تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإسرائيليون يتمنون زعيما صادقا مثل حسن نصر الله

قراءة في الصحافة الإسرائيلية
ترجمة
الاربعاء 4/10/2006م
أفردت الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع حيزا لا بأس به لخطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ,فقد اعتبرت بعض الصحف هذا الخطاب بحق, خطاب الانتصار,

فيما أجرت بعض الصحف مقارنة بين زعامة حسن نصر الله وزعامة ايهود أولمرت,معتبرة أن نصر الله زعيما حقيقيا وصادقا وانه يمثل نصف المجتمع اللبناني على الأقل ,وان لديه أجندة سياسية واضحة , فيما ظهر اؤلمرت خلال الحرب زعيما فاشلا وكاذبا وليس لديه أجندة سياسية وانه اقل شعبية في تاريخ رؤساء وزراء إسرائيل وان المعركة في لبنان ترسخت في عقول الإسرائيليين كفشل وهزيمة ل أيهود اؤلمرت , لدرجة وصفه البعض بأنه زعيم من طراز غريب أصبح اسمه مرادف للفشل والخيبة والشعور بالخذلان,إلى جانب أن أولمرت لم يعد لديه أية خيارات سياسية, ولم تعد تعنيه العملية السياسية لا مع الفلسطينيين أو غيرهم,فهو يحاول التعويض عن إخفاقاته بالتملق للجمهور وعن هزيمته ألعسكريه بصناعة أوهام النصر.‏

تحت عنوان " قائد مع أجندة" كتب يوئيل ماركوس في هارتس يقول :" ليس مهما إذا كان حسن نصر الله قد تلقى ضربة عسكرية, فهو يخرج في نظر أتباعه وأبناء شعبه منتصرا من هذه المواجهة. وليس مهما إذا كانت إسرائيل قد افترست أوراق حزب الله وخرجت بإنجاز سياسي متجسد بالقوة الدولية في جنوب لبنان, فالمعركة ترسخت في عقولنا كفشل أيهود اولمرت ,الفرق بين الاثنين هو أن نصر الله يمثل نصف الشعب اللبناني, وبامكانه اعتبار المعركة انتصارا إلهيا....و نصر الله يظهر في تظاهرة حاشدة تضم مئات الآلاف كبطل ومخلص, وهو يواصل التهديد ويقول إن لديه عشرين ألف صاروخ وأنه لا توجد قوة في العالم قادرة على نزع سلاحه‏

أما أولمرت في نظر الكاتب نفسه :" اولمرت يقول لمن أجروا المقابلات معه انه ليس من وظيفته أن يكون حاضنة للجيش. هذه مقولة مثيرة للاستغراب في ظل حقيقة أنه هو صاحب القرار في الخروج إلى الحرب. فإما أن لا يكون قد سأل الأسئلة الصحيحة أو أن يكون قد سألها إلا أنه تعرض للتضليل. في كل الأحوال لو كان على قناعة بأن الجيش قد فشل, لكان عليه بادئ ذي بدء أن يُقيل دان حلوتس الذي قاد الجيش وابتدع الاستراتيجية.اولمرت وعد في أحد خطاباته السياسية بشرق أوسط مختلف وقصد بذلك إلى تصميم حدود جديدة في خطة الانطواء. إلا أن تفويت الحسم العسكري قد يؤدي إلى شرق أوسط جديد لم يقصده".‏

وفي رسالة مفتوحة للسيد حسن نصر الله يقول الكاتب يغال سيرنا في يديعوت أحرنوت :" على إثر خطبتك أردت أن أنبهك إلى قضية ما. أنت فتى ذكي, لا ريب في ذلك. إن عيون إسرائيليين كثيرين تستشرفك, لا كقائد أو حليف, بل كعدو مبجل يشعرون باحترام ذكائه, وشجاعته ولوذعيته. يُثار اسمك هنا غير قليل, واسم أمك أيضا, وربما نُعايشك سنين غير قليلة متوقعة. كجيران. من المهم لي أن نرى معا عدة أمور.في ملاحظة ضمنية: أعارض معارضة كبيرة فكرة اغتيالك المعوجة. اعتقد أن الاغتيالات إجراء عصابي منحط, تم الأخذ به خطأ من قبل دولتي التي تعارض معارضة مبدئية عقوبة الموت. الاغتيال يضعفنا أكثر من صواريخ الكاتيوشا عندك. أعتمد أكثر على قدرتك على التخفي والبقاء وعلى التغييرات التي ستطرأ هنا, أكثر من اعتمادي على اعتدال حلوتس, وديسكن وداغان, قادة الاغتيالات...... قلت عددا من الأشياء, من غير أن تبدو متعاليا, بينت لي أن الفتيان الحكماء أيضا, عندما يكثر ضغطهم - يخطئون. مثلا, في قضية هزيمة ألوية الفئران الإسرائيلية وانتصارك على أقوى جيش في الشرق الأوسط. تعال لا نُمجد العدو من اجل أن نقتطف الإطراءات الذاتية فقط. هذا صبياني. حاربت جيشا متوسطا, أضعفه الفلسطينيون إضعافا كبيرا لسنين. إذا كان أحد قد دفع ثمن الحرب من غير أن يجني ثمار النجاح, فانه هم أناس الدهيشة وبلاطة, لا أنت وآلاف مقاتليك الجريئين وتحت عنوان "نصر الله يحتل سيناء"كتبت الصحفية: ركيفت مولدارتصف فيه تأثير خطاب نصر الله على سكان سيناء :" فعلت تحذيرات "الشباك" صباح مساء, فعلها. في السادسة صباحا, معبر طابا فارغ وخاوٍ. كان افتراض من هرب إلى سيناء مع كل ذلك أن العلاقات والصداقات التي حيكت طوال السنين مع البدو ستكون كما كانت آنذاك, بريئة من أي شيء مصلحي , تبين سريعا أنه غير صحيح.... تغير الجو مع نشرة الأخبار الأولى عندما لمع على الشاشة على نحو ما, جارنا من الشمال في حفل الإنهاء في الضاحية في لبنان. احتشد المضيفون إزاء شاشة التلفاز كأنها مظلة في ليل شتاء ماطر مع تجاهل تام لحقيقة أن الصورة تقفز وتختفي من آن لآخر وأن درجة الصوت لا يمكن ضبطها ومع تجاهل تام لذلك الكيان الصهيوني الذي يجاورهم.‏

من جهته يرى عوزي بنزيمان في هارتس أن الحرب الأخيرة كشفت عن عدم وجود برنامج سياسي لأولمرت وان جميع وعوده الانتخابية كانت سرابية:" طوال نصف عام كان لرئيس الوزراء حلم ورؤية, أو إذا شئتم أجندة سياسية وفقا للخطاب الإعلامي, بفعل الراية التي رفعها - ضرورة الانسحاب من أغلبية المناطق - نجح أولمرت في إبقاء حزب كديما فوق المياه وتحويله إلى الحزب الأكبر في الكنيست رغم أن مؤسسه وزعيمه شارون قد توقف عن نشاط إدارة الدولة".‏

ويعتقد بنزيمان انه :" . بكلمة واحدة بدد أولمرت الأمل الذي بثه في نفوس قطاعات واسعة من الجمهور, وتنكر لوعوده. وحتى لا يترك أي مجال للشك بصدد حالته المزاجية, أوضح عشية رأس السنة لقراء "هآرتس" بأن "رئيس الوزراء ليس ملزما بحيازة أجندة, ومهمته هي إدارة الدولة.. لم يمر نصف عام حتى حول أولمرت تصريحه الحافل ذاك إلى غبار, ورئيس الوزراء ليس ملزما بالاستيقاظ مع أجندة في كل صباح. خطة الانطواء شطبت من جدول الأعمال الوطني من دون نقاش حقيقي, ومن دون أن يطرح تفسيرا مقنعا لذلك. العوامل الأساسية التي تسببت في ولادة هذه الخطة - الصراع الدموي المفسد مع الفلسطينيين - بقيت على حالها. الجمهور يتعامل باستهانة أو لامبالاة عندما لا يحاسب أولمرت لانه غير ديانته السياسية التي اعتنقها"‏

وفي السياق نفسه يعتقد أوري سابير بأنه :" : إذا كان الاستنتاج الرئيس من حرب لبنان الثانية هو جمود المبادرة السياسية فان هذا سيكون أسوأ النتائج بالقياس إلى إسرائيل في أعقاب الحرب ... وان دولة إسرائيل تواجه خطرا أكبر من الخطر الذي عرّضتها له حرب لبنان الثانية, إذا كان الاستنتاج من الحرب هو تجميد المبادرة السياسية, التي مضى معها رئيس الحكومة إلى الانتخابات.‏

وفي ضوء فشل المغامرة العسكرية في لبنان يرى الكاتب نفسه :" تعرض لنا حرب لبنان الثانية الآن فرصة ذهبية لإجراء سياسي ضروري يخط, مع الوقت السور الواقي الحقيقي لإسرائيل. إن عرض شروط مبالغ فيها من قبلنا, تخوفا من الرأي العام الإسرائيلي, سيسبب وضع جمود من جانب واحد وسوء وضع عسكري خطر في المنحدر.‏

يسرائيل هرئيل المحلل العسكري في صحيفة هارتس يؤكد بدوره على فشل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ويرى :" إسرائيل قيادة وشعبا لم تتعلم من أخطائها الماضية ولم تفِ بنذورها التي قطعتها على نفسها كما تشير أوهام اوسلو والانسحاب من لبنان والجدار والحرب الأخيرة ..... منذ حرب حزيران لم تعد إسرائيل تسعى إلى تحقيق أهداف وطنية عليا لأنها ببساطة لم تتفرغ لتحديد هذه الأهداف لنفسها. لا غرابة إذا أن الجميع يناشدون أولمرت تبني "أجندة جديدة" بعد تجميده لخطة الانطواء, لأن أحدا لا يفكر حتى بمطالبته بالسير نحو الهدف الاستراتيجي. وعندما تغيب الرؤية ويصبح كل شيء حافلا بالمناورات والبالونات والصرعات الإعلامية الهادفة للحفاظ على البقاء السياسي, تكون النتائج التي حصلنا عليها في لبنان طبيعية .....لقد أقسمنا ونذرنا النذور في السابق بأن لا يتكرر الوضع الذي فوجئنا به في حرب يوم الغفران, ولكننا تنكرنا لنذورنا في مواجهة الفلسطينيين وحزب الله. في السنة الأخيرة أيضا ورغم أن كل الأجراس قد قرعت وكل الأضواء الحمراء قد أُشعلت, إلا أننا لم نرد على تحرشات حسن نصر الله, ومنحنا حماس فك الارتباط, الأمر الذي أوصلها إلى سدة الحكم بعد ذلك ..ومنذئذ لم نتعلم شيئا ولم ننس شيئا كما تشير أوهام اوسلو والفرار من لبنان والجدار وفك الارتباط. لهذه الأمور كلها يتوجب علينا أن نلطم صدورنا في يوم الغفران, وأن نعبر عن الندم من الاستخفاف والوقاحة والتوبة الكاذبة, وأن نبتهل إلى الله قائلين: "غفرانك"‏

" قائد من طراز غريب "عنوان لمقلة للكاتبة ياعل-باز ملميد ,تستعرض فيها سياسات وشخصيةأولمرت على ضوء نتائج الحرب العدوانية على لبنان :" وعد اولمرت قبل الانتخابات بأن يكون الشخص الذي يرسم حدود إسرائيل الدائمة من اجل إقامة دولة يهودية وديمقراطية هنا. لقد نسي ناخبيه ولهذا سينسونه .... مر أقل من نصف سنة, وتبخرت جميع الوعود. تلاشت. بقي ما لم يعدوا به فقط. على سبيل المثال, الخروج للحرب في لبنان. وعلى سبيل المثال, التصريحات عديمة المسؤولية في شأن مكوثنا إلى الأبد (?) في هضبة الجولان, في حين يتحدث الرئيس الأسد عن الرغبة في الجلوس للتحادث في السلام مع إسرائيل. وعلى سبيل المثال, طرح الانطواء عن جدول الأعمال. هل يمكن أن يكون قد خدعنا ببساطة? وأن يكون لم يقصد إلى أي واحد من الوعود‏

وتعتقد الكاتبة جازمة أن :" هذا هو طراز زعامة اولمرت, وسيدفع عن ذلك كما يبدو ثمنا باهظا في الانتخابات القادمة. كيف يمكن ألا يكون تعلم شيئا من شارون? من اجل ماذا جلس بقربه عددا من السنين, إذا لم يكن نجح في استيعاب التصميم الذي كشف عنه ذاك الرجل للحسن وللسيئ. ......و رئيس الحكومة الحالي يحاول رغم ذلك التكفير عن إخفاقات الحرب بتملق الجمهور. انه يريد كثيرا أن يحظى بإعجابه, وأن يحصل على الحب الذي غمره في المدة الطويلة التي كان فيها قائما بأعمال رئيس الحكومة وحصل على 40 نائبا من الجمهور, إلى حد أنه مستعد لبعثرة كل ما آمن به"‏

ثم تستخلص الكاتبة قائلة :"الصحيح الآن أن رئيس الحكومة الحالي لدولة إسرائيل منطوٍ كبير عن جميع مواقفه. لقد كان بشرى كبيرة خيبت الآمال. وليس ذلك بسبب حرب لبنان الثانية. فهناك خاصة اتخذ عددا من القرارات الشجاعة والصحيحة. خيبة الأمل الكبيرة منه هي بسبب انعدام التزامه الأمور التي آمن بها, أو على الأقل باعنا إياها وهو يؤمن بها. ليست له سياسة ولا رؤيا, لأنه يخاف أنه إذا ملك ذلك فسيفقد جزءا من الجمهور الإسرائيلي. وما يجدر به علمه أنه عندما يريدون نيل الإعجاب من الجميع, لا يعجبون أحدا آخر الأمر. حتى أولئك الذين نال إعجابهم كثيرا ذات مرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية