تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حروف ساقطة ومفردات لاتعرب

البقعة الساخنة
الاربعاء 4/10/2006م
خالد الاشهب

يالهذا الشرق الاوسط الكبير او الصغير , كم تكاثر عليه العجانون والخبازون والطباخون فما نضج بين ايديهم , وكم توالت عليه رفوف الطير الجارح وقطعان الثعالب والذئاب والكلاب وكل انواع الضواري والانياب , فلا هو صار جيفة , ولاهم شبعوا !!

وماتزال الآنسة رايس تبتسم وتتجمل دون جدوى , ثم تتحدث عن الشرق الاوسط , وكما لو انها تشعوذ , عن محاور الخير والشر , وعن ( المعتدلون ) و( المدمرون) فتعيدنا , وبصنعة سينمائية بدائية , الى الويسترن الاميركي الشهير , وحيث حفنة الدولارات اغلى كثيرا من اكوام الجثث , ومن يدري .. فربما تأتينا غدا بثنائية )المتأرنبون والمتنمرون( , وبعد غد بثنائية ( المتنحسون والمتحسسون ) ?‏

اتساءل عما سيكون مصير مثل هكذا سياسات ومفردات تمارسها ادارة الرئيس جورج بوش واقطابها , لو لم يكن لهذه السياسات ارجل من قوة عسكرية ضاربة تخيف القاصي والداني , تسوقها وتفرضها وتتحول بها الى هراوة , واتساءل عن ذلك الشرق الاوسط الجديد الذي تريد الادارة الاميركية تصنيعه بأسلحة العصر وتقنياته , ولكن بعقلية الفسطاطين , عقلية القرون المظلمة . وكيف يمكن لهذا الشرق الاوسط ألا يكون مسرحا للدمى السياسية المتحركة بالخيوط , اذا كانت ادوات العقل الذي يدعي التدبير هي الفوضى والفتنة والتحريض , بعدما اخفقت الطائرة والصاروخ والقنبلة الذكية ?‏

رغم المشهد الاسطوري للمقاومة , الذي شهده الاميركيون بأم العين مؤخرا في لبنان , وتذوق مرارته حلفاؤهم الاسرائيليون بأرنبة اللسان , وهم الاقوى والاعتى والاخبث بين حلفائهم في شرقهم الاوسط الكبير القديم الجديد , ورغم انسداد افقهم السياسي , واحتقان داخلهم , واحتضار أجرائهم في لبنان والعراق , يفاجئك العقل السياسي الاميركي الراهن بتعويله الدفء والانتصار على اسمال فرواته المهترئة في المنطقة , تلك التي علكتها وداستها ومرغتها وبددت ماءها ودمها عجلة الولاء والعمالة لاميركا واسرائيل الف مرة على الاثر , يفاجئك هذا العقل وهو يعيد لملمتها وتنظيفها وصفها متراسا ورأس حربة , وهي الدمى المرتبكة المهلهلة المسلوبة المتحركة بالخيوط !!‏

قاتل الله الافلاس , وهو يعود بالتاجر الفاشل .. ولو كانت بضاعته الدم , الى اوراق دفاتره العتيقة المهترئة , يبحث فيها عن حرف ساقط او عن نقطة زائغة او عن مفردات لم يتسنى إعرابها من قبل ?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية