|
فضائيات تتناسى ( لزوم ما يلزم ) .. وتطمئن إلى ( لزوم ما لا يلزم ) .. الشرط اللازم ( فرض عين ) لكل وسيلة إعلامية هو نقل الحدث .. مواكبته .. السعي وراءه لرصده ومتابعته .. ما الحدث الذي تبثه إذاعات تزدحم بها موجات الـ ( fm ) طوال أربع وعشرين ساعة يومياً . وكأنما أخذت هذه الراديوهات عهداً على نفسها – مجتمعةً – ألا تغيّر (مود ) طبعها .. صباحي فلكي .. مسائي عاطفي .. وما بينهما تتخم مسامعنا بصرعات ( دي جي ) غنائي .. رافعةً شعار : بلا غمّ و همّ والانتصار لكل خفّة دم .. حزمة موجات لم تمرّر مجرد خبر عمّا حدث لأسطول الحرية الذي سعى لاختراق حصار غزة . في عرفها .. كأنما بات الحديث عن أي شيء جدّي وخبر مصيري يخدش مسامع هذه الراديوهات .. ( تطنيش ) هكذا حدث ألا يُعتبر خدشاً للحياء العام .. قولكم ..( طق عرق الحيا من زمان .. ولّا ما كان إللي كان ) .. اللافت .. أن غالبية مدمني الاستماع إلى هذه الإذاعات هم من فئة الشباب .. وبالتالي ووفقاً لسياساتها التجارية ( البحتة ) تمارس نوعاً من التعمية تبعد الشباب عن حقيقة واقعه وأهم شؤون حاضره . كان مهمّاً .. حتى لو من باب ( رفع العتب ) ذكر ما وقع لذاك الأسطول .. فقط لتكون راديوهات تستحق تصنيف ( وسيلة إعلامية ) لا ( وسيلة ترفيهية ) . والحال كذلك .. في مضمار إعلامي مسكون بهمّ حقيقي ( إعلام يحترم نفسه ) تبدو تلك الراديوهات .. شوهاء .. عمياء .. بكماء وصماء .. الأنكى .. أنها عرجاء وتنافس في حلبات الرقص . |
|