|
فضائيات
حكايا الإعلاميين ،اختلفت عن سواها،كانت تقدم برؤية مختلفة للأحداث... عباس ناصر -مراسل الجزيرة الذي انتقل إليها من قناة المنار، خرج من أسره وهو لايعلم حجم الضجة الإعلامية التي أثارها اتصاله الأخير حين أخبر العالم عن اقتحام أسطول الحرية واحتجازهم به،لينقطع بعد ذلك الإرسال.. هل كان يتوقع أن يخرج ليتابع إرساله لنا،هل كان يتوقع أنه سيعود مجددا ليواجه عدسات الكاميرا،لكن هذه المرة ليكون هو الحدث...
كاميرا الجزيرة التقطته بمجرد قدومه إلى (الناقورة)الصور التي أعادت محطات عديدة بثها كالمنار،و محطة التركية التي عرضت في برنامجها (صباح الخير اسطنبول) تلك اللقطات وأجرت لقاء مع مراسل الجزيرة تحدث فيه عن لحظات الهجوم الأولى،وكيف تمكن أن يخبئ هاتفه المحمول ليخبر العالم بما فعلته (إسرائيل)..إلى أن اكتشفوا أمره،عباس ناصر ..كان يتحدث بفخر شديد،معتبرا أن كل ما كان يهمه أن تفخر ابنته به.. برنامج حديث الساعة على قناة المنار هو الآخر التقاه ليتحدث بالتفصيل عن لحظات اعتقاله وكيف كانوا يستفزونه ويعذبونه نفسيا... لم يكن هو الإعلامي الوحيد الذي احتجزته قوات الاحتلال الإسرائيلي،بل احتجزت صحفيين من مختلف بلاد العالم،من اليونان،ومن ايطاليا وبلغاريا...أي من الصحفيين الأجانب لم تتمكن محطاتنا العربية من التقاطهم بعد خروجهم وإجراء لقاءات معهم،ولانعرف إن كانت ستفعل فيما بعد...
ركزت الجزيرة على مراسليها لنراها تعرضهم في برامج عدة..حتى إن محطات عديدة أخرى هي الأخرى ركزت على مراسلي الجزيرة وتجربتهم ... توالت علينا القصص، تطابق حديثهم عن كيف هاجمت إسرائيل الأسطول،لكن المختلف كان في تلك الروايات التي اختزنوها في ذاكرتهم حول بعض من رافقوهم على السفينة كتلك الحكاية التي رواها مراسل الجزيرة الانكليزية(محمد فال)عن ذلك الرجل الخمسيني الذي ترك (غزة)وذهب للعلاج مع زوجته ،وعندما قرر العودة لم يسمحوا له بدخول (غزة)جمعته مع (فال)زنزانة واحدة ليعتبر أن غزة تشبه هذا الرجل المنهك ،القلق على مصيره،.. لم يكن محمد فال الوحيد الذي روى حكاية هذا الرجل وزوجته إذ إن المتضامنة السورية (شذى بركات)تحدثت عن زوجته المصابة بالسرطان والتي لاتعرف ما هو مصيرها،وهي المبعدة عن أرضها دون أي ذنب.. أتى لقاء(بركات)على(قناة الجزيرة مباشر)عبر برنامجها (مباشر مع )...اللقاء الذي ربما أن أهم ما فيه أنه عرفنا على مدى شغف الكثيرين للمشاركة في رحلات جديدة... الجزيرة احتفت بخروج الشيخ (رائد صلاح)بطريقة مختلفة فعدا عن استضافته في برنامج(ضيف المنتصف)عرضت الجزيرة الوثائقية فيلما سبق لها أن عرضته حمل عنوان (بصمات)أما الجزيرة الإخبارية فقد عرضت فيلما حمل عنوان (إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون)كلا الفيلمين يتناول الجوانب الإنسانية والحياتية والمبادئ التي يعمل عليها الشيخ (رائد صلاح) خاصة ما يتعلق بحمايته للأقصى حين يصرح انه قرر أن يهب عمره وحياته وكل ما يملك فداء للأقصى... لاشك أن اللقاءات ستبقى لأيام عديدة،وهذا الصوت الذي تمكن (أسطول الحرية )من رفعه سيظل لأيام عديدة مرتفعاً..لكن كل الخوف أن يخفت فيما بعد...لتعود الفضائيات إلى سكونها ورتابتها المعهودة ،بعد انتفاضة (أسطول الحرية) وترجع إلى نومها المعتاد،ناسية ماحدث..لنتابع فقط تلك الأخبار الروتينية التي مللناها.. |
|