|
طلبة وجامعات فالمتتبع يدرك فورا أنه ،لا يوجد مساهمة و لا مبادرة و لا مسيرة ولا مجموعات تطوعية في كل الاتجاهات و لا أي عمل تطوعي تجاه الوطن، إلا وكان الشباب هم الأوائل و في المقدمة، و كم أنجزوا على أرض الواقع في كل المجالات، فأثبتوا أنهم يستحقون أن يفخر الوطن بهم، و لعل إبداعات الطلبة الجامعيين، ترسم المشهد الدقيق لكل ذلك ، إذ جسدت بعض أعمالهم أفكارا مكثفة وفي كل الأبعاد، فأعطت الصورة الحقيقية لهم مثلما هي ،وما تعنيه من التمسك بعزة الوطن وبالانتماء ، و خير دليل على ذلك أعمال توافرت لها معطيات إبداعية توجز موقفهم، وما يمكن أن يقدموه ، كما تؤكد إحساسهم بالمسؤولية ،التي ترجموها على ارض الواقع بأشكال و أشكال، مثلا الطالبة( ضحى إبراهيم) سنة ثالثة إعلام أخرجت فيلما قصيرا ، تحدثت عنه وسائل إعلامية عديدة و مواقع الكترونية و غيرها ،و هو بعنوان (هنا دمشق )، و قد شارك معها طلبة آخرون ، و الفيلم عن مدونة (لماهر مؤنس )وهي تكتظ بعواطف و مواقف مليئة بالحنين للوطن والتمسك بكل تفصيل، الصغير منها قبل الكبير، فالمدونة أصلا ترثي لما يحصل على ارض الوطن، حيث يصور الكاتب مشاعر و مواقف وطنية على غاية من الرقة، و العشق لكل ما يخص الوطن ،ونقلها بطريقة مليئة بالصدق و العفوية ،استطاع بها خلق حالة تأثيرية تأسر المشاعر بحق، وكانت الذاكرة بكل ما فيها من عوالم غنية، مكتظة بتفاصيل الوطن، فنرى جماليات الأرض و حبات مطر دمشق ،وحتى رعدها،ياسمينها ، ورائحة القهوة التي تفوح في صباح اجتماع عائلي ، وكل ما فيها و حتى دخانها له مكانته الخاصة عند البعيدين عنها ، و ها هو الانفجار يصدم العائدين إليها شوقا بعد السفر، فيصدم ذاك الحب ،نتيجة ما حل بدمشق الباقية دوما ،و قد حول الطلبة الفكرة إلى فيلم قصير ، على غاية من التأثير ، عدا عن النقل و التصوير لمواقف وطنية ،ثم الإشارة إلى أن دمشق ستبقى كما هي صامدة والفيلم من سيناريو ضحى إبراهيم و كندة يوسف و حوار (ماهر المؤنس) بمشاركة( حازم رعد) و تمثيل (حمزة حمادة) و (زينة العبد اله) أيضا طلاب قسم الإعلام أنجزوا فلما أخر، بعنوان (ولادة قيصرية ) إشراف الدكتور عربي المصري،والأستاذ (غسان العبد الله ) وشارك من الطلبة (هيا بجبوج )(دينا صبح )( معتز عنتابي ) وغيرهم، يركز عالمه على عقبات أمام فيلم يريدون صناعته، فإذا به أصعب من الولادة القيصرية و ذلك نتيجة للأحداث ،و قد شغل الفيلم الأوساط الثقافية و الإعلامية بتفاصيله ،التي أوجزت الكثير عن حياة السوريين في الفترة الأخيرة ،و هي فترة الأحداث إذ يشارك كل طالب عبره ، و يحكي مأساة تتجسد بأشكال و أشكال عند كل فرد ،فالبنية الدرامية للفيلم تدور عن تصوير عقبات أمام فيلم ولادة قيصرية نتيجة الأحداث ،و قد صوره الطلبة رغم بساطة الحدث، و رغم فترته الزمنية القصيرة، تلك التي تتسم بها عادة الشروط الفنية للفيلم القصير، إلا انه تمكنوا كطلبة أن ينجزوا عوالم من الحزن الإنساني ،و اختصار مئات الحوادث ،التي عاشها الشعب السوري، فها هو مشرف الفيلم يسافر، يحاول الطلبة تجاوز ذالك كمجموعة، ليكتشفوا بعدها أن زميلهم المشارك قد اختطف، يحاولون الاستمرار في إنتاج مشروعهم ،إلا أن الخوف من التفجير في الشارع الذي سيصورون فيه منعهم ،و بعدها تتتالى الأمنيات البسيطة التي تمزق القلوب،بدء من رغبة التحرر من الخوف ،إلى التمني إلى العيش و الحفاظ على الحياة ،إلى التمكن من التصوير في أي مكان وهكذا وكتب أحد الطلبة بخط عريض(بلدنا أنوجع ) ، و قد التقط هؤلاء الطلبة ومضات إنسانية، لخصت و كثفت الكثير من الأحداث بصدق و عفوية عالية المستوى،ظهرت عبر ترتيب فني ذكي لأحداث مريرة من جهة و تبعاتها البشعة من جهة ثانية ، مما يظهر تأثرهم الكبير، بما يحصل على الأرض في نفس الوقت الذي يظهر إصرارهم على تقديم هموم الناس و الوطن من منطلق إحساسهم بالمسؤولية. أيضا هناك طلبة كلية الفنون الجميلة عبروا عن موقفهم تجاه الأزمة ،من خلال معرض في الكلية ،وقد تضمن مجموعة من اللوحات التي يواجهون بها كل تلك البشاعة بترسيخ الجماليات في كل الاتجاهات و قد أكد مدرسوهم حضور هذه الملامح في أعمالهم، و فوجئوا بأعمال الطلبة، و قد توقعوا حضور القسوة، في نقل الحدث السوري ،بل على العكس تماما،حيث ظهرت ردود أفعالهم الإنســـانية ،عبر لوحاتهم على غاية من الجمالية ،التي عبروا عنها كمواجهة و تحد للحدث الأليم ،و تحدث الأستاذ الدكتور (عهد ناصر رجوب) عن المعرض الذي أقامه طلبة كلية الفنون الجميلة، فقال : فاجأت مشاريع الطلبة الجميع رغم الظروف ،وقد اتسمت أعمالهم بملامح من الإنسانية الراقية، و ظهرت أحاسيس على غاية من الشفافية ،اتضحت في تفاصيل الكثير من اللوحات التشكيلية،وارتبطت غالبية الأعمال بالقيم الأخلاقية ،وكانت أعمال متميزة بكل معنى الكلمة ،حيث تمكنوا من خلال ردود، أفعال ظهرت عبر أعمالهم من إبراز التحدي لآلام ظروفنا ،كما بينت الأعمال الالتصاق بالواقع ،وحملت جماليات راقية ولمسات خاصة، بلورت جميعها الجانب الإنساني كوجه آخر يقابل البشاعة،وحملت مضامين حول السلام والجمال والحب ،وقد كنا نتوقع أن تحمل لوحاتهم هاجس الخراب والحزن والقبح ،الاانها اكتنزت بالقيم الرائعة كجواب راسخ يحارب البشاعة دوما. ومعرض( فشه خلق) معرض تصوير ضوئي أيضا قام به مجموعة من الشباب ، صوروا فيها الحدث والموقف الوطني و الانتماء لوطنهم ونقلوا الأزمة عبر وجهات نظر فنية مختلفة ،فقال (زين عادلة): شاركت في معرض (فشه خلق) ،كونه جسد فكرة تمثل مبادرة الجميع للمشاركة ،ثم التعبير وفق رؤيا ،فنية مختلفة وفكرته الأساسية تدور حول الأزمة ،وقد شاركت بصورتين ،تعبران عن الأزمة ،التي يمر بها الوطن ،وقدم كل مشارك رؤيته الخاصة ،وهي ليست مجرد نقل للواقع بقدر ماتحمل وجهة نظر مجبولة بحب الوطن .ويذكر أن الأعمال والمبادرات الشبابية مستمرة على الدوام . |
|