|
معاً على الطريق منطق، أو بالحري لا منطق يطلب ويفترض ممن يتعرض لهجوم أو اعتداء أو سرقة أن يرحب بالمجرم ويفرش أمامه الورد، أما إن رمى عليه شيئاً فلا أكثر من كمشة رز أبيض، قبل أن يشيعه بالشكر والأدعية وطلب البركات. هل افترض المعتدون باقتحاماتهم البحرية وانزالاتهم الجوية أن يقبل عليهم المتضامنون بالترحيب، هذا إن حصل فعلاً ما يدعون؟ ألا نفترض غريزة البقاء، إن لم نقل الكرامة، دفاعاً عن النفس وصداً للاعتداء؟ قبل عدة أعوام تناقلت وسائل الإعلام حادثة فردية مشابهة في غرائبيتها، عندما تقدمت فتاة من كوريا الجنوبية بدعوى ضد رجل مقتدر اعتدى عليها، لكن محاميه وبالاعتماد على نظام قضائي شكلي ومنحاز استطاع أن يستصدر حكم إدانة ودفع غرامة ضد الفتاة المغتصبة (بالفتحة) لأنها بالغت في الدفاع عن نفسها حتى تسبب بأذيات جسدية ونفسية للمعتدي.. كان الحكم غرائبياً، ظالماً ومتعسفاً تجاه الفتاة المستضعفة، لكن فجاجته حملت رياح تغيير عامة وكانت السبب في حركة منظمة دافعت وأنصفت النساء عامة ولا سيما العاملات منهن ضد كل أنواع التحرش والمضايقات التي يمكن أن يتعرضن لها أثناء تأديتهن للعمل، وسدت معظم الذرائع القانونية التي أتاحت من قبل تمريغ العدالة والاستهتار بالحرمات واستباحة المستضعفين. وكذا ستؤدي فعلة الإسرائيليين بكل ما حملت من صلف وإرهاب واستهتار إلى تنظيم ردود الأفعال في حركة تلجم الاستكبار وتحرر السجناء ولو كانوا دون قيد، وتكبل القراصنة ولو تقيأ خطباؤهم إدعاءات تحتل واجهة الصحف والتلفزات، فقد تكون المبالغة في الأكاذيب المستنقع الذي سيغرقون فيه. بمناسبة الحديث عن القانون أود التأكيد على أهمية استخدام المفردات والمصطلحات.. لقد ردد المحللون كثيراً تعبير أن «إسرائيل» دولة فوق القانون، ما يعني ضمناً أنها الأقوى، علماً أن العنف ليس دليل قوة، بل دليل ضعف ممزوج بالهمجية، لذلك أفضل عليه مصطلح خارجة على القانون، لأنه أكثر تحديداً للطبيعة الجرمية. |
|