تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«دكنجية» اقتصاد السوق

الكنز
الأحد 6-6-2010م
مرشــــــد ملوك

تربعت التجارة لدينا على عرش النشاط الاقتصادي مقابل تقهقر واضح للنشاطين الصناعي والزراعي ، وهذا حال طبيعي ويرتبط «بالسليقة» التي يعمل بها رأس المال.

في التجارة المال يجر المال دونما مخاطر التصنيع وتكاليفه العالية وربما كساد انتاجه ، او الخبرة الكبيرة التي يتطلبها، وهذا الحال لا يبتعد عن الزراعة المرتبطة دائما بالسماء فان أمحلت أمحلنا وإن أعطت أقبلنا.‏

بالفعل تحولنا الى «دكنجية» كما وصف هذا الحال الدكتور راتب الشلاح الرئيس الفخري لاتحاد غرف التجارة السورية.‏

بالطبع فالتجارة عمل اقتصادي كبير وقديما قال العرب: اذا جار عليك الزمن «تاجر أو هاجر» والتجارة هي التي تفتح الاسواق لسلع الانتاج الصناعي والزراعي ، لكن الضير الذي لحق باقتصادنا اليوم اننا اصبحنا مهرة بتسويق انتاج الاخرين في اسواقنا وهذا حال واقعي في ظل غياب انتاجنا الوطني المنافس.‏

أرباب اقتصاد السوق يتحدثون دائما عن التشوهات التي تصيب الاسواق نتيجة تدخل طرف ما في السوق بعمل اجرائي وغير اقتصادي ويغمزون ويلمزون بالدور الذي تؤديه الحكومة السورية في ذلك.‏

أمام هذا المعطى والتحول الى تجارة «الموبايلات» والسيارات والسلع الصينية الطويلة العريضة دون العبء بحال وواقع كل من الصناعة والزراعة في سورية ، ألا يجب التفكير بهذا التشوه الاقتصادي .‏

المنطق الاقتصادي يقول : إن التجارة تزدهر لتبيع السلع التي تنتجها الصناعة ، لكن حال الاحتكار الذي تعيشه التجارة السورية قدمت العوائد العالية لمن يعمل بالتجارة دون ذلك في الصناعة و الزراعة .‏

اذاً لاتجارتنا حقيقية وهي تعيش تحت ظل احتكار القلة لتجارة سلع طويلة عريضة وهيهات أن يتجه رأس المال الىالصناعة والزراعة في ظل هكذا ظروف ، وموديل سيارة شام اليتيم في الاسواق يشهد امام الماركات العالمية في الاسواق على كل ذلك.‏

morshed.69@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية