|
شؤون ثقا فية خصصت مجلة الاداب الأجنبية (العالمية) عددها الأخير للحديث عن الأدب الايراني, وقد توقف مدير التحرير غسان كامل ونوس عند ظاهرة هامة هي الاحتفاء الرسمي بين المعنيين بالأدبين العربي والفارسي وأبدى خشيته من عدم العمل الجاد للتفاعل بين الأدبين إذ قال: إن انشغالنا بإظهار الرغبة وإيجاد مبررات لعدم تحققها وإلقاء اللوم على الجانب الآخر يزيد من ضياع الوقت ويضعف من صعوبة التعويض ويجعل الصوت الذي قال بمرارة في أحد لقاءاتنا المهمة هناك: أخشى أننا سنعيد هذا الكلام ذاته في العام القادم من دون جدوى..إن أية علاقة تقتضي السعي الجاد من جميع المشاركين فيها لايجاد سبل تعزيزها وتطويرها وهذا يحمّل المؤسسات الثقافية المسؤولية الكبرى في ذلك..ويستدعي وجود رؤيا شاملة ومشاريع ممكنة التحقق ومن البديهي أن كل هذا يتطلب أولاً إطلاع كل طرف على ثقافة الطرف الآخر والوقوف على ما كان منها وما جدّ, وما يرتبط بأشكال التواصل والتواشج وامكانياته قديماً وحديثاً). لعلّ الأستاذ ونوس أصاب الحقيقة ولكن من جانب واحد, فليت مؤسساتنا الثقافية المختلفة قادرة على خدمة ثقافتنا وتراثها, وقادرة على التواصل مع الآخر كما تفعل المؤسسات الايرانية..لماذا لانتعلم من الآخر..ما الذي يحول دون ذلك..? *** أكثر من واقعية توقف الناقد اللبناني د . علي حرب عند شخصيات نجيب محفوظ الروائية ورأى ان محفوظ :( قد أدرك منذ شبابه وبداية تعاطيه حرفة الادب بأن الرواية سوف تكون لغة العصر , في مواجهة الشعر , وقد صح حدسه النافذ كما يشهد الواقع اليوم .. معه تحررت الرواية من الاعتبارات والمعايير الخارجية والايديولوجية لكي تتحول الى سرد فني جميل وخلق ادبي فاعل ومؤثرة فنحن اذ نقرأ رواياته وعوالمه السورية نقف على ( شخوص نشعر ازاءها وكأنها من لحم ودم , وتحيا حياتها بيننا , وكأنها تضع من مصائدها او تقاد اليه بكل ما تنطوي عليه الحيوات والمصائد البشرية من الالتباس والقلق والتنازع ولهذا تبدو لنا احيانا شخوص محفوظ من فرط قوة الخلق كأنها اكثر واقعية من الواقع , بمعنى انها تفرض واقعها او تمتلك وقائعيتها لكي تسهم في تشكيل الواقع . |
|