|
صفحة اولى فإنّ نوبات الجنون التي قادها جون ماكين في سنواته الأخيرة تُؤكد - من دون اعتراف - ما ذهب إليه فورد، بينما تُجسد حالة الهيستيريا المُسيطرة على «المقال من منصبه» جون بولتون وفريقه، الدليل الأكثر وضوحاً على مُحاولة الالتفاف على الهزيمة قبل اكتمالها، وعلى الفشل دون الإقرار به!. نَمتلكُ الكثير من مُؤشرات الفشل، وأدلة هزيمة المشروع إيّاه، ولدينا الكثير لنَقوله بأسباب الفشل، وبالعوامل التي أدت للهزيمة، ذلك أننا في سورية مع حلفائنا وأصدقائنا، كنّا وما زلنا، القوّة والإرادة، التي قاومت وصَمَدَت، التي نَجَحَت فَأَفشَلت، والتي هَزَمَت وتَستكملُ بهذه الأثناء الإجهاز على مشروع العدوان. ثقافة الإنكار مُنتشرة سائدة، أميركا تُكابر وتُنكر، كل مُكونات محور تحالف الشر الذي تقوده واشنطن تُنكر وتَستكبر، وعلى الرغم من كل الحاصل، فإنّ المنظومة تَنأى عن الاعتراف، وتَستغرق بالإنكار والرِّهانات الخاسرة!. تُنكر منظومة العدوان المَنظور الناجز المُتحقق، فهل يَنفع معها إلا أن نُبيِّن لها غير المَنظور في سلسلة ما هو قادم من هزائم، ومن أُفق مسدود، ومآلات هي آخر ما تَشتهيه؟. حقيقية كانت أم مُفتعلة تلك الخلافات التركية - الأميركية حول وهم المنطقة الآمنة، فهي جزء من فشل واضح، وركنٌ من هزيمة مَوصوفة! كيف؟ بالمُقارنة بين ما كانتا تُخططان له وتَتوهمانه، وبين ما هما عليه حالياً، قارنوا بين السقوف المُرتفعة التي بُنيت على سيناريوهات التقسيم والفدرلة، وبين السقوف الحالية المَحمولة على قوائم هشة مَنخورة ستَنهار حتى قبل أن تَنتصب!. المُماحكات الجارية حول إدلب، الاستفزازات الحاصلة في دير الزور والحسكة، التخبط القائم في التنف والركبان، الاعتداءات المُتكررة، الأميركية الإسرائيلية بالأصالة، وتلك الإرهابية بالوكالة .. هي مُؤشرات فشل وإخفاق تتجمع وتجتمع لتُؤدي بالمحصلة لتَظهير الهزيمة أو لاستكمالها، خصوصاً أن المُبادرة صارت بيد الطرف الآخر، بيَدنا وليس بِيَدِ أحد غيرنا. هذا سطرٌ واحد مما تُواجهه واشنطن هنا في سورية، إذا كان غير مَنظور لها، فهو بحكم اليَقين الذي نَراه ونَعمل له بالإيمان والثقة، وهناك في اليمن ما لا يَقل أهمية حيث تُكتب قصة انتصار غير مَسبوقة. وفيما يَستعد العراق لخط رسائله الحاسمة مع استكمال نتائج التحقيق باستهداف قوات الحشد الشعبي، تُسجل فصائل المقاومة الفلسطينية دخولاً في (حرب المُسَيَّرات) مُوفقاً واعداً، لتُدخل بعد حزب الله وإيران العدو الصهيوني وواشنطن نفقَ الأسئلة الصعبة في الوقت الذي ما زال يُخيم شبح سقوط (غلوبال هوك آر كيو 4) على البنتاغون! ومن بَعد، هل نَتحدث عن الأُفق والمآلات، للمنظور وغير المنظور، من هزائم واشنطن ومنظومتها وتحالفاتها، في حروبها المُتعددة الاتجاهات مع الصين وروسيا؟. |
|