|
فضائيات ومن هنا تأتي خطورة التدخل في تحديد مسار الإعلام ونوعية رسائله ومضمونها والإشارة أكثر ما تكون للتدخلات الخارجية أو من ينفذ سياساتها ويتغلغل إلى أعماق البث الفضائي العربي ليكون الوصي على عدد لا يحصى من الرسائل الاعلامية الهادفة لقلب المجتمعات العربية رأساً على عقب والهدامة في معظم مضامينها وتوجهاتها. اذاً لابد من التفكير في الشباب العربي لابل بالإنسان العربي ككل والأهم طبعاً في المعادلة هم جيل الشباب الصاعد بقوة نحو مستقبل أكثر ما فيه ضبابي ومشوش بفعل الغزو الفضائي الغربي والخبيث الذي يسعى لنسف كل القيم والسلوكيات الموروثة والأصيلة والبناءة، لاشك أن المؤتمر العام حول القنوات الفضائية العربية الذي عقد في لبنان في الرابع من هذا الشهر يضع الأصابع على جروح كثيرة وهو بالفعل خطوة هامة لمناقشة ومعالجة هواجس ومشكلات الشباب العربي وتطلعاته من خلال برنامجه الذي يحمل العديد من العناوين العريضة والدقيقة والهامة. لقد بات من الضروري والملح العناية ببرامج الشباب في الشبكات البرامجية للقنوات العربية من حيث الحجم والشكل والمضمون وقياس مدى تفاعل الشباب العربي مع البرامج المقدمة من قبل الفضائيات وتأثيراتها على السلوكيات وصولاً لحماية الجيل الشاب من الاختراق الاعلامي الاجنبي الخطير والذي وصل لحد راحت تقرع معه أجراس الانذار لما يحمله هذا الاختراق ويقدمه من شعارات وأفكار مخالفة لمبادئ المجتمع العربي ومعتقداته السائدة والمرتكزة على الشرائع السماوية والأعراف الانسانية. وفي ضوء كل ذلك لابد من تقديم المقترحات والبدائل النوعية وأصناف البرامج الاعلامية التي تستجيب لطموحات الشباب وكبح جماح من يقف وراء تشويه الاعلام العربي الفضائي بشكل خاص عبر توجيهه بطريقة لا تخدم مجتمعاتنا العربية وتسيء اليها ومحاسبة من يقف وراء ذلك من الداخل والخارج ،فمجتمعاتنا العربية ومكوناتها وخصوصاً الأجيال الشابة أمانة في أعناقنا وهي زادنا للمستقبل يجب صونها حتى يستمر من خلالها نبع العرب صافياً ودافقاً برونقه المألوف. والأهم من ذلك كله أن لا يبقى ما يصدر من قرارات عن مؤتمر القنوات الفضائية العربية حبراً على ورق حبيساً في الأدراج بانتظار أن تتحقق المعجزات ويتوقف العبث بمستقبل الشباب بمحض الصدفة دون أن نتدخل، فلنعمل ولنرفع البطاقة الحمراء لطرد الخرق الاعلامي الذي يستهدف شبابنا وكياننا. |
|