|
ترجمة وتقوم إسرائبل باستخدام ذات الأساليب التي استخدمتها في لبنان خلال 33 يوماً من قتل للمدنيين وتدمير البنى التحتية,وجعل المنطقة غير صالحة للسكن,حيث نجدها تقوم بقتل الفلسطينيين في غزة بمعدل 8 يومياً يضاف إليهم الجرحى والمشوهون بمعدلات أعلى إن ذلك ما يحصل في حياة المواطنين من غير اليهود وما يرغب الصهاينة بتنفيذه في فلسطين. يقول الباحث الإسرائيلي أليان باب : إن إسرائبل تمارس عملية إبادة جماعية بطيئة,وتعتبر أية مقاومة يخوضها أي فلسطيني عذراً لها في تطبيق سياسة التطهير العرقي التي باتت مقبولة من قبل الإسرائيليين, حيث يقول باب : إن العمليات اليومية لقتل الفلسطينيين وبشكل رئيسي الأطفال منهم لا تعره الصحف الصادرة في إسرائيل أهمية تذكر,حيث تورده في الصفحات الداخلية. ويضيف بأن عملية الاستمرار بالقتل بهذه الوتيرة وتزايدها بشكل مطرد والمقاومة التي يبديها الفلسطينيون ستقود الى رحيل السكان,وذلك ما تبتغيه إسرائيل . ويستطرد باب: إن العالم تجاوز عن مساءلة إسرائىل ومحاسبتها عما ارتكبه عن أعمال تطهير عرقي في عام ,1948وتغض الطرف عن استمرارها بتلك السياسة التي تحقق أجندتها الأمنية والقومية,وعليه فإذا بقي العالم صامتاً مرة أخرى عما تزمع إسرائىل القيام به من عمليات تطهير عرقي فإنها ستعمد الى اتباع تلك العمليات بدرجة أكثر شراسة. ونعود للسؤال هل كشفت إسرائىل (بأسلوبها الوحشي الذي اتبعته في هذا الصيف من قيامها بحرب في لبنان وغزة) عن الإفلاس الكامل لفكرة تأسيسها غير المشروعة والذي تم وفقاً للمبادئ الصهيونية الخاصة باليهودالافلاس وهل يتابع الإسرائيليون غيهم ويقومون بخداع من حولهم ? وهل يستمر العالم بغض النظر عنهم,ويستمر بالالتزام بأمن إسرائىل ضد جيرانها? منذ بدء الحرب على لبنان لاحظ الكثير من المراقبين في أجهزة الاعلام العربية والغربية العري الاخلاقي الجديد لإسرائىل والولايات المتحدة والذي يقابله الوعي المتزايد للمقاومة العربيةوالاسلامية للوحشية الاسرائيلية. كتبت الباحثة البريطانية من أصل فلسطيني كرمة نابلسي في جريدة الغارديان: إن الغيظ الإسرائيلي قاد إلى أعمال جنونية لا يمكن لها أن تهدأ. وقبل أن تخوض إسرائيل الحرب على لبنان وتتعرض غزة إلى الجوع أدان السياسي الاقتصادي ادوارد هيرمان عملية التطهير العرقي والتمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل, والصمت الغربي وأجهزته الإعلامية عن السياسات والانتهاكات التي تقوم بها ضد الفلسطينيين. يشكل التمييز العنصري الأساس لمحور الشر الذي يضم إسرائيل والمحافظين الجدد في أميركا الذين فقدوا السيطرة على الشرق الأوسط, وعليه فإن التمييز العنصري الموروث في الصهيونية وجد حليفاً له في الفلسفة الامبراطورية العنصرية التي روج لها المحافظون الجدد في إدارة بوش وهو ذات المنطق الأخير للحرب العالمية الإسرائيلية الأميركية كما كتب عنها الناشط الإسرائيلي ميشيل وارخاوسكي في 3/7/2006 بقوله: إن المسألة العرقية هي السبب الأساس في كافة النزاعات, إذ إنها تشكل تهديداً للهوية والمجتمع, أما في الحالة الإسرائيلية فإن المسألة العرقية تمثل تهديدا لكافة المجتمعات غير اليهودية. أعطت الفكرة العنصرية (لما يسمى بصراع الحضارات التي روجت لها إدارة بوش وإسرائيل) تبريرا للاعتداءات التي شنها الإسرائيليون على كل من لبنان وفلسطين. وقد رأى السيد عزمي بشارة العضو الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي أن تلك المقولة التي تقوم على أن العالم ينقسم إلى ثقافتين متباينتين قادت إلى معايير مزدوجة في التعامل, وكشفت الغطاء عن السلوك اللاأخلاقي الذي اتسمت به طبيعة النظام الإسرائيلي وداعميه في الولايات المتحدة من حيث أن اليهود والثقافة اليهودية متفوقة وغير متوافقة مع الشعوب والثقافات القائمة حولها, وتلك الثقافة تشكل حجر الأساس للدولة الصهيونية. في أعقاب فشل إسرائيل في لبنان نشأ شعور لدى العرب والمسلمين (للمرة الأولى منذ نشوء إسرائيل في قلب الشرق الأوسط قبل 60 عاما تقريبا وتعاظم القوة العسكرية لديها والشعور بالتفوق لدى الإسرائيليين على نحو كبير) بأنه من الممكن وضع حد للعنجهية الإسرائيلية. إن الجانب العرقي في الصراع العالمي الذي يتحدث عنه ميشيل وارخاوسكي يقول: إن العنجهية الاستعمارية تتمثل اليوم بالتقنية العالية للطائرات والأسلحة النووية التي تفترض التفوق الغربي والإسرائيلي, وتفترض أيضا الصراع بين حضارات الغرب وتخلف الشرق, فمن تلك الأمور نستطيع أن نفسر الأسباب في الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان, والتي تمثل في واقعها التطرف الإسرائيلي المبني على قوة النظام الصهيوني المرتبط بنظام المحافظين الجدد الذين يهدفون إلى الهيمنة على العالم. يرى المحلل السياسي الفلسطيني رامي خوري في مقابلة أجراها مع تشارلي روز خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان, أن حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين يشكلان الرد السياسي المناسب للمواطنين الذين أذلهم الإسرائيليون, واحتلوا أرضهم, وقصفوهم, وقتلوا أبناءهم مرارا وتكرارا, وبالرغم من ذلك فقد حصلت إسرائيل على الدعم المباشر وغير المباشر من قبل الولايات المتحدة. إن السكان الذين عاشوا الاضطهاد عادوا اليوم للمقاومة, لم يفت في عضدهم المواقف التي اتخذها القادة العرب لجهة كل من إسرائيل والولايات المتحدة, فقد أدرك الشعب العربي اليوم ما آلت إليه الثقافة الإسرائيلية من ضعف, ونمت لديه الثقة بقدراته على هزيمة إسرائيل, وخاصة لدى الشعب الفلسطيني الذي بقيت لديه الثقة بقدراته على مدى 60 عاما ولم يختف من الساحة بالرغم من المخططات الإسرائيلية للقضاء على مقاومته, وبقي الفلسطينيون على مر تلك السنين يذكرون إسرائيل والعالم بوجودهم, وأنهم لم يستسلموا أبداً. ينبغي على إسرائيل وداعميها في الولايات المتحدة تغيير الطريقة التي دأبوا على استخدامها في السابق, ولقد أدرك المحللون السياسيون في العالم ضرورة إجراء هذا التغيير منوهين بما يمكن أن يحصل جراء بقاء إسرائيل دولة عنصرية, وتمسكها بهذا الواقع في ظل الظروف القائمة مشيرين إلى أن التغيير الحاصل في طريقة تعامل إسرائيل لن يقود إلى رمي اليهود في البحر, إذ إن هزيمة إسرائيل عسكرياً من الأمور المتعذرة, لكن من الممكن الحاق الهزيمة بها نفسياً عبر وضع قيود على هيمنتها ووقف توسعها, ومنعها من السيطرة الدينية العنصرية على الشعوب التي تقع في كنفها. يستطرد رامي خوري بالقول: إن دعم الرأي العام العربي لحزب الله وحماس يعتبر كارثة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة لأنه يعني الاقرار بالمقاومة للمخططات الامبريالية وبأن إسرائيل لن تتمتع بالسيادة المطلقة. ويرى الموسيقي والمفكر جلعاد أتزمون (إسرائيلي يقيم في بريطانيا) أن نصر حزب الله في لبنان يعتبر أحد علامات الهزيمة للصهيونية العالمية ممثلة بمحور الشر المشكل من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وإسرائيل, ويضيف إن الشعب اللبناني والفلسطيني والعراقي والأفغاني والإيراني هم في طليعة الحرب للدفاع عن الإنسانية والبشرية, التي تنشر فيها إسرائيل والولايات المتحدة الدمار والموت, ونوه إلى أن إسرائيل ما هي إلا حدث تاريخي وكيان ميت. معلقون آخرون لهم نفس الرؤية يناقشون على نحو متزايد امكانية انهيار اسطورة إسرائيل التي لا تقهر والتي ستقود إلى ذات النتائج التي حدثت جنوب افريقيا حيث أدرك قادة تلك الدولة الخطأ الذي ارتكبوه في أساليبهم العنصرية وقد أقر أولئك المعلقون بالظلم الذي تعرض له الفلسطينيون من قبل اليهود ورأوا ضرورة أن يعيش الجميع في دولة واحدة يسودها العدل والمساواة, وقد توقع عضو البرلمان البريطاني جورج غالاوي تكرار ما حدث في جنوب افريقيا على الساحة الفلسطينية. إزاء هذا الواقع أخذت صورة المستقبل تتوضح شيئا فشيئا, وبذلك فإن على إسرائيل وداعميها من المحافظين الجدد أن يتخلوا عن سمات الصهيونية, بالاتفاق على تأسيس دولة موحدة في فلسطين تضم الفلسطينيين واليهود, أو أن العالم سيواجه أحداثاً مريعة. إن حزب الله جزء من نسيج المجتمع اللبناني, ولا يمكن القضاء عليه بضرب الجسور ومحطات الكهرباء, الفلسطينيون الذين رحلتهم إسرائيل عام 1948 بقوا على ارتباط وثيق بأرضهم بالرغم مما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي, ولم يبق لهم من هدف إلا الحاق الهزيمة بالصهيونية, واسترداد فلسطين أو قيام دولة موحدة مع اليهود تتساوى فيها حقوق كافة الأطراف. وفي لبنان بدت إسرائيل مصممة على فرض إرادتها وهيمنتها وثقافتها وعنصريتها على دولة عربية أخرى, لكنها لن تجني أكثر مما جنته مع الفلسطينيين, ولن تجدي نفعاً تصرفاتها تلك مع أي دولة عربية. وبذلك فقد وصلت الأمور إلى مفترق طرق فالشرق الأوسط الذي حدده بوش والمحافظون الجدد والإسرائيليون قد يمكن السيطرة عليه من قبلهم باستخدام القوة, لكن هذا الأمر لن يكون مقبولاً من قبل بقية العالم الذي يرى أنه لا مناص من سيادة العدالة في نهاية المطاف. عن موقع informationcleasinghouse |
|