|
دراسات التي تناولت الشرق الأوسط بواقعه الحالي وآفاق تطوره المستقبلية ودراسة التوجهات العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ومجموعة المسائل التي تؤثر على المنطقة وعلى السياسة الأميركية التي ترى في القرن الحالي قرنا أميركيا تحكم فيه قبضتها على العالم.. لذلك تقوم برصد كل المتغيرات مهما كانت صغيرة وتضعها تحت مجهرها, وترسم الخطط والسياسات التي تخدم غاياتها. يتألف الكتاب من 241 صفحة توزعت على 11 فصلا حملت عناوين مختلفة: استعراض عام, الجزائر (هل يمكن استعادة النظام الوطني?), مراكش (التقليد هل يحمي الملكية?), مصر ( هل يمكن أن تقود العالم العربي?) فلسطين (هل نتقدم نحو دولة ديمقراطية?), إيران الجمهورية الإسلامية(هل يمكن أن تبقى), العراق( هل في الأفق صدام آخر?), الخليج العربي(هل تعمل الارستقراطية على تعريف العقد الاجتماعي عام 2015), مراقبة الأسلحة في مستقبل المنطقة, إسرائيل (تسوية الخلافات الداخلية). في الخاتمة ثلاثة أجزاء والملحق يتمحور حول إسرائيل- تركيا علاقة استراتيجية أو حلف مؤقت? بدأ وضع هذا الكتاب عام 1999 عندما طلب المجلس الوطني للاستخبارات من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية INSS في كلية الدفاع الوطني دراسة التغيير في الشرق الأوسط.. في ذلك الوقت كان قد حصل في المنطقة تغيير سياسي طفيف خلال السنوات الثلاثين الماضية. وفي الواقع كانت الحكومات في الشرق الأوسط تظهر استقرارا ملحوظا وباستثناء الثورة الإسلامية في إيران 1979 والانقلاب العسكري في السودان 1989 كانت المنطقة مستقرة. في الوقت نفسه احتفظت اقتصاديات بلدان المنطقة بركودها بما فيها دول الخليج الغنية بالنفط وراح الاتجاه إلى عدم التغيير في الأوضاع السكانية- الزيادة السريعة في عدد السكان, انخفاض معدلات الوفيات, زيادة البطالة- عدم خلق فرص كافية للعمل- يهدد الاستقرار في المنطقة, كما أن انتشار أسلحة الدمار الشامل والتحالفات الأمنية الجديدة والمخدرات والإرهاب واتساع شعبية الحركات الدينية المتطرفة (الإسلامية واليهودية على حد سواء) كلها تطرح أسئلة حول التحديات المستقبلية لأمن الأنظمة.. الداخلي والخارجي. أثناء التحضير لمخطط الكتاب برز موضوعان جعلا التنبؤ أكثر صعوبة مما كان يتوقع وهاتان المسألتان سورية بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد, والانتفاضة الفلسطينية جعلتا من فصول الكتاب متداولة ومعقدة جدا في الوقت نفسه. لقد كان الهدف الأول من تقييم الوضع الراهن والتفكير في المستقبل فيما يخص المنطقة والولايات المتحدة ( تحديد القوى المتوسطة والطويلة الأجل وإمكانية سقوط بعض الأنظمة الإقليمية... وشملت العوامل التي تمت دراستها الوراثية السياسية, والتبدلات الديمغرافية, والفعالية الدعاوية الاسلامية وانتشار أسلحة الدمار الشامل. وكان الهدف الثاني هو تقييم مضامين تلك التبدلات والاتجاهات والقضايا بالنسبة للمصالح الاستراتيجية والسياسية الدفاعية للولايات المتحدة, وقد جرى أسئلة رئيسة أربعة هي: - ما التبدلات السياسية الرئيسة التي يمكن تحدث, وكيف يمكن أن تؤثر على المصالح الأميركية? - ما التبدلات الاقتصادية الرئيسة التي يمكن أن تحدث وتأثيرها على مصالح الولايات المتحدة? - كيف سينظر إلى القضايا المهمة بالنسبة للولايات المتحدة? عملية السلام, وجود أسلحة الدمار الشامل, الحد من التسلح ( الارهاب). - ما الذي يمكن أن يغير هذه الافتراضات? في الكتاب تم تحديد بعض التحديات الرئيسة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط ككل فمعظم الأنظمة تواجه بدرجات متفاوتة ( المطالبات بالاصلاح السياسي, والشفافية والمسؤولية, والمشاركة الشعبية الأوسع, مع أن هذه المطالبات لا تترجم دائما كتأييد الديمقراطية والانتخابات على النمط الغربي, كما تواجه الحكومات ( كوارث اقتصادية عميقة سواء كانت غنية بالنفط أو غنية بالشعب. وعن علاقة تركيا بإسرائيل أكد الكاتب أنها علاقة استراتيجية تقوم على أساس ضرورتين: الأولى: والأكثر أهمية هي البعد العسكري الأمني. الثانية: اقتصادية فمن بين عدد من الاتفاقيات التي وقعت عام 1992 غطت الاتفاقات الرئيسة التعاون العسكري والتعاون في التدريب والصناعات الدفاعية, واتفاقا للتجارة الحرة, وقد حققت هذه الاتفاقيات الفائدة لكلا الطرفين رغم وجود العديد من التذبذبات, والكثير من المشكلات والمعوقات. تأتي أهمية هذا الكتاب من جدية هذه الدراسات وأهميتها حيث يقدم رؤية للواقع العربي في المرآة الأميركية. |
|