تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى متى؟

فضائيات
الأحد 6-6-2010م
سعاد زاهر

بدت غريبة عنا،منفصلة عن كيان يتوحد أثناء المصاعب،بدت منفرة بحلتها التي تشبثت بها حتى أثناء كوارث عديدة عاشتها أمتنا،صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تنتهج هذا الأسلوب،‏

وتتعامل مع حدث بحجم (اقتحام أسطول الحرية)وكأن شيئا لم يحدث..‏‏

تتابع بث أغنياتها ومسلسلاتها المملة،وبرامجها الطربية ..كل شيء يسير لديها على ما يرام...ناسية أن مناهج الرؤية قد تتبدل في لحظة،هي قد تسقط أسرع من لمح البصر،هذا النهج (التمييعي)لم يعد يجدي ،هي تراهن على أنها وعبر سنوات كثيرة تمكنت من (قولبة)مشاهديها،لكن الأحداث والتفاعل الذي نراه،يعكس كل توقعات تلك الفضائيات التي اختارت ترفيهنا بأساليب غربية تارة،وبأساليب طربية رخيصة تارة أخرى،وتضيع أوقات مشاهدنا ببرامجها الواقعية التي تخرق مزاج المشاهدة العربي حتى العظم...‏‏

إن كان هذا النهج في الأوقات الاعتيادية يبدو مملا،يطرح نفسه بضعف شديد،يقبل عليه المشاهد لعدم وجود بدائل.إلا أنه في الأوقات التي يتحول انتباهنا نحو قضايا مصيرية..فإن استمرار أمثال هذه البرامج،يصبح مثيرا للتساؤل والاستغراب،لمصلحة من يتم العمل على تفريغنا من جديتنا،من تلك الرؤية التي يفترض ألا تفارقنا،حتى ولو لم تقع أمام أعيننا كارثة ما،ألا يفترض بتلك الفضائيات أن يصحو ضميرها،ألاترى أنها لم تصل إلى نتيجة هاهو مشاهدها الذي عولت عليه كثيرا،هو الآخر يواكب تلك الروح الثائرة التي تفرضها الأحداث،ولن تستطيع كل كميات التسطيح الممنهج،أن تغسل له دماغه، أو تبرمجه،فهل يرتدعون؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية