيب للحياة وفرح وعطاء وغلال وبشائر.‏‏

تأمل الفتى في جواب الشيخ واستعاد ما قاله له أبوه..إن سورية كانت وطن البشر والشجر, ومولد الحضارات ورمز التآخي والمحبة والسلام..وليس بكثير عليها أن تكرس للأجيال هذه الرموز بميلاد أكبر شجرة في المنطقة العربية فوق أراضيها في حالة موقعة بتاريخ عيد الميلاد المجيد والشجرة رمز مقدس لهذا العيد.‏‏

والحقيقة: إن مشاركة سورية هذا العام بشجرة كهذه هي بمثابة رسالة تبعث بها إلى كل الإنسانية بأن سورية وطن التآخي والتعايش والسلام..ولأن سورية باقية ما بقيت الأرض فإن أشجارها تلد أشجاراً في كل دورة حياتية لتشكل جنانا صغيرة..فوق أغصانها تتكاثر العصافير وتتعانق الفراشات والورود, ومن رحم ترابها يتدفق حليب الأرض فتنبت الأرض العشب وتعلو أشجار الزيتون والليمون وتتكاثر أكواز الصنوبر والتين واللوز لتفيض مواسم خير وغلال وبشائر.‏‏

إن الاحتفال بعيد ميلاد مجيد محصن بأشجار معمرة في سورية فإن ذلك مناسبة لتدفق الأماني بأن تمسح أعياد التآخي في الصباحات القادمة جراح الأمس بين أبناء الجغرافيا والتاريخ والرسالات, وأن نعبر كلنا لعام أكثر جذباً للتفاؤل وقدرة على التسامح..ومعززاً بالقدرة على تجاوز الصعاب التي تتربص بأمتنا العربية..وأن تكون الصحوة عنوان الزمن القادم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية